حتى الأئمة لم يسلموا من (هراوات صديقنا الملك)، فنظام (أمير المؤمنين) محمد السادس يبدو غير قادر على التمييز بين حافظ لكتاب اللّه الحكيم وبين سكّير، لذلك فقد تعرّضت أوّل وقفة تاريخية لاحتجاج المئات من أئمة مساجد المغرب، والتي تمّت أمسية الثلاثاء قبالة مقرّ البرلمان للتنكيل من طرف القوى العمومية التي تدخّلت بإفراط في استعمال القوّة· حدث ذلك رغم الخيار السلمي الذي اِلتزم به الأئمة المغاربة الغاضبون من أجل التعبير عن الامتعاض والاستياء العميق من الوضع المزري الذي يعيشون في ظلّه، كما كشف الأئمة المحتجّون الملتحفون بالبياض قبل نيل الهراوات من أبدانهم، عن فشل كلّ مساعيهم في فتح أبواب الحوار مع أيّ كان من المتدخّلين في القطاع· قوى الأمن المغربي التي تدخّلت ضد الأئمة المحتجّين أبانت بأن الانتماء إلى الحقل الديني وكذا رفع الشعارات المستنجدة بالملك وصوره مع حمل الأعلام الوطنية لم تعد تقي من الهراوات ومرارة النيل من الكرامة التي لم تطالب إلاّ بالإنصاف المادي والمعنوي بإيلاء أسرة المساجد ما تستحقّ من رعاية للرقي إلى مرتبة (نواب أمير المومنين)· من جهة أخرى، أفاد الأئمة المحتجّون بأن (خروجهم الاستثنائي إلى الشارع) يأتي أيضا للدفاع عن الحقّ في (ممارسة الصلاحيات الدينية والأدوار الوظيفية في التربية والإصلاح وتوجيه المجتمع وصيانة الهوية الإسلامية للمملكة، وكذا تفعيل دورها في التشخيص والرقابة على أداء المؤسسات)· وفي سياق ذي صلة، دعا فرع (إيل دي فرانس) لحركة 20 فيفري المغربية إلى تنظيم مظاهرة يوم الأحد المقبل احتجاجا على استفتاء يوم 1 جويلية حول الدستور في المغرب· وأكّد فرع (إيل دي فرانس) لهذه الحركة أن (الدستور الجديد الذي اقترحه الملك للاستفتاء لا يستجيب للمطالب الحقيقية لحركة 20 فيفري المغربية التي تدعو إلى مقاطعة هذا الاستفتاء)· وتعتبر الحركة التي تدعّمها عدّة جمعيات مغربية وأحزاب من اليسار ونقابات من فرنسا أن هذا الدستور (لا يعبّر عن تطلّعات الشعب المغربي ويكرّس على غرار الدساتير السابقة السلطة المطلقة للملك)· وأكّدت حركة (إيل دي فرانس) أنها تتبنّى مطالب الحركة في المغرب، مسجّلة أن أعمالها التحسيسية منذ 20 فيفري (تندرج في إطار الحركية التي برزت في المغرب للمطالبة بتغييرات ديمقراطية حقيقية تقوم على الحرّية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية ودولة القانون)·