هدّد بعض المشاهدين الجزائريين المشتركين في قنوات الجزيرة الرّياضية بمقاضاة الشبكة القطرية نتيجة حرمانهم من متابعة عدد غير قليل من مباريات كأس العالم، رغم اقتنائهم للبطاقات الضرورية. وكان التشويش الذي تعرّض له بثّ مباراة الجزائروإنجلترا سهرة أوّل أمس بمثابة القطرة التي أفاضت كأس غضب المشتركين الذين يشعرون بأنهم تعرّضوا للاحتيال من طرف قناة باعتهم بطاقات لم يشاهدوا بها مقابلة منتخبهم. أنقذت القناة الأرضية للتلفزيون الجزائري عشرات الآلاف من مشتركي قناة الجزيرة الرّياضية من »ورطة« عدم متابعة المباراة التاريخية ل »الخضر« أمام المنتخب الإنجليزي سهرة الجمعة، حيث اضطرّ مشتركو القنوات الجديدة للجزيرة الرّياضية المخصّصة لنقل وقائع نهائيات كأس العالم إلى الاستعانة بالهوائيات التقليدية لالتقاط بثّ القناة الأرضية للتلفزيون الجزائري، بعد أن استحال عليهم إكمال مشاهدة المباراة التاريخية التي أبدع فيها »الخضر« وانتزعوا تعادلا بطعم الفوز من إنجلترا. وتعرّض بثّ المباراة على القناة القطرية إلى انقطاعات متكرّرة أثارت سخط المشتركين الذين أصبح بعضهم يفكّر في اللّجوء إلى القضاء للحصول على تعويضات عن الضرر المادي والمعنوي الناتج عن عدم التمكّن من مشاهدة مباراة المنتخب الوطني على قناة الجزيرة الرّياضية، في الوقت الذي أكّد فيه كثير من المشتركين أن مباراة الجزائرإنجلترا كانت أحد أبرز أسباب تجشّمهم عناء اشتراء بطاقات الجزيرة الرّياضية بمبلغ قارب المليوني سنتيم في بعض ولايات الوطن، بينما كلّفت عملية إضافة باقة قنوات كأس العالم لأصحاب البطاقات السابقة مبلغا قارب المليون سنتيم وتجاوزه في بعض الأحيان. وهو مبلغ كبير ضاعف من سخط المشاهد الجزائري على قناة الجزيرة الرّياضية، على الرغم من التبريرات التي قدّمتها هذه الأخيرة بخصوص انقطاعات البثّ التي أرجعتها إلى التشويش المتعمّد الذي تقوم به »جهات مجهولة«. حيث قال أحد المشتركين: »لا يهمّني سبب انقطاع البثّ، ما أعرفه هو أنه من حقّي الحصول على تعويض لأنني لم أشاهد بعض المباريات رغم امتلاكي للبطاقة«. *** من يعوّض المشاهد الجزائري؟ إذا كانت قناة الجزيرة الرّياضية قد قرّرت متابعة »الجهات« المسؤولة عن التشويش، ومن المنتظر أن تحصل على تعويضات ضخمة في حال تمّ تحديد هذه الجهات، فمن حقّ المواطن الجزائري الذي اشترى بطاقة لم يتمكّن من مشاهدة »الجزيرة الرياضية« أن يحصل بدوره على تعويض من قناة الجزيرة الرّياضية، وهو أمر منطقي جدّا لكنه مستبعد الحدوث، على اعتبار أن القناة القطرية تعتبر الأمر خارجا عن نطاق إرادتها، ليبقى التساؤل الكبير المشروع هو من يعوّض المشاهد الجزائري؟ وكان مدير قناة الجزيرة الرّياضية ناصر الخليفي قد اعتبر أن ذلك التشويش »عملية مفتعلة ومخطّط لها من قبل«، وتعهّد بكشف الجهة التي كانت وراء تلك العملية. وأضاف الخليفي في تصريح سابق أن الجزيرة الرّياضية كلّفت عدّة جهات بتتبّع عملية التشويش التي حدثت على بثّ القناة لمباراة الافتتاح على القمر »نايل سات«. وأعرب عن استغرابه لحدوث ذلك الخلل »لأن كأس العالم ليس برنامجا سياسيا للتشويش عليه وإنما هو حدث رياضي، وقد خضنا مفاوضات استغرقت أشهرا عديدة مع الفيفا من أجل العمل على جعل المشاهد في الوطن العربي يستمتع بمشاهدة بعض المباريات مجّانا، لكن للأسف هناك بعض الجهات لها أهداف أخرى سياسية وسنلاحقها«. من جهة أخرى، أكّدت الشركة المصرية للأقمار الاصطناعية »نايل سات« في بيان أنه لا علاقة لها بالتشويش أو قطع البثّ الذي وقع خلال نقل مباراة الافتتاح. وفي سياق متّصل، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم »الفيفا« في بيان أصدره في وقت سابق دعمه الكامل للجزيرة الرّياضية في أيّ إجراء تتّخذه لملاحقة المتسبّبين في التشويش الذي حرم بعض المشاهدين من متابعة متواصلة لفعاليات كأس العالم 2010. وعبّر البيان عن اشمئزاز »الفيفا« من أيّ أعمال تهدف إلى إيقاف بثّ قناة الجزيرة الرّياضية القانوني لبطولة كأس العالم، حيث أن هذه الأعمال التخريبية حرمت جمهور كرة القدم في المنطقة من الاستمتاع بالمباريات. ** هل تردّ "الجزيرة" قيمة البطاقات غير الفعّالة في الجزائر؟ هذا السؤال يطرحه بشدّة العديد من مشتركي »الجزيرة الرياضية« في الجزائر ممّن اشتروا بطاقات لمشاهدة نهائيات كأس العالم، قبل أن يفاجأوا بأنها بطاقات غير صالحة للاستعمال. وهو تساؤل مشروع، خصوصا وأن وكلاء قناة الجزيرة الرّياضية في دولة الإمارات العربية المتّحدة تعهّدوا بردّ قيمة بطاقات بثّ بطولة كأس العالم لكرة القدم لمن لم تعمل بطاقاتهم، كما تعهّدوا خلال اجتماع لهم مع وزارة الاقتصاد الكويتية بدفع الفروق السعرية للبطاقات التي تمّ بيعها من جانب وكلاء أو مندوبين بأسعار مرتفعة عن السعر الرّسمي، والذي أعلنت القناة عنه قبيل البطولة، ومتوفّر على موقعها الإلكتروني، حسب مدير إدارة حماية المستهلك في الوزارة الدكتور هاشم النّعيمي. من جانبه، قال وكيل الجزيرة الرّياضية في دبي شهاب الهاشمي، إنه في حال رفض الموزّع إعادة المبالغ الزّائدة في سعر البطاقة إلى المستهلك ستقوم قناة الجزيرة بوقف حسابه وتسييل الضمان المودع في حسابه لتوفير المبالغ المطلوب ردّها للمشترين. وقال النّعيمي عقب الاجتماع: »إن الوكلاء يبحثون مع القناة حاليا إعادة نشر قيمة البطاقات في الصحف المحلّية خلال اليومين المقبلين، على أن يتمّ استرداد قيمة البطاقة غير العاملة وكذلك الفروق السعرية للبطاقات التي تمّ بيعها بأسعار مرتفعة، شريطة وجود فاتورة من موزّع معتمد«.