اعتبر الجمهور أن عملية التشويش على بث قناة الجزيرة الرياضية خلال نقلها مباريات مونديال جنوب إفريقيا لكرة القدم 2010 صيف العام الجاري, قرصنة فضائية من فاعل لايزال حتى الآن مجهولاً, لافتين إلى أنه رغم أن مسؤولي القناة اتهموا الأردن صراحة بأنه مصدر التشويش, فإنهم يستبعدون قيام الأردن بمثل هذا العمل الذي وصفوه بأنه عمل عبثي يماثل القرصنة البحرية على سواحل الصومال. وتساءل بعضهم عن مصلحة الأردن في التشويش على المباريات, لافتين إلى أن الأردنيين أنفسهم تضرروا بهذه المسألة كونهم اشتروا بطاقات لمشاهدة المباريات, مطالبين القناة والسلطات الأردنية بتشكيل فريق مشترك يضم خبراء أمنيين للتحقيق في الأمر وكشف ملابسات ما حدث وتوضيح الصورة للجمهور والمشاهدين في جميع أنحاء الدول العربية. وأرجع الجمهور خلال حديثه لبرنامج ”منبر الجزيرة” على ”قناة الجزيرة الإخبارية القطرية” عملية التشويش إلى ردة فعل وغضب الكثيرين ممن وصفوهم بالفقراء نتيجة حرمان القناة لهم من مشاهدة المونديال بسبب ارتفاع أسعار بطاقات الاشتراك وعدم قدرتهم على شرائها, خصوصا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإيران, فيما ذهب البعض إلى أن الخلافات السياسة بين الدول ربما كان لها دور في ما حدث, نظراً لأن هناك جهات تحب القناة واخرى تبغضها بسبب بثها لبعض البرامج, خصوصا على صعيد قناة الجزيرة الإخبارية. وكانت صحيفة ”الغادريان” البريطانية كشفت أخيراً عن حصولها على مستندات ووثائق تؤكد أن عملية التشويش على قنوات الجزيرة الرياضية خلال كأس العالم كان مصدرها الأردن, فيما أكدت قناة الجزيرة الرياضية في بيان لها على لسان مديرها ناصر الخليفي أنه ثبت فعلاً أن مصدر التشويش كان مدينة السلط الأردنية. ويدور جدل واسع في العالم العربي بشأن الجهة التي قامت بالتشويش على بث المونديال والهدف من وراء قيامها بمثل هذه الخطوة. غضب الفقراء ورأى عبد الرحمن أمين أحد المتصلين من الجزائر أن التشويش ربما حدث من غاضبين على القناة لاحتكارها المونديال وفرضها رسوماً خرافية على أسعار بطاقات الاشتراك, ما حرم الكثيرين في دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط وإيران مشاهدة الحدث, لاسيما في الجزائر ومصر وتونس والمغرب. وأضاف عبد الرحمن أمين ”الكثيرون في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط فقراء ولا يمكنهم شراء بطاقات الاشتراك لمشاهدة مباريات المونديال, لكن الغالبية في دول الخليج ميسورو الحال ويمكنهم شراء هذه البطاقات, لذلك أعتقد أن حالة الاستياء ربما دفعت البعض للقيام بمثل هذا الفعل”. قرصنة فضائية واستعبد حسام قاسم من الأردن قيام بلاده بهذا العمل لأنهم تضرروا كثيرا من عملية التشويش نظراً لاشتراكهم في باقات ”الجزيرة الرياضية” لمشاهدة مباريات المونديال, مؤكداً أنه تضرر بصورة شخصية من هذه المسألة كونه قام بشراء بطاقة الاشتراك في باقة القناة لكنه لم يتمكن من مشاهدة عدد كبير من المباريات بسبب التشويش على البث, واعتبر قاسم أن هذا العمل ربما يكون قد صدر من جهات عابثة أو غاضبة من القناة, واصفاً ما حدث بالقرصنة الفضائية, داعياً الجزيرة الرياضية إلى مواصلة تحقيقاتها لكشف الجهة التي قامت بهذا العمل للرأي العام حتى لا تُتهم جهات بريئة من هذا العمل. فاعل مجهول وأشار عبد الرحيم قاسم, من فلسطين إلى أن عملية التشويش ربما قام بها من وصفهم بأعداء القناة, فهناك من يحبها ومن يبغضها نتيجة للبرامج التي تقدمها, خصوصاً على صعيد ”الجزيرة الإخبارية”, معتبراً أن الدول الإسلامية باتت مخترقة من البعض بدليل أن من قام بالتشويش على بث ”الجزيرة الرياضية” لا يزال مجهولاً. وتساءل محمد أحمد (أردني مقيم في قطر) عن مصلحة الأردن في التشويش, مؤكداً أن الأردن له مصالح مع قناة الجزيرة الرياضية التي اشترت حقوق بث الدوري الأردني لكرة القدم بمبالغ مالية مناسبة رغم أنه دوري متواضع, على حد تعبيره. وانتقد محمد أحمد قيام القناة ببيع بطاقة مشاهدة المونديال بأسعار مرتفعة في الوطن العربي وشمال إفريقيا وإيران في الوقت الذي شاهد الجمهور الإسرائيلي المونديال مجاناً ببثه على القنوات التلفزيونية الأرضية. وتابع ”لماذا يشاهد المشجعون الإسرائيليون المونديال مجاناً بينما نقوم نحن في الوطن العربي بدفع مبالغ مقدرة مقابل ذلك”. عمل خطأ ووصف إسماعيل عيساوي, من السودان, التشويش على البث بالفعل الخطأ, فيما أرجع ناجي حسن من أمريكا التشويش إلى غضب البعض من ”الجزيرة الرياضية” التي رفعت سعر بطاقة الاشتراك. وشدد يحيى محمد, من مصر, على أنه من المستحيل قيام الأردن بمثل هذا العمل, مؤكداً أن عملية التشويش تمت من جهات لها مصلحة, واتفق معه أيضاً محمد منصور من مصر على أن قناة الجزيرة لها أعداء متربصون بها من الممكن أن يقوموا بمثل هذا الفعل. وأشار إبراهيم القصير, من مدينة السلط الأردنية, وهي المنطقة المتهمة بإصدار التشويش, أن التشويش وارد في هذه المنطقة الجبلية, فضلاً عن أن القناة نفسها مستهدفة من البعض. فيما طالب عبد الخالق سلطان, من قطر, بضرورة تحويل ملف قضية التشويش إلى جامعة الدول العربية للتحقيق بشأنه, وكشف الحقيقة.