عاشت معظم ثانويات الوطن نهاية الأسبوع الفارط ومع الإعلان الرسمي لنتائج شهادة البكالوريا التي فاقت الستون بالمائة أجواء مفعمة بالفرح والبهجة، جسدتها تلك الزغاريد الجزائرية المحضة المنطلقة من حناجر النسوة وكذا الألعاب النارية التي ملأ دويها معظم ثانويات الجزائر العاصمة بعد أن ذخّرها بعض الطلبة خصيصا للاحتفاء بمناسبة النجاح بشهادة العمر. خباجة نسيمة وكانت أجواء رائعة تفاعل معها المواطنون عبر كامل الأحياء و تجاوب معها حتى العابرون من مناطق مختلفة بحيث كانوا يلتقطون تلك الصور والمشاهد المؤثرة التي امتزجت بالفرح والعناق ودموع الفرح عبر هواتفهم النقالة. انتقلت أخبار اليوم في جولة عبر بعض الثانويات صبيحة الإعلان عن النتائج من اجل الوقوف على تلك الأجواء، على غرار مقاطعة رويسو التي صنعت الحدث وكذا مقاطعة باب الوادي وبلكور والمرادية والمدنية فوقفنا على الأجواء نفسها، زغاريد مدوية امتزجت بدموع الفرح والبهجة واختتمت بالأحضان والعناق فيما بين الأصدقاء وكذا الأولياء، خاصة وان النسبة الجيدة للنجاح في هذا العام أدخلت البهجة على قلوب الكثير من العائلات عبر كامل الوطن سيما وأنها نسبة جد مشرفة تدل على المجهودات الجبارة التي بذلها التلاميذ وكذا أوليائهم، دون أن ننسى الوزارة المشرفة والمسؤول الأول عن القطاع خاصة وان هذه السنة لم تشهد اضطرابات مثل السنوات الأخرى، وغياب الاضطرابات أدى إلى تحقيق تلك النتائج جد الايجابية التي أدخلت السرور على الطلبة وأوليائهم. بدأنا جولتنا عبر مقاطعة رويسو التي ملاها دوي الألعاب النارية على مستوى ثانوية ابن الهيثم التقنية وعايش الكل أجواء شبيهة بأجواء المولد النبوي الشريف واستبقوا حلوله قبل بلوغه بكثير، اقتربنا من بعض التلاميذ على مستوى ذات الثانوية والذين لم تسعهم الفرحة فقاموا إشعال تلك الألعاب النارية القوية المفعول والتي يسمع دويها من بعيد، وهناك من فسرها على أنها بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال خاصة وأنها عرف جديد طغى على الاحتفاء بنيل شهادة البكالوريا. قالت إحدى الطالبات التي نالت البكالوريا بمعدل 14 من 20 أنها جد سعيدة سيما و أنها حققت حلمها وحلم والديها، وان تعبها لم يذهب هكذا وكانت ثمرته النجاح بعد مثابرة وجهد مكثفين بذلتهما طيلة العام. أما نبيل فقال انه لم يصدق نيله للبكالوريا خاصة وانه كان جد يائسا ومتخوفا من طريقة التنقيط وتجاوب المصححين مع أجوبته، وعلى الرغم من نيله الشهادة بمعدل متوسط 10 من عشرين إلا انه يرى أن ذلك أحسن بكثير من الرسوب وإضاعة عام آخر، وكان طعم النجاح عليه وعلى عائلته طعما خاصا لا تضاهيه أي فرحة أخرى خاصة وان العلم هو سلاح يتسلح به المرء منا في هذه الحياة التي باتت صعبة من جميع النواحي. نفس الأجواء عرفتها ثانوية الفضيل الورتلاني بنفس المقاطعة بحيث ميزتها الزغاريد ومظاهر الفرح والبهجة وكذا الالتحام بين الأسر وأولياء الطلبة الذين توافدوا بكثرة على اغلب الثانويات للتأكد من اشتمال القوائم على أسماء أبنائهم، ولكي تكتمل الفرحة بمشاهدة الأسماء وهي تعتلي بوابة الثانوية، ذلك ما عبرت به إحدى السيدات التي نالت ابنتها الشهادة وقالت أنها فرحت جدا وافتخرت بابنتها التي نالت البكالوريا برتبة قريبة من الجيد، خاصة وأن ابنتها تعبت كثيرا خلال العام الدراسي وتعبت هي الأخرى معها في توفير الأجواء الملائمة والهادئة وإبعاد كامل الضغوط عنها لضمان محافظتها على معنويات مرتفعة والتي اعتبرتها أساس النجاح. نفس الأجواء عموما وقفنا عليها على مستوى ثانويات مقاطعة باب الوادي على غرار ثانوية الأمير وكذا عقبة وفرانس فانون...وكذا مقاطعة المدنية على غرار ثانوية بجاوي ومحمد بوضياف والمرادية بثانوية بوعلام دكار، وكانت أجواء مفعمة بالفرح والغبطة فهنيئا لكل طلبتنا ومشوار موفق في الجامعة بإذن الله تعالى فهم في الأول والأخير ثروات ومكاسب بشرية لوطننا الغالي.