انفجاران يهزّان الكلّية الحربية بحمص الأمم المتّحدة ترجّح وقوع جرائم ضد الإنسانية في سوريا أفاد شهود عيان بسماع دوي انفجارين صباح أمس السبت داخل مبنى الكلّية الحربية في مدينة حمص التي شهدت هجمات عسكرية لسحق الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشّار الأسد· ونقلت وكالة (رويترز) عن الشهود قولهم: (إنه سمع صوت إطلاق نار كثيف وشوهدت سيّارات إسعاف تتّجه نحو المجمّع في منطقة الوعر القديمة)· وقال ساكن طلب عدم نشر اسمه إن (الدخان تصاعد من داخل المبنى، الجرحى نقلوا إلى المستشفى العسكري· يبدو وكأنها عملية من نوع ما)، ولم يرد تعليق فوري من السلطات السورية· وتفيد تقارير المعارضين والمنظّمات الحقوقية السورية بأن حمص تشهد منذ أيّام عملية موسّعة للقوّات السورية لمواجهة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشّار الأسد· ويذكر أن المدينة قد شهدت الجمعة خروج مظاهرات ضخمة، وأفاد شهود عيان بأن خمسة مدنيين قتلوا خلال اللّيل في المدينة على بعد 165 كيلو متر شمال العاصمة دمشق عندما انتشرت الدبابات في إطار حملة ضد الاحتجاجات في المدينة المحاصرة، كما قدّر عدد الذين قتلوا في المدينة منذ يوم السبت الماضي بخمسة وخمسين شخصا· وقالت مصادر حقوقية سورية (إن 11 شخصا على الأقل قتلوا خلال المظاهرات التي خرجت يوم الجمعة في أنحاء مختلفة من البلاد، وإن عدد المتظاهرين في حماة ودير الزور فقط بلغ 1.2 مليون شخص· وأفادت مصادر سورية بأن من بين المناطق التي جرت فيها المظاهرات أيضا ريف دمشق ومدن حلب وحمص ودير الزور والبوكمال والرقة والسويداء· وقالت المصادر تلك إن اعتقالات جرت في دمشق وحلب· من جهتها، قال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان: (إن هناك وجودا عسكريا مكثّفا في منطقتي القابون وركن الدين، وإن نقاط التفتيش والحواجز مقامة على المداخل والمخارج)· وقال أحد الناشطين: (إنه تمّ قطع الاتّصالات والكهرباء عن منطقتي حرستا والدوما)، وأضاف أنه يبدو أن رجال الأمن قد غيّروا من أساليبهم (فهم يقومون باختطاف النّاس من الشوارع والمقاهي بدل اعتقال الناشطين من منازلهم)· ويتوقّع النّاشط أن تشتدّ الحملة الأمنية قبيل رمضان قائلا: (رمضان أوشك وفي رمضان كلّ يوم سيكون كيوم الجمعة)، وأضاف: (ونحن نعتقد أن الحكومة تحاول أن توقف عمل النّاشطين قبل رمضان)· في غضون ذلك، حذّر مستشاران من الأمم المتّحدة من احتمال وقوع جرائم ضد الإنسانية في سوريا، ودعيا الحكومة السورية إلى تحمّل مسؤولياتها في حماية المدنيين· ونقلت صحيفة (الحياة) اللندنية في عددها الصادر أمس السبت عن مستشاري الأمم المتّحدة فرنسيس دينغ المعني بمنع الإبادة الجماعية وإدوارد لاك المعني بمبدأ المسؤولية عن الحماية انزعاجهما البالغ إزاء التقارير الواردة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان الواسعة والمنظّمة التي تقوم بها القوّات الأمنية في سوريا، وأشارا إلى احتمال ارتكاب جرائم ضد الإنسانية· وقال دينغ ولاك إن القوّات الأمنية السورية حسب التقارير الواردة مستمرّة في قتل المدنيين والاعتقالات التعسّفية، وأضافا: (حسب المعلومات المتاحة فإننا نعتقد أن حجم وخطورة الانتهاكات تشير إلى احتمال خطير بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وما يزال الأمر مستمرّا)· ودعا المستشاران إلى إجراء تحقيق مستقلّ ودقيق ومحايد للأحداث في سوريا، حيث يدعو المتظاهرون إلى مزيد من الحرّيات· وذكّر كلّ من دينع ولاك الحكومة السورية بمسؤولياتها في حماية المواطنين، كما جاء في تعهّد رؤساء الدول والحكومات في قمّة للأمم المتّحدة في العام 2005، وأشارا إلى أن رؤساء الدول اتّفقوا على منع الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والإبادة العرقية والجرائم ضد الإنسانية، مضيفين أنه من أجل ذلك الهدف على الحكومة العمل مع منظّمات المجتمع المدني لتشجيع التفاهم والثقة بين المجتمعات وعدم التصرّف بطريقة تزيد من الخلافات، واعتبرا أن الخطوة الأولى المطلوبة هي ضمان الحكومة السورية أن تمتثل قوّات الأمن والجهاز المدني الخاضع لسلطتها بحقوق الإنسان الدولية عند تأدية واجباتها·