بقلم: الطيب بن إبراهيم* *الاستعمار القديم يؤيد الاستعمار الحديث الاستعمار الأوروبي القديم والاستعمار الأمريكي اللاحق يؤيدان وريثهما الاستعمار الإسرائيلي الحديث فمن لم يسمع بالاحتلال الإسباني والبرتغالي لقارة أمريكا الجنوبية ومن لم يسمع بتقاسم الاحتلال الإنجليزي والفرنسي للقارة الإفريقية والاحتلال الهولندي لإندونيسيا الاحتلال الأوروبي الذي عم العالم الإسلامي من جاكرتا شرقا إلى داكار غربا والاستعمار الحديث الأمريكي الذي ورث الكثير من أراضي الاستعمار القديم بأساليب ومناهج حديثة وأخيرا الاستعمار الهجين الإسرائيلي الذي جمع أسوأ ما ملكه سابقاه أوروبا التي أنجبته وأمريكا التي تبنته ورعته فماذا ننتظر من دول تفوح رائحة تاريخها الاستعماري بما يزكم الأنوف وأياديها ملوثة وملطخة بجرائم في حق شعوب مستعمراتها ماذا ننتظر منها أن تفعل وان تقول عن جرائم إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني سوى الدعم والمساندة والادعاء بكل وقاحة أن من حق الاحتلال الإسرائيلي الدفاع عن نفسه ومعناه المزيد من المذابح في حق العشرات من الأطفال والنساء والمزيد من الدمار للممتلكات انه حق المحتل المعتدي في الدفاع عن احتلاله وليس العكس حق الضحية في الدفاع عن حريته إنه منطق دول التباكي والتباهي زورا وبهتانا بالدفاع عن حقوق الإنسان وحريته؟؟!! . *الاستعمار ملة واحدة القارة العجوز أوروبا بعد تدميرها للعالم ولنفسها بعد حربين كونيتين سلّمت مشعل الاستعمار والهيمنة والوصاية على الشعوب للولايات المتحدةالأمريكية خاصة بعد زعامة هذه الأخيرة للعالم الاستعماري بعد الحرب العالمية الثانية وهي الفترة التي ولد فيها الكيان الإسرائيلي في الوطن العربي من رحم أوروبا وأمريكا وهما اللذان لا زالا يرعيانه ويحميانه ويضمنان قوته وتفوقه العسكري وبقاءه على حساب حلفائهما العرب المجاورين له فأمريكا تدعم إسرائيل بالصواريخ والأسلحة حتّى في حربها مع غزة الجريحة المحاصرة وتدعي أن من حق المحتل الدفاع عن نفسه فما بالك لو دخلت إسرائيل في حرب مع العرب ؟؟؟!!. المنطق يقول أن عمل العصابة عمل إجرامي والعصابة السياسية هي عصابة هيمنة ووصاية وتسلط على الشعوب فهي عصابة إجرامية اقتصادية وعسكرية تعمل مع بعضها البعض وليس ضد بعضها والضحايا يتضامنون ويعملون مع بعضهم البعض أيضا وهذا ما عرفه العالم بعد الحرب العالمية الثانية وبداية موجة التحرر وظهور ما اصبح يطلق عليه عموما العالم الثالث وتأسيس حركة عدم الانحياز سنة 1961 ومجموعة 77 كل ذلك التكتل من اجل حفاظ تلك الدول على مصالحها أمام القوى الاستعمارية بنوعيها القديم والحديث وعلى الضفة الأخرى ظهر حلف الناتو العسكري بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية وتكتل الاتحاد الأوروبي وأعيد رسم خريطة إدارة العالم والعلاقات الدولية من جديد لتدار العلاقة بتحكم الكبار الأقوياء بطريقة تضمن لهم مصالحهم ومواصلة سيطرتهم وهيمنتهم على شعوب العالم من خلال المؤسسات الدولية الحديثة والتي وضعت خصيصا لذلك وعلى راسها مجلس الأمن وسلاح الفيتو الذي اصبح يبطل الحق ويحق الباطل خاصة في أعقد وأطول أزمة عرفها العالم بعد الحرب العالمية الثانية وهي المسالة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي حيث صوت 200 دولة لا يساوي صوت دولة واحدة تمتلك سلاح الفيتو لحماية إسرائيل!!!. ورغم عدد الدول المؤيدة للشعب الفلسطيني في نيل حريته واستقلاله وتخلصه من الاحتلال الإسرائيلي بكل الطرق إلا أن ذلك لم يفد الشعب الفلسطيني في شيء باستثناء إصدار مئات قرارات الشجب والاستنكار والتي لا زالت تصدر بمناسبة كل مذبحة من طرف الدول المؤيدة للحق الفلسطيني بما فيها الدول العربية وهي قرارات لا تقدم ولا تؤخر شيئا على ارض الواقع. لان الدول الاستعمارية تاريخيا والتي أوجدت الاحتلال الإسرائيلي والذي لازالت ترعاه وتدعمه هي التي تقف وراء بقائه ووراء ارتكاب جرائمه بل هي التي تسلمه أداة ارتكاب الجريمة وهي السلاح الفتاك والأدهى والأمر أن الشعب الفلسطيني ومن يقف إلى جانبه يذهب ليشتكي لحلفاء الاحتلال وداعميه وهم أصحاب الهيمنة والقرار الدولي أمريكا وأوروبا ولا قرار دولي بدونهما. *الصراع بين المنطق الأقوى ومنطق الأقوى إنه صراع بين المنطق الأقوى ومنطق الأقوى صراع بين صاحب الحق الذي يدافع عن نفسه وأبنائه وعائلته وبيته وممتلكاته وأرضه وعرضه وحريته وكرامته ووجوده وبين احتلال قوي معتدي بجيوشه مدجج بمختلف الأسلحة وافتكها قوته تتمثل في قوة وتفوق عدده وعدته يدافع عن بقائه وهيمنته ومصالحه وتحكمه ويرفض حقوق ضحاياه ويرتكب أبشع المذابح والمزاجر التي ارتكبها حلفاؤه الأوروبيون في كل مكان قديما في الجزائر وحديثا في العراق وهذا قدر كل محتل. إن الصراع بين المنطق الأقوى ومنطق الأقوى صراع بين قوتين قوة حق وقوة باطل قوة تَسْتغِلُّ وقوة تضحِّي وحتّى لو نجح صاحب المنطق الأقوى أي الاحتلال في إخماد المقاومة بالقوة فذلك إلى حين فالبذور لا تُؤتي ثمارها إلا بعد موتها فتولد المقاومة من جديد ومع جيل جديد وفي عهد جديد وبأسلوب جديد لأن المقاومة ملازمة للاحتلال لا تنمو وتترعرع إلا في بيئته وتتغذى من عناصر بقائه وجدلية الاحتلال والمقاومة لا تنتهي إلا بزوال الاحتلال. وهذا ما يذكرنا بمقاومة الأمير عبد القادر والشيخ بوعمامة والمقراني وأولاد سيدي الشيخ وبقية المقاومات عقب الاحتلال الفرنسي للجزائر حيث استطاعت فرنسا القضاء على المقاومة واحتفلت سنة 1930 بمرور 100 عام على احتلالها للجزائر وتوهًّمت أن الجزائر أصبحت فرنسية إلى الأبد لكن جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة وأوتيت من حيث لم تحتسب وانطلق مارد المقاومة من قمقمه ليزلزل الأرض تحت أقدام الاحتلال الفرنسي إلى الأبد وهذا هو مصير الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ولو بعد حين وما ضاع حق وراءه طالبه.