المجلس الوطني الشعبي: تهنئة وتذكرة.. في عمر الجزائر المحروسة مناسبات كثيرة متفرّدة مميزة وهذه واحدة أغتنمها لأهنئ أعضاء المجلس الشعبي الجدد الفائزين في استحقاق 12جوان 202م. متمنيا لهم النجاح والتوفيق في أداء المهام الموكولة لهم في هذه المرحلة وممارسة مشاركتهم الشاملة في عمليات اتخاذ القرارات وسعيهم لتعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الإجتماعي والرفاه الاقتصادي والسعي لجعل غد الجزائر أكثر ازدهاراً بكل ما يتطلب ذلك من جهد ومسؤولية وتضحية وضريبة. وأن يبارك للجزائر مسيرتها على درب الرقي والإزدهار والتألق بين الأمم. وأذكّرهم بما روي أنّ رجاء بن حيوة ذكر لهارون الرشيد أن الرعية أشتكت عاملاً لعمر بن عبد العزيز رحمه الله فأرسل إليه خطابا قال له فيه: يا أبن أخي تَذكَّر طول سهر أهل النار في النار لا ينامون ولا يستريحون ولا يقضي عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ولا يكن آخر عهدك بالله الإنصراف إلي النار . فطوي هذا الوالي الأرض طيّا حتي قدم عليه. فقال له: ما أقدمك عليّ؟ قال: خلعت قلبي بخطابك والله لا ألِي لا أتولّى إمْرةً حتى أموت. فبكى هارون بكاء شديداً ثم قال: زدني يرحمك الله!. فقال: يا حسن الوجه! أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فافعل وإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لرعيتك فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أصبح لهم غاشاً لم يرح رائحة الجنة. فيا من تبوأتم مقاعد المجلس الوطني الشعبي: تجافوا بعزائمكم عن المعرّات والإهمال فإن الأمر أخطر مما تتصورون وأفظع مما تتوقعون. قال الله تعالى: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ . الحجر: 92 93 وقال: وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مسؤولونَ فكل عمل -أيها المنتخبون– أنتم مكلفون به شرعاً أو التزمتم بالقيام به فهو مسؤولية ينبغي عليكم القيام بها على أحسن حال. والمسؤولية فردية لأن التكليف فردي والحساب كذلك يوم القيامة قال تعالى: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا . مريم: 93 - 95 بل إن القيم والمبادئ لتملي على صاحبها الوفاء بما التزم به ومن عرف الطريق وصل وما تخلّف إلا مغبون!. أيها المنتخبون: هذه تهنئة وتذكرة بأحرف ظمآى تستعذب اهتمامكم الفائق وعنايتكم الكريمة لها قبل الفوات ومن خلالكم إلى كل من أمَّ هذه العرصات والله يطهرني وإياكم من السيئات وينجينا من الأهوال والآفات.. ويحفظ الجزائر ويحفظ لها رجالها.. ولتسقط الآفات الصغيرة التي تخرج فجأة بسمومها للنيل من أشجار الجزائر الوارفة النبل.. وسلام الله على الجزائر وعلى محبي الجزائر وعليكم أجمعين..