الظاهر أن هناك جهة مشبوهة تسعى بكلّ ما أوتيت من قوّة إلى إفساد علاقة الجزائر بأقرب جيرانها إليها من خلال إطلاق إشاعات مغرضة تهدف إلى زعزعة علاقاتها بالدول المحيطة بها، وفي مقدّمتها تونس وليبيا· ومن يتابع تسلسل الأحداث والإشاعات يجد خيطا رفيعا يشير إلى أن مخطّطا حقيقيا جرى إعداده في مكان ما، ويتمّ تنفيذه هذه الأيّام بتوظيف بعض الأوساط السياسية والأوساط الإعلامية الأوروبية والمغاربية التي لا تتوانى في صبّ الزيت على النّار والعمل على إشعال فتنة بين الجزائر وبعض أطياف الشعب الليبي من جهة، وبين الجزائر والحكومة التونسية من جهة ثانية· فمن إشاعة إرسال مرتزقة لدعم نظام القذافي التي لاحقت الجزائر لفترة طويلة من دون نصف دليل أو ربع برهان، إلى إشاعات تموين كتائب القذافي بالوقود، إلى أكذوبة إرسال باخرة من ميناء جيجل تحمل الأسلحة باتجاه الأراضي اللّيبية، وهي كلّها أكاذيب وافتراءات أحدثت بعض الشرخ في علاقة بلادنا بجزء من الشعب الليبي، وليس الشعب الليبي كلّه، فعموم الليبيين يعرفون جيّدا أن الجزائر لا يمكن أن تتدخّل لصالح فريق في الأزمة الليبية لإلحاق الأذى بفريق آخر· وما كادت أكاذيب دعم الجزائر لنظام القذافي بصيغ مختلفة تدخل طيّ التجاهل والنّسيان حتى برزت للواجهة أكاذيب أخرى يسعى أصحابها بكلّ ما أوتوا من قدرة على صناعة التضليل والدعاية المغرضة إلى تشويه سمعة الجزائر من جهة، وضرب علاقتها بجارتها الشرقيةتونس في الصميم من جهة ثانية· ولا يحتاج المرء إلى كثير من الذكاء ليدرك أن الواقفين وراء نشر هذه الأكاذيب المسيئة إلى سمعة بلادنا والمفسدة لعلاقاتها بجيرانها قد أزعجهم وأضرّ بهم موقفها من الأزمة الليبية بوجه خاص، حيث كانت بعض الدوائر، الغربية تحديدا، تتوقّع أو تأمل أن تنتهج الجزائر نهج جامعة الخنوع العربية وتقول نعم لعملية (النّاتو) العسكرية في ليبيا، وهو ما رفضته الجزائر جملة وتفصيلا·· ويبدو أنها تدفع ثمن ذلك·