الجزائر ستظل عصيّة على الانكسارات.. الله يخلف على الشجرة وما يخلفش على اللّي قطعها الشيخ أبو إسماعيل خليفة إن من يقرأ المَشاهد قراءة صحيحة ولو على عجل يعلم أن أعداءً كثيرين في الداخل والخارج لا يريدون للجزائر أمانًا ولا استقرارًا ولا رخاء ولا ازدهارًا يرغبونها فوضى ويبغونها عوجًا حسدا من عند أنفسهم ولحاجة في نفوس أسيادهم.. وللأسف.. فلقد شهدت بعض مناطق الجزائر سلسلة من الحرائق الكبيرة في غابات كثيرة بالجزائر احترقت فيها أعداد هائلة من الأشجار ونشر سكان في تيزي وزو عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا للحرائق وهي تقترب من بيوتهم بعدما التهمت مساحات كبيرة من أشجار الزيتون والتين وغير ذلك.. وفي انتظار التحقيقات التي تكشف عاجلا أو آجلا أسباب هذه الحرائق فمقتضى الحال يدعونا أن نغوص في أعماق عاميتنا لنقرأ قولهم: الله يخلف على الشجرة وما يخلفش على اللّي قطعها وأصله: الله يخلف على الغابة وما يخلفش على الحطابة أي: الله ينبت للشجرة ما قطع منها ولو بعد حين.. وهو في معناه: دعاء بالهلاك على الظالمين.. وويل لهم من دعوة المظلوم.. ومهما كانت الدوافع التي أدّت إلى افتعال هذه الحرائق فإن التآزر الإيجابي سيكون سببا في استعادة ما خسرناه ففي سبيل هذا الوطن يتوالى العطاء والجود بالأرواح وبالأشلاء نصنع أبهى صور التفاني في التضحية.. وستظل الجزائر بحول الله وبتماسك أبنائها عصيّة على الانكسارات وقوة متماسكة ضد الشرور ورحم الله العالم الرباني سيدي عبد الرحمن الثعالبي فخر الجزائر المحروسة وصاحب تفسير الجواهر الحسان حين قال: إنّ الجزائر في أحوالها عجب * ولا يدوم بها للناس مكروه ما حلّ عُسر بها أو ضاق مُتسع * إلا ويُسرٌ من الرحمن يتلوه دامت الجزائر بفضل الله إلى ما شاء الله علقما في عين كل حسود وإثمدا في كل عين كل ودود وسقى أرجاءها المشرقة وأغصانها المورقة شآبيب الإحسان ومهدها بالأمن واالإيمان وبارك فِي أَرْضِها وسمائها وأكثر خيرها في بَرِّها ومائِها وحفظ أهلها وأمنها وعقيدتها من كيد الأعداء ودسائس المغرضين وجعلها آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين..