الجمع التناغمي بين القلب والعقل ضروري هكذا تُهدى أمور الحراك الشعبي.. الشيخ أبو اسماعيل خليفة في الوقت الذي يتطلّع فيه الجميع كلّ يومِ جمعة إلى مواكب الجزائريين الأحرار الذين أملهم التغيير إلى الأفضل وهم يزينون هتافاتهم بعلم الجزائر ويحلّوْن صدورهم بأوسمة العزة والكرامة ويتابعون خطواتهم في دربهم المفروش بالشوك نقول: الحمد لله فلقد نجحت مرحلة القلب القائد في أن تعلو على كل الأصوات وتقود الناس بقوة العاطفة إلى الشارع في حراك سلميّ عاطفيّ جميل عزّ نظيره.. لكن الجمع التناغمي والانسجام بين القلب والعقل لهو القوة التي تجعل من هذا الحراك الشعبي صورة متكاملة بطريقة متوازنة وتضمن له السير نحو الطريق السديد بعيداً عن المؤثرات الخارجية والداخلية وتحقيق الغايات المرجوّة منه.. وقصيدة الأفوه الأودي ترد مرتبة ومختلفة وبناء القصيدة يأتي هكذا: البيتُ لا يُبتنى إلا له عمدٌ * ولا عماد اذا لم تُرْس أوتاد فان تجمَّعَ أوتادٌ وأعمدةٌ * وساكن بلغوا الأمر الذي كادوا لا يصلح الناس فوضى لاسراة لهم * ولا سراة إذا جُهالهم سادوا فأين أساتذتنا وقادة الرأي فينا والنخب في دوائرنا من مرافقة طموح هذا الحراك وربط العقل بالقلب ومزج القوتين في انطلاقة الحراك الواعي وتحويل الأفكار الكثيفة إلى مادة قابلة للفهم وتفعيلها في مساحات الحياة وتهدى أمور الحراك الشعبي بأهل الرأي ما صلحت فإن تولت فبالأشرار تنقاد.. فكما أن البيت يستلزم الأعمدة والعمود يستلزم أن يبنى له أساس يُقام عليه فهكذا المجتمع يجب أن يكون فيه رجال صالحون أعمدة القوم ويكونون مؤسَّسين على القيم ليقودوه إلى برّ الأمان. فإن لم يستعجل هؤلاء ذلك فسيتقمّص القلب وظيفة العقل ويحوّر ويحوّل بعاطفة قوية الحراكَ من الإرشاد والتذكير إلى الإفساد والتغرير ويكون الجميع كمن يبني قصرا ويهدم مصرا ونعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن الضلال بعد الهدى ولا حول ولا قوة إلا به.. فكونوا يا هؤلاء يدًا واحدة في مواجهة التحديات وجنبًا إلى جنب وبكل ما أوتيتم من قوة ورأي وجهد في بقاء سفينة المجتمع الجزائري آمنة مطمئنة تنعم بالسخاء والرخاء والتنمية والازدهار لتصبح عصية على كل اختراق ثابتة راسخة أمام أي ريح هوجاء قد تهب من هنا أو هناك والله خير الحافظين.. دامت الجزائر بفضل الله إلى ما شاء الله علقما في عين كل حسود وإثمدا في كل عين كل ودود وسقى أرجاءها المشرقة وأغصانها المورقة شآبيب الإحسان ومهدها بالأمن والإيمان وبارك فِي أَرْضِها وسمائها وأكثر خيرها في بَرِّها ومائِها وحفظ أهلها وأمنها وعقيدتها من كيد الأعداء ودسائس المغرضين وجعلها آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين..