الشيخ أبو إسماعيل خليفة إن من يقرأ المَشاهد قراءة صحيحة ولو على عجل يعلم أن أعداءً كثيرين في الداخل والخارج لا يريدون للجزائر أمانًا ولا استقرارًا ولا رخاء ولا ازدهارًا يرغبونها فوضى ويبغونها عوجًا حسدا من عند أنفسهم ولحاجة في نفوسهم ونفوس أسيادهم.. ودون استبعاد للأخطاء الذاتية أو التقليل من حجمها وأثرها فانه من اللازم: أن يستحضر الجزائريون بوعي عميق ومسؤول هذه المخاطر. فكثيرا ما يكون (التوقع الاستراتيجي) مبنيا على (هدف) استراتيجي بمعنى أن هذه القوى أو تلك (قررت) تحقيق هدف تريده وما الله بغافل عما يعملون .. فها هي وحدات خفر السواحل بسكيكدة وقبالة المنطقة الصناعية سوناطراك تعثر يوم: (2019/01/25) على (300) كلغ من الكوكايين كانت داخل حقائب.. فماذا يراد بالجزائر وللجزائر؟.. وقبل هذا تمكنت مفارز الجيش الشعبي الوطني يوم: (21 جانفي 2019) من العثور على (6 قذائف هاون عيار 82 ملمتر) و(صاروخ من نوع غراد BM-21 من عيار 22). فماذا يراد بالجزائر وللجزائر؟.. هذه عيّنة لبعض ما تواردته الأخبار وعُلم وما خفي قد يكون أعظم والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به فهو سبحانه جلّ في علاه دوما بفضله يحرس الجزائر بدوام الذكر ويؤمّنها كل مكر. ورحم الله العالم الرباني سيدي عبد الرحمن الثعالبي فخر الجزائر المحروسة وصاحب تفسير الجواهر الحسان رحمه الله القائل: إنّ الجزائر في أحوالها عجب * ولا يدوم بها للناس مكروه ما حلّ عُسر بها أو ضاق مُتسع * إلا ويُسر من الرحمن يتلوه فليمت هؤلاء بغيظهم وستظلُّ الجزائر من تاء تمنراست إلى تاء تيزي وزو ومن تاء تلمسان إلى تاء تبسة بحول الله وقوته ثم بعزَمات رجالها وإيمان أهلها رغم المؤامرات والدعوات المُغرِضة بلدَ إسلام وسلام وخير وإحسان آمنةً مطمئنة ساكنةً مستقرة أثمدا في عين الودود وعلقما في عين الحسود.. وإني وبلسان الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله أقول: نحيي بالعمار والثمار والغيث المدرار هذه القطعة الغالية من أرض الإسلام التي نسميها الجزائر والتي فيها نبتنا وعلى حبها ثبتنا ومن نباتها غذينا وفي سبيلها أوذينا. أحييك يا مغنى الكمال بواجب * وأنفق في أوصافك الغر أوقاتي اللهم بارك فِي الجزائر أَرْضها وسمائها وأكثر خيرها في بَرِّها ومائِها وأكرم حماتها وحراسها وكن لهم وليا وحافظا ونصيرا واحفظ أمنها وعقيدتها من كيد الأعداء ودسائس المغرضين واجعلها آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين..