كلمة في قلب الحراك الجزائر عصيّة على الانكسارات.. بقلم: الشيخ أبو اسماعيل خليفة الناس المحبون للوطن فرحون.. يموتون في سبيل الوطن ويلقي عليهم السادة اسم: شهداء الوطن بينما السادة لايموتون في سبيل الوطن ولا يجعلون أبناءهم يموتون في سبيل الوطن.. فالوطن عند محبيه.. هو المفردة التي تتشبّع بها العيون عند قراءتها وتأنس بها الأذن عند سماعها ويذوب لها القلب حين التباهي بها وإن الأمن في الوطن مع العافية والرِّزق هو الملك الحقيقي والسعادة المنشودة وإن الديار التي يُفقد فيها الأمن صحراءٌ قاحلة وإن كانت ذات جنات وارفةِ الظلال وإن الأمن والإيمان قرينان فلا يتحقق الأمن إلا بالإيمان قال الشاعر: إذا الإيمان ضاع فلا أمان * ولا دنيا لمن لم يحي دينا ومن رضي الحياة بغير دين * فقد جعل الفناء لها قرينا ومن أجل هذا.. ولغير هذا.. وفي الوقت هذا.. الذي أصبحت فيه الصدمات جزءًا من يوميات المواطن الجزائري الذي لم يعد أمامه سوى التعبير عن سخطه واشمئزازه من الوضع المزري إلا هذا الحراك الشعبي الحضاري الطوعي الجميل علّه يجد مكانا له ومكانة لوطنه تليق به وبتاريخه وتراثه ومكتسباته وقيمه ومنجزاته وتجعله يتفيأ بظلال وطنه وينعم برخائه وأمنه واستقراره وتماسك نسيجه الاجتماعي وطنا يجمع لحمته مع جغرافيا ملهمة علمته الأصالة والوفاء وكرّست فيه أخلاقا يرفض أن يكون أداة للغير أو قابلا للتأجير.. ولذا هو في حاجة إلى من يقود سفينته الجزائر نحو المستقبل بكفاءة وحرفية ومهنية عالية بعيداً عن الأنانية والذاتية والمصالح الضيقة.. هو بحاجة إلى مسؤولين قادة يقودون مؤسساته بكفاءة ويطورونها ولا ييتوقفون حيث هم. هو بحاجة إلى إدارات تحمل المؤسسة لا أن تحملها المؤسسة.. هو بحاجة إلى وقفة جديرة بحجم وطنه وأهميته وقَدْره من رجال يستحقون أن يحملوا للوطن الكثير من العرفان وأن يقدّموا له الجزيل من ردّ الجميل والعطاء لأجل الوطن ليس صَدَقة أو مِنّة ولكنه واجب وترجمة لمسؤولية لا يجوز التملّص منها وإثبات بأنّ للوطن رجالاً يحيون من أجل الوطن. وستظل بحول الله الجزائر بأبنائها هؤلاء عصيّة على الإنكسارات وقوة متماسكة ضد الشرور فلا مجال للذين يشكلون أدوات هدم أو يتوهمّون أن باستطاعتهم النيل من تماسك الوطن وأبنائه وهؤلاء هم دخلاء على الكلمة والوعي والثقافة والعمل المتصل بالشأن العام فزمنهم إلي أفول. وسحقا لهم ولكل الذين يرقصون على اوجاع الناس والوطن ورحم الله من قال: إنّ الجزائر في أحوالها عجب * ولا يدوم بها للناس مكروه ما حلّ عُسر بها أو ضاق مُتسع * إلا ويُسر من الرحمن يتلوه دامت الجزائر بفضل الله إلى ما شاء الله علقما في عين كل حسود وإثمدا في كل عين كل ودود وسقى أرجاءها المشرقة وأغصانها المورقة شآبيب الإحسان ومهدها بالأمن واالإيمان وبارك فِي أَرْضِها وسمائها وأكثر خيرها في بَرِّها ومائِها وحفظ أهلها وأمنها وعقيدتها من كيد الأعداء ودسائس المغرضين وجعلها آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين..