ندّد بالشرائح المنسلخة عن هويتها الوطنية المجلس الإسلامي الأعلى يرد بقوة على ماكرون ردّ المجلس الإسلامي الأعلى ردًّا ناريّا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة والتي ادّعى من خلالها أن الجزائر لم تكن امة قبل الوجود الفرنسي مؤكدًا أن المواقف الحاقدة والتصريحات الطائشة لفرنسا هي بذور عدائية ناتجة عن نجاح الثورة التحريرية وانتصار الشعب الجزائري والتنكر لاسترجاعه لحرمته وسيادته. واستنكر المجلس الذي يعتبر هيئة استشارية تابعة لرئاسة الجمهورية من خلال بيان أصدره تصريحات الرئيس الفرنسي مؤكدا على أن الطبقة السياسية الفرنسية تستند على زمر جزائرية غير وطنية تطمح في فرض النموذج الاستعماري على الشعب الجزائري. وقد استهل هذا البيان بطرح تساؤلات تحليلية تثبت وجود الأمة الجزائرية قبل وأثناء الاحتلال الفرنسي قائلاً: لو لم تكن الجزائر اُمة عبر التاريخ كيف أمكن للأمير عبد القادر أن يقاتل الاستعمار لمدة 17 سنة؟ وأضاف: كيف نجحت ثورة نوفمبر الخالدة بمقاومة الاستعمار في جميع مناطق الجزائر الست؟ كما نبه في الكثير من الندوات الفكرية التي نظمها أهمها الندوة الموسومة ب تاريخ الاستراتيجية الاستعمارية في الجزائر المنعقدة يوم 18 مارس 2018 إلى الإرث الاستعماري ومستويات العجرفة العالية التي بلغتها ثقافة النخب الفرنسية اتجاه الشعب الجزائري وسعيها إلى النيل من نسيج مكوناته الثقافية والاجتماعية والمساس بمؤسساته السيادية. من جهة أخرى شبّه المجلس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بشخصية ميتران الرئيس الأسبق لفرنسا في مقارنة كانت في محلها كون هذا الأخير كان معاديا للشعب الجزائري أثناء ثورة نوفمبر وبعد الاستقلال وهو الذي أخفى ميوله الدكتاتورية التوسعية وتنكر للمساعدة الجزائرية في الانتخابات كونه وجدها الحل الأمثل للوصول إلى الرئاسة الأمر الذي قام به ايمانويل ماكرون باعتبار المغتربين الجزائريين بمثابة قوة ناخبة مؤثرة في فرنسا إذ يصل عدد من لديه الجنسية المزدوجة ويملك الحق في الانتخاب إلى 5 مليون نسمة. ثم أشار البيان إلى نتائج نجاح الثورة التحريرية الجزائرية بالنسبة لفرنسا مبينا أنه: لا يزال نجاح الثورة التحريرية في استرجاع سيادة الدولة الجزائرية واستعادة مكانتها الدولية يثير من حين لآخر مواقف حاقدة وتصريحات طائشة وتصرفات غير مسؤولة من بعض القوى الاستعمارية التقليدية . كما ندّد المجلس في بيانه بما أسماه الشرائح المنسلخة عن هويتها الوطنية والتي اعتبرها دافعا من الدوافع التي تستند عليها فرنسا لطمس هوية الشعب الجزائري ومنعه من الاستقلالية والحيلولة دون بناء تنمية لتسويق أحلامها الاستعمارية وبقاء المجتمع الجزائري دائما في التبعية لها خاصة بالنسبة للمؤسسات التعليمية الخاصة وأدوات توجيه رأي العام.