زار مؤسسة تجديد عتاد السيارات بالدار البيضاء الفريق شنڨريحة يدعو إلى التصدي للجيل الجديد من الحروب قام الفريق السعيد شنڨريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أمس الجمعة بزيارة عمل وتفتيش إلى مؤسسة تجديد عتاد السيارات بالدار البيضاء بالناحية العسكرية الأولى. وحسب ما ذكره بيان صادر عن وزارة الدفاع الوطني تلقت أخبار اليوم نسخة منه فإن هذه الزيارة تندرج في إطار حرص القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي على المتابعة المتواصلة لأداء مؤسسات الإسناد لاسيما تلك المتخصصة في تجديد عتاد السيارات وتصميم وإنجاز عتاد المعتمدية. وحضر هذه الزيارة كل من الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات وقائد الدرك الوطني وقائد الناحية العسكرية الأولى ورؤساء الدوائر بأركان الجيش الوطني الشعبي ووزارة الدفاع الوطني والمراقب العام للجيش ومديرين مركزيين. وبعد مراسم الاستقبال استمع الفريق شنڨريحة إلى عرض قدمه المدير المركزي للعتاد ليلتقي بعدها بإطارات ومستخدمي مؤسسة تجديد عتاد السيارات أين ألقى كلمة توجيهية أكّد في مستهلها أنه من أجل التصدي بفعالية للجيل الجديد من الحروب فإنه يتعين إعادة قراءة تاريخ بلادنا: وأود بهذه المناسبة التي تأتي بعد أيام قليلة من احتفاء بلادنا بالذكرى السابعة والستين لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 المظفرة التأكيد أن الاستعمار في ثوبه الجديد قد أدرك مبكرا أن المواجهة المباشرة مع الشعوب أصبحت غير مجدية وتكلفه الكثير من الخسائر لاسيما البشرية التي لم يعد يتحملها رأيه العام. فتوجه إلى أشكال أخرى من المواجهة تتجاوز الأشكال التقليدية للحرب بغرض حرمان الخصم من القدرة على المقاومة. ومن أجل التصدي بفعالية لهذا النوع الجديد من الحروب فإنه يتعين علينا إعادة قراءة تاريخ بلادنا لفهم عينة من أساليب هذا النمط الجديد القديم واستنباط الطرق الكفيلة بإفشاله. وأكد الفريق شنڨريحة أن الاستعمار الفرنسي قد اعتمد على أساليب الحرب النفسية منذ الوهلة الأولى للاحتلال بغرض إرغام الشعب الجزائري على التخلي نهائيا عن كل أشكال المقاومة: وفي هذا السياق أجمع المؤرخون على حقيقة اعتماد الاستعمار الفرنسي على أساليب الحرب النفسية منذ الوهلة الأولى للاحتلال لاسيما من خلال استعمال الخداع وبث فكرة أن احتلال فرنسا للجزائر كان بهدف مساعدة سكانها على التحضر وأن الجيش الفرنسي جيش لا يهزم ولا توجد أية جدوى من مواجهته بل الأسلم للسكان أن يخضعوا ويتخلوا نهائيا عن كل أشكال المقاومة. وكان الحال على ذلك إلى أن برزت ثلة من الشباب الوطني والواعي الذي تفطن مبكرا لهذه المغالطات وأيقن لاسيما بعد مجازر 08 ماي 1945 أن ما ضاع بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة. وسعى هؤلاء الأبطال بشكل حثيث إلى اجتثاث تلك الأفكار الخبيثة من عقول الجزائريين بهدف إحياء روح المقاومة في نفوسهم بالتركيز على نشر فكرة أن الاستعمار ليس قدرا محتوما على الجزائر بل بالإمكان محاربته وإلحاق الهزيمة به واستعادة أمجاد الأمة شريطة تحلي الإنسان الجزائري بالثقة في النفس واسترجاع زمام المبادرة وحرية الفعل . السيد الفريق أكد أنه ولمواجهة وإفشال هذا النوع من الحروب الجديدة يتعين الاقتداء بأسلافنا: وعليه يتعين علينا اليوم أن نقتدي بهؤلاء الأمجاد في مواجهة وإفشال هذا النوع من الحروب الجديدة وذلك من خلال تعزيز أواصر وحدتنا الوطنية والعمل على إبراز ما يجمعنا والابتعاد عما يفرقنا واستعادة الثقة في قدراتنا وإمكانياتنا لأننا في كل مرة وثقنا في أنفسنا وآمنا بقدراتنا حققنا المعجزات. كل ذلك من أجل المحافظة على وديعة شهدائنا الأبرار والمساهمة الفاعلة في بناء الجزائر الجديدة تحت قيادة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني . عقب ذلك قام الفريق شنڨريحة بتفقد وتفتيش مختلف ورشات المؤسسة لاسيما المتعلقة بتجديد عتاد السيارات كما عاين نماذج من عتاد المعتمدية التي تم تصميمها وإنجازها بمساهمة المديرية المركزية للمعتمدية حاثا مسيري وإطارات وعمال هذه المؤسسة الهامة على العمل دون هوادة من أجل الارتقاء بمسار الإسناد التقني واللوجيستي إلى مداه المنشود وأن يسهروا على جعل من هذا الصرح الصناعي المعتبر حلقة أخرى من حلقات العمل المثمر والناجح والحرص على تحقيق الأهداف التي أنجز من أجلها.