أوروبا وأمريكا تتوعّدان موسكو بعقوبات موجعة الغرب روسيا.. حِمم الانتقام تتلاحق! قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن العقوبات الأوروبية ضد روسيا ستستهدف النواب الروس الذين أيدوا الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا وستكون موجعة جدا فيما بادرت بريطانيا لفرض عقوبات على مصارف وشخصيات روسية في وقت تستعد فيه واشنطن لفرض عقوبات جديدة. ق. د/وكالات أكد بوريل أن عملية تجميد أصول وحظر تأشيرات ستطال 351 عضوا في مجلس الدوما الروسي ناشدوا الرئيس فلاديمير بوتين باتخاذ تلك الخطوة. وكشف بوريل عن أن العقوبات على روسيا تشمل المصارف التي تمول صناع القرار الروس وأي نشاط في المناطق الانفصالية. وقال إن العقوبات على روسيا تشمل 27 كيانا وشخصا أسهموا في تقويض سيادة أوكرانيا مبرزا أن أعضاء الاتحاد الأوروبي وافقوا بالإجماع على رزمة من العقوبات على روسيا ستضرها كثيرا. كما تستهدف العقوبات قدرة الدولة الروسية والحكومة على الوصول إلى الخدمات وأسواق رأس المال والأسواق المالية في الاتحاد الأوروبي وترمي للحد من تمويل السياسات التصعيدية والعدوانية لروسيا حسب تعبير المسؤولين الأوروبيين. كما تشمل العقوبات حركة التجارة مع منطقتي لوغانسك ودونيتسك من الاتحاد الأوروبي وإليه لضمان إحساس المسؤولين عن الأعمال غير القانونية والعدوانية بوضوح بالعواقب الاقتصادية لأعمالهم . وأضاف البيان أن الاتحاد الأوروبي مستعد وجاهز لاتخاذ إجراءات إضافية في مرحلة لاحقة إذا استلزم الأمر في ضوء تطورات الموقف . ومساء الاثنين اعترفت روسيا رسميا بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك الخاضعتين لسيطرة مسلحين موالين لموسكو جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا وسط رفض دولي واسع. واعتبرت دول غربية أن اعتراف موسكو بدونيتسك ولوغانسك بداية فعلية للحرب الروسية ضد أوكرانيا . * نورد ستريم 2 من جهته أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز تعليق مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي نورد ستريم 2 إثر القرار الروسي. وقال شولتز في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن يجب علينا أن نعيد تقييم الوضع وخاصة ما يتعلق (بمشروع) نورد ستريم 2 . وأضاف أن وزير الاقتصاد في حكومته سيعيد النظر في عملية منح الترخيص للمشروع نظرا للخطوات الروسية . وفي وقت سابق ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بوقف فوري لمشروع أنبوب نورد ستريم 2 لإيصال الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق. *عقوبات بريطانية وأعلنت بريطانيا فرض عقوبات اقتصادية على 3 رجال أعمال روس إضافة إلى 5 مصارف روسية على خلفية اعتراف موسكو رسميا ب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك. وحذّر رئيس الوزراء بوريس جونسون في كلمة أمام مجلس العموم من أن عقوبات أخرى ستكون جاهزة لتفرض على موسكو بالمشاركة مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي إذا استمر التصعيد وتوقع أن تدوم الأزمة الأوكرانية الروسية مطولا . وفي وقت سابق الثلاثاء استدعت وزارة الخارجية البريطانية سفير موسكو لدى لندن أندريه كيلين على خلفية التطورات الأخيرة في الأزمة بين روسياوأوكرانيا. *إدانات دولية وأعربت دول عديدة عن إدانتها الشديدة لقرار روسيا الاعتراف رسميا بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين . وبالإضافة إلى الموقف الذي أعلنه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك روسيا للتراجع عن قرارها. بدوره أعرب وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو عن إدانته للقرار الروسي لكونه يتعارض مع اتفاقيات مينسك واصفا إياه بأنه عائق خطير لمساعي حل الأزمة بالوسائل الدبلوماسية. وعبّر وزير الخارجية الهولندي فوبكه هويكسترا عن إدانته للاعتراف الروسي. كما أوضح رئيس الوزراء النمساوي كارل نيهامر في تغريدة عبر تويتر أن قرار بوتين يعد انتهاكا صريحا لاتفاقيات مينسك وضربة للمساعي الدبلوماسية الرامية لحل الأزمة بالطرق السلمية. بدوره أكد رئيس الوزراء السلوفاكي إدوارد هيغر تضامن بلاده مع أوكرانيا مشددا على إدانته للقرار الروسي. وأشار رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا إلى أن قرار روسيا يشكل انتهاكا للقانون الدولي ويعد عدوانا تجاه دولة ذات سيادة مثل أوكرانيا. في السياق ذاته أوضح وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني أن بلاده تدعم أي خطوة سيتخذها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بما في ذلك فرض العقوبات. وانتقد الرئيس الجورجي سالومي زورابيشفيلي قرار روسيا الاعتراف باستقلال الانفصاليين شرقي أوكرانيا. وأدان وزير الخارجية الياباني يوشيماسا هاياشي خلال مؤتمر صحفي قرار روسيا الاعتراف بالجمهوريتين مؤكدا أن القرار ينتهك القانون الدولي وسيادة أوكرانيا. بدوره قال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في مؤتمر صحفي إن على روسيا التراجع عن خطوتها والانسحاب خلف حدودها دون قيد أو شرط والتوقف عن تهديد دول الجوار. من جانبها شددت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على أن القرار الروسي يعد انتهاكا واضحا للقانون الدولي ولمبادئ المنظمة ولاتفاقيات مينسك. كما أعربت دول البلقان عن استيائها من القرار الروسي حيث وصف رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش في تغريدة خطوة موسكو بأنها مخالفة للقانون الدولي وانتهاك لوحدة الأراضي الأوكرانية. وكذلك قال رئيس جمهورية الجبل الأسود ميلو دوكانوفيتش إن بلاده تدعم أوكرانيا وإن موسكو انتهكت القانون الدولي باعترافها ب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك. ووصف رئيس وزراء سلوفينيا يانيز جانسا اعتراف روسيا باستقلال المنطقتين المذكورتين بأنه انتهاك واضح للقانون الدولي واتفاقية مينسك. بدوره قال العضو البوشناقي في المجلس الرئاسي للبوسنة والهرسك شفيق جعفروفيتش إن بلاده تدعم وحدة الأراضي الأوكرانية. وحذّر الرئيس الصربي ألكسندر فوجيج من احتمال تفاقم الأوضاع في غربي منطقة البلقان بعد القرار الروسي. من جهتها أكدت اليونان في بيان لخارجيتها رفضها التام للقرار الروسي واصفة ذلك بالانتهاك للقانون الدولي. الإمبراطورية الروسية؟ بالمقابل أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن الدخول المحتمل للجيش الروسي الأراضي الأوكرانية لدعم الانفصاليين الموالين لموسكو سيكون رهنا بالوضع على الأرض . وأوضح في مؤتمر صحفي متلفز لم يكن معلنا لم أقل إن جنودنا سيذهبون إلى هناك الآن سيكون الأمر رهنا بالوضع على الأرض . وأعلن بوتين أن اتفاقات السلام التي توسطت فيها الدول الغربية لإنهاء الصراع في شرق أوكرانيا لم تعد موجودة بعد اعترافه باستقلال منطقتين انفصاليتين في الجمهورية السوفياتية السابقة. وأضاف اتفاقات مينسك لم تعد موجودة الآن لقد اعترفنا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين . ورأى بوتين أن الحل الأفضل لوضع حد للأزمة بشأن أوكرانيا يكمن في تخلي كييف عن رغبتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وقال الحل الأفضل لهذه القضية هو أن ترفض السلطات الحاكمة راهنا في كييف بنفسها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأن تختار الحياد . كما دعا بوتين إلى جعل أوكرانيا منزوعة السلاح بعد تلقيها أسلحة من حلفائها الغربيين. وقال في حال أتخم شركاؤنا المزعومون سلطات كييف بأسلحة متطورة عندها ستكون النقطة الأهمّ نزع أسلحة أوكرانيا الحالية . وحرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه لا يسعى لاستعادة الإمبراطورية الروسية. وقال خلال اجتماع مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف في الكرملين توقعنا أن تكون هناك تكهنات بأن روسيا تعتزم إعادة بناء إمبراطورية مضيفا أن هذا لا يتوافق إطلاقا مع الواقع . وأكد بوتين أن موسكو تدرك الوقائع الجيوسياسية الجديدة في أعقاب انهيار الاتحاد السوفياتي وتعمل مع جميع الدول المستقلة في فضاء ما بعد الحقبة السوفياتية . لكنه لفت إلى أن أوكرانيا تمثل استثناء معتبرا أنها تُستخدم من دول ثالثة لاختلاق تهديدات ضد روسيا . وضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014. وفي 2008 دعمت موسكو أيضا منطقتين انفصاليتين في جورجيا وكذلك منطقة ترانسنيستريا الانفصالية في مولدوفا منذ التسعينيات. *دعوات للاعتراف ودعت روسيا دول العالم لاتباع خطوتها والاعتراف بإعلان دونيتسك ولوغانسك جمهوريتين . وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن روسيا تدعو دولا أخرى لاتباع خطوتها . وأضافت أن اعتراف موسكو بالمنطقتين وهو ما ندد به الغرب ليس سهلا ولكنه الخطوة الوحيدة الممكنة . واعتبرت وزارة الخارجية أن قرار بوتين أملته في الأساس اعتبارات إنسانية و يهدف لأن يكون بمثابة ضمان لحياة سلمية في منطقتي دونيتسك ولوغانسك. وصادق البرلمان الروسي في تصويت على الاتفاقيات التي وقّعها الرئيس فلاديمير بوتين مع قادة دونيتسك ولوغانسك غداة إعلانه الاعتراف بإعلانهما جمهوريتين وتوجيهه الأمر بإرسال قوات إليهما. والاتفاقيات التي نشر الدوما نصها تضع أساسا قانونيا لوجود الجيش الروسي في جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك والدفاع عنهما بشكل مشترك. وصوّت مجلس النواب بالإجماع على المصادقة على الاتفاقيات. ووافق مجلس الاتحاد الروسي مساء الثلاثاء على طلب الرئيس بوتين بنشر جنود روس في الخارج بعدما طلب إرسال قوات لدعم الانفصاليين الموالين لروسيا في أوكرانيا. وبعد مناقشة سريعة وافق مجلس الاتحاد بالإجماع على الطلب بتصويت الأعضاء ال153. وكان بوتين طلب في وقت سابق الثلاثاء من مجلس الاتحاد الموافقة على إرسال قوات إلى خارج البلاد لدعم الانفصاليين الذين يقاتلون الجيش الأوكراني منذ عام 2014. وقال نائب وزير الدفاع نيكولاي بانكوف خلال جلسة لمجلس الاتحاد عقدت بناء على طلب بوتين المفاوضات توقفت. القيادة الأوكرانية سلكت مسار العنف وإراقة الدماء . وأضاف لم يتركوا لنا أي خيار . وأشار إلى أن هناك مدرّعات ثقيلة عند حدود المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق أوكرانيا. وتابع بانكوف أن حلف شمال الأطلسي يرسل لأوكرانيا أسلحة حديثة بكثافة مضيفا روسيا ستعمل من أجل حماية سيادة الدول الأخرى ومن أجل منع الأعمال العدائية . وقد أكدت روسيا أنها ستجلي دبلوماسييها من أوكرانيا قريبا لحماية أرواحهم بعدما أذن مجلس الاتحاد للرئيس فلاديمير بوتين بإرسال الجيش إلى الخارج. وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان من أجل حماية أرواح (الدبلوماسيين) والحفاظ على سلامتهم قررت القيادة الروسية إجلاء موظفي البعثات الخارجية الروسية في أوكرانيا وهي خطوة ستنفذ في المستقبل القريب .