تمر السنين وتتشابه على الكرة الجزائرية التي لم تستفق بعد من غيبوبتها العميقة··· منتخب وطني ولى إلى عهد الانتكاسات والمهازل التي لن تنتهي طالما يزال أصحاب القرار يعتمدون على مدارس فرنسا لتموين منتخب دولة كانت ذات يوم برازيل أفريقيا، أمة غنية بالمواهب وشعبها يتنفس كرة القدم··· وأندية من المفروض أنها تمثل بلدا اسمه الجزائر لا تستطيع مقارعة مثيلاتها في المنافسات القارية ···إنه الواقع المر لكرة القدم الجزائرية التي طالت سنينها العجاف وأصبحت غير قادرة على إنجاب لاعبين ذوي مستوى قاري حتى لا نتحدث عن المستوى الأوروبي والعالمي ورحم الله أيام الأسطورة رابح ماجر خريج مدرسة الملاحة وبدرجة أقل تسفاوت عبد الحفيظ خريج مدرسة الجمعية وموسى صايب خريج مدرسة شبيبة تيارت وآخرون··· رحم الله أياما كانت أنديتنا تقصف كبار القارة بالثقيل خاصة شبيبة القبائل التي حتى في حالة الإقصاء كانت تخرج من الباب الواسع وبصعوبة بالغة··· فما الذي تغير بين الأمس واليوم حتى أصبح منتخبنا وأنديتنا يتجرعون الهزائم والمهازل الواحدة تلو الأخرى؟؟ أتذكر جيدا بعد الإقصاء المر ضد كينيا سنة 1996 من تصفيات كأس العالم 1998 (الجزائر تقصى من الدور التمهيدي وتنال شرف أول دولة مقصاة من التصفيات) أنه تم فتح نقاش حول إنشاء مدارس تكوين ضمن أندية الدرجة الأولى على شاكلة برنامج aimé jaquet في فرنسا ···وها نحن بعد15 سنة ولا جديد يذكر بل أن نفس النقاش أصبح يفتح بعد كل مهزلة دون تجسيد على عكس فرنسا التي أقصيت من طرف بلغاريا سنة 1993 و توجت بكأس العالم 5 سنوات بعدها بفضل جيل مركز claire fontaine ومدارس أصبحت الممون الرئيسي لأكبر الأندية الأوروبية ···والعديد من المنتخبات من ضمنها الجزائر التي تعتبر أكبر مستفيد تحت لواء قانون الباهاماس (90 % من تشكيلة المنتخب منذ 2004 من تكوين فرنسي) فأين يكمن الفرق؟؟؟ وبالمقابل دخلنا الاحتراف منذ موسم واستبشرنا خيرا بأنديتنا المشاركة في مختلف المنافسات القارية وكم كانت الصدمة شديدة: هذا ينهزم برباعيات ويتقدم للمنافسة بتعداد ناقص وبدون مدرب وذاك لا يستطيع منافسة أندية لم تكن تحلم بمواجهته يوم ما وفي عقر داره واتحاد كرة قدم لايستطيع إيصال دعوة للاعب محترف لأنه لا يعلم أنه غير الفريق·· وبين هذا وذاك اسم الجزائر الكبيرة ينطفىء شيئا فشيئا ويمحى بمهازلهم من خارطة كرة القدم الإفريقية والإقليمية··· رحم الله كرة القدم الجزائرية ومنتخبها واتحاديتها ويبقى القلب النابض في هذا الجسد الهزيل هو الجماهير العظيمة التي فاق مستواها أداء أنديتها ومنتخبها لأنه بالمفرد العامي (ناس تفهم فالبالون) فلا داعي لمغالطتها يا أصحاب القرار ورؤساء الأندية لأن الجزائر وجمهورها أكبر منكم···· العضو: Vahid HALHILODZIC