شدد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال جلسة رمضانية خصصها لقطاع السكن على ضرورة الإصغاء للمواطن، ليأمر في هذا الخصوص السلطات العمومية بإشراك المواطن في تجسيد السياسات الخاصة بالقطاع الهادفة إلى القضاء على أزمة السكن في البلاد· وإذ أثنى الرئيس بوتفليقة على ما بذله القائمون على قطاع السكن من جهود للتقليل من حدة الأزمة التي تنغص حياة ملايين الجزائريين، فإنه وجّه أمرا مباشرا للإدارة بفتح أبوابها في وجه المواطن، وإشراكه في جهود مكافحة أزمة السكن، وهي الجهود التي سمحت بتسلم أزيد من ربع مليون سكن خلال الشهور الستة الأولى من السنة الجارية، حيث أحصت وزارة السكن والعمران خلال السداسي الأول لسنة 2011 في إطار البرنامج الخماسي (2010 - 2014) للاستثمار العمومي تسليم 255000 مسكن فيما يوجد 557000 مسكن في طور الإنجاز يرتقب توزيعها قبل جانفي 2012 وهو الإنجاز الذي رأى فيه رئيس الجمهورية تحديا كبيرا جعل الحصول على سكن واقعا ملموسا، مشددا على ضرورة مراعاة انشغالات المواطن لتجسيد السياسات العمومية للسكن· أكد وزير السكن والعمران نورالدين موسى خلال الاجتماع التقييمي الخاص بالقطاع الذي ترأسه رئيس الجمهورية أن جميع المشاريع السكنية التي تم إنجازها تمت وفق التوجيهات والتعليمات المباشرة للرئيس الرامية إلى تحسين العرض من السكن استجابة لطلب المواطنين حيث سجل القطاع في إطار برنامج السكن الذي يرتقب تسليم 1200000 مسكن خلال فترة 2010 - 2014- تسليم 255 ألف وحدة سكنية بمختلف الصيغ خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية كما تم إحصاء 557 ألف وحدة سكنية في طور الإنجاز، موضحا أن البرنامج الخماسي في مجال السكن 2010 - 2014 قد تم رفعه إلى 2450000 مسكن وموزع مابين مليون وحدة سكنية بالنسبة للسكن العمومي الإيجاري ذات الطابع الاجتماعي منها حوالي 400000 مخصصة للقضاء على حظيرة السكنات الهشة التي تم إحصاؤها سنة 2007 إلى جانب 550000 وحدة سكنية بالنسبة للسكن الترقوي المدعم و900000 وحدة سكنية بالنسبة للسكن الريفي· كما أوضح الوزير أن تحقيق هذه الأرقام على أرض الواقع كان بفضل التحفيزات الاقتصادية والمالية للسلطات العمومية لفائدة المرقين وأصحاب البناءات الذاتية، مُنوها بالجهد المبذول من طرف الخواص الذين تعرف نسبة إنجازهم للمشاريع تقدما ملحوظا· من جهة أخرى وخلال عرضه لحصيلة القطاع أكد موسى أن حوالي 70 بالمائة من البرنامج المتوقع تسليمه في أفق 2014 قد شرع في إنجازه كما تطرق إلى تعليمات رئيس الجمهورية فيما يخص القضاء على السكنات الهشة حيث أوضح في السياق ذاته أنه إلى غاية 30 جوان الفارط فقد تم إنجاز 69000 مسكن وأن 180000 مسكن توجد في طور الإنجاز· أما في مجال العمران فقد أشار الوزير إلى أن عملية تحسين المحيط الحضري وعمليات التهيئة المتصلة ببرنامج الإسكان التي استفادت في إطار البرنامج الخماسي 2010 - 2014 من ميزانية إجمالية تبلغ 250 مليار دينار تتواصل بوتيرة منتظمة، كما تتواصل عملية مراجعة المخططات المديرة للتهيئة والعمران وإعداد مخططات شغل الأراضي حيث يشكلان أداتي تخطيط هامتين للتنمية الحضرية ومن تم التحكم في النمو الحضري· رئيس الجمهورية من جهته أشاد خلال مداخلته بالجهود التي بذلتها الدولة خلال السنوات الأخيرة لكي تجعل من الحصول على السكن سواء في المدن أو القرى واقعا ملموسا، داعيا السلطات العمومية المسؤولة على تنفيذ هذه البرامج إلى أن تكون في الاستماع لانشغالات المواطنين من خلال مشاركة أفضل في تجسيد السياسات العمومية للسكن·