فتاة ضحّت بنفسها من أجل إنقاذ 68 طفلاً دنيا بوحلاسة.. البطلة الشهيدة للبعض هي ليست شخصية مشهورة فتاة في عُمر الزُهُور تُضحي بنفسها من أجل إنقاذ 68 طفلا كشافا من الحرائق التي ضربت شرق الجزائر في الأيام الماضية قائدةكشفية شابة آثرت على نفسها واختارت إنقاذ أرواح بريئة من نار مُلتهبة أكلت الأخضر واليابس.. نعم حديثي اليوم سيكون عن القائدة دُنيا بوحلاسة هته الشُجاعة التي اختارت الشهادة وتحملت ضربات النيران المُلتهبة وأعطت الحياة لأطفال كانوا سيكونون في عداد الموتى دُنيا التي لم تكن تعرف أن رحلتها ستكون الأخيرة والعودة لمدينة الجسور والعلوم قسنطينة لن تكون لبيتها وحضن أُمها بل للمُستشفى الجامعي الذي مكثت فيه لمُدة مُعينة قبل إنتقال روحها لبارئها دُنيا التي هي فخر الوطن وفخر والديها وفوج الإرشاد للكشافة الجزائرية فرع قسنطينة تُغادرنا وقد تركت شيئا جميلا نتذكرها به فيكفيك فخرا أن عددا من الأفواج الكشفية عبر مُختلف الوطن سيحمل إسمك وأنك مُنحت أعلى وسام في الكشافة الإسلامية الجزائرية وأُعتبرت رمزا شبابيا للتضحية فبمثلك نفخر ونعتز يا ابنة الجزائر. دُنيا التي لم تكن معروفة إختارت المُساهمة في تربية هذا الجيل الجديد بصمت دون إشهار كما يفعل البعض ممن يُسمون أنفسهم مُؤثرين إجتماعيين الذين عجت بهم صفحات الفايسبوك والأنستغرام وأصبحوا جُزء لا يتجزأ من حياة مُتابعيهم لدرجة مُرافقتهم في السراء والضراء ومعرفة كل أخبارهم فلزول وريفيكا وغيرهم أصبحوا للأسف المثل الأعلى لبعض شبابنا يفرحون لفرحهم ويحزنون حد الإكتئاب لحُزنهم خروجهم من السجن كان بمثابة عرس كبير لمُتابعيهم الذين غنوا ورقصوا وهنا يجب الإنتباه للظاهرة الغريبة والخطيرة التي أصبحنا نعيشها ولا نستطيع تغييرها أبطالها سلبيون هدفهم كسب المزيد من الأموال على حساب الغير عن طريق اللايكات والمُحتوى الفارغ مُحركها الأساسي مواقع مسمومة همهما الوحيد الربح السريع أما الإيجابيون والذين من المفروض أن يكونوا قدوة وعبرة فقد تراجعوا للوراء وأصبحوا دون فائدة تُرجى فزمان كان الكُتاب وأصحاب القلم هم من نأخذ منهم العبر ونستلهم من تجاربهم وخبراتهم جبران خليل جبران والمنفلوطي وغيرهم. أما الآن فصاحب القلم مُهمش ولا أحد يعتبره مرجعا بالعكس هناك من حتى يتهكم ويسخر منه ومنك لما تذكره فالشاب الفلاني الناشط على اليوتوب والإنستغرام أهم من هذا الذي يرفع قلمه. وهذا ما يستلزم منا الحذر والنظر للأمر بجدية ومُحاولة تصحيحه والمفاهيم الخاطئة الراسخة في أذهان جيل اليوم لكي لا يأتي يوم ونبكي فيه على أبنائنا وهذا طبعا لن يكون إلا بمُرافقتهم ومُصادقتهم الإستماع إليهم ونُصحهم إشراكهم في الكشافة وحثهم على مُمارسة هواياتهم المُفضلة والرياضة لقتل ذاك الفراغ الذي يسرقهم ويُبعدهم عن الطريق الصحيح. في الأخير نقول لدُنيا وكل القادة الذين كانوا معها والماكثون الآن في المُستشفى لتلقي العلاج شُكرا وألف شُكر شفاكم الله ورحم القائدة دُنيا بوحلاسة مثال المرأة المُثابرة والمُجاهدة فما فعلته دُنيا أكد أن المرأة كافحت ومازالت في مُختلف المواقع رغم العثرات والمطبات فنامي يا شهيدة الوطن وإلى جنات الخُلد بإذن الله.