أصدرت محكمة الجنح بالحرّاش في العاصمة أمس، حكما يقضي بإدانة المكلّف بالعتاد والصيانة على مستوى للشركة الوطنية للأشغال العمومية والبناء والتجهيزات الكبرى »أيكتا« ب 3 سنوات حبسا نافذا لارتكابه جنحة تبديد أموال عمومية واستغلالها للفائدة الشخصية، مع مخالفة التشريع المعمول به بإعطاء امتيازات غير مبرّرة وإبرام عقود غير مطابقة للمواصفات القانونية، في الوقت الذي التمست فيه النيابة العامّة إدانته بعقوبة 05 سنوات حبسا نافذا. تميّزت جلسة المحاكمة بإنكار المتّهم الذي تولّى إدارة مصلحة عتاد شركة »أيكتا« التي تمّت تصفيتها في الفترة الممتدّة ما بين 1994-1995 جملة التّهم الموجّهة إليه، مشيرا إلى أن تحريك الشكوى لم يكن في الفترة التي كان فيها على رأس الإدارة، كما أنه لم يكن مسؤولا عن العتاد الذي تصرّف فيه المسؤول عن قسم العتاد وأجّره لعدد من المقاولين بطريقة غير قانونية، مقدّما عددا من الوثائق التي تثبت أن الوثائق والفواتير والوصلات التي تمّ بموجبها اختلاس أموال الشركة لم تحمل إمضاءه، كما أوضح أنه في تلك الفترة لم يقم بأيّ معاملات خارج القانون، ولم يوقّع على أيّ وثيقة رسمية لتسليم العتاد لأيّ جهة، مشيرا إلى أن كلّ الإمضاءات والتوقيعات الموجودة على السندات والوثائق التي تمّ التصرّف فيها بطريقة غير قانونية ليست له، وقد حمّل مسؤولية القضية للمدعو »ج.ط« رئيس قسم العتاد بالشركة الذي أثبتت الوثائق التي قدّمها الدفاع أنه هو من كان وراء عملية إيجار العتاد الشركة لعدد من المقاولين قبل تصفيتها، بما في ذلك مقطورة الإسمنت للمدعو »ش«. حيث أكّد أنه هو من تصرّف بطريقة غير قانونية والوثائق حملت إمضاءه. أمّا دفاعه فقد ركّز في مرافعته على أن هذا الأخير حاول توريط موكّله خلال التحقيق بجعله وصيا على هذه التعاملات، مشيرا إلى أن موكّله لم يوقّع أيّ وصولات إيجار العتاد في هذه المرّة وفي كلّ المرّات التي تمّ التصرّف فيها بالعتاد دون إدخال الفائدة إلى حساب الشركة الخاصّ. وبعد أسبوع من المداولة تمّت فيها مناقشة مرافعة الدفاع ودراسة الأدلّة المقدّمة، تمّ النّطق بالإدانة التي تؤكّد عدم إقتناع المحكمة بالأدلّة التي تثبت براءة المتّهم.