مثّل أمس أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة المتهم »ف. ه« كهربائي معماري لارتكابه جناية الغش الضريبي بعد أن تهرب من دفع مبلغ فاق 14 مليار سنتيم لمديرية الضرائب وكالة الحراش والتي تعد أرباح نشاطه التجاري لسنة 2004- 2005 كتاجر تجزئة متنقل في المواد الغذائية العام، ما جعل ممثل الحق العام يلتمس ضده تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا و03 ملايين دينار غرامة مالية فيما تمسك ممثل الضرائب بإلزام المتهم بدفع ديونه. وقائع القضية حسب ما دار في جلسة المحاكمة تعود إلى أكتوبر 2009 عندما تقدمت مديرية الضرائب بشكوى لدى عميد القضاة بمحكمة الحراش مفادها أن المتهم »ف.ه« قام خلال سنتي 2004 -2005 باقتناء مجموعة من المواد الغذائية من عند مؤسسات وشركات بمبالغ مالية ضخمة وقام ببيعها في الأسواق البلدية والعامة حسب سجله التجاري، كما أنه لم يقم بتصريحاته الشهرية ولا ميزانيته السنوية، ناهيك على أنه رفض الإجابة على الإنذارات التي وجهتها له مديرية الضرائب ورفض تسوية وضعيته الجبائية حسب ما تنص علية المادة 82 من قانون المالية المعدل إلى قانون الضرائب المباشر، حيث قدرت ديونه ب144.485.891.7 دينار، وعليه أصدر قاضي التحقيق في جانفي 2010 أمر بالقبض عليه بعدما كونه في حالة فرار، اعتمادا على تصريحات والدته أنها لا تعلم مكان تواجده. من جهته، المتهم أنكر التهمة الموجهة إليه مصرحا أنه لم يحقق تلك الأرباح كونه قد ترك التجارة سنة 1999 وأنه قد سدد كل المبالغ المستحقة للضرائب ولم يقم بعدها بمزاولة أي نشاط تجاري وأن سجله التجاري قد أودعه لدى الغرفة الوطنية للتجارة سنة 1999 بعد صدور قانون تحويل السجلات التجارية من اللغة الفرنسية إلى العربية، مضيفا بأنه لم يكن يعلم بأمر الضرائب التي وقعت على عاتقه لأنه لم يتلق أي إعذار من مديرية الضرائب، كما نفى أن يكون قد قام بتأجير أو بيع سجله التجاري لشخص استغله لتحقيق هذه الأرباح الخيالية. من جهته، ممثل الحق العام واجه المتهم بعدم تقديمه لشهادة الشطب من السجل التجاري طالما أنه توقف عن ممارسة نشاطه التجاري وهو الأمر الذي أجاب عنه المتهم بأنه لم يتقدم لمصلحة الضرائب ولم يخطرها بأنه توقف عن نشاطه التجاري، ليلتمس إدانة المتهم ب20 سنة سجنا نافذا و3 ملايين دج غرامة هذا في انتظار ما ستفسر عنه جلسة المداولة. وتجدر الإشارة أن محكمة الجنايات أرجأت أمس النظر في ملف المتهم »ح.ع« المتابع أيضا بجانية الغش الضريبي إلى الدورة الجنائية المقبلة من أجل إحضار الملف الضريبي للمتهم، كما قابلت طلب دفاعه بإفادته بالإفراج المؤقت بالرفض رغم تقديمها جميع الضمانات في الوقت التي أدانته متهما آخر غيابيا بعدما اتخذت ضده إجراءات التخلف ب 15 سنة سجنا نافذا و03 ملايين دينار.