مراصد إعداد:جمال بوزيان حتى لا ينسى الجزائريون تاريخهم.. سفّاحو فرنسا قمعوا الثورة التحريرية وارتكبوا المجازر الجماعية ما تزال الشعوب التي دمر بلدانها مجرمو فرنسا ومنها الجزائر التي دفعت أكثر من مليون ونصف مليون شهيد إضافة لأنواع التعذيب والتنكيل والنفي وغيرها مما تسجله الشهادات الحية لضحايا فرنسا..سألنا أساتذة عن أشهر مجرميها الذين أبادوا أمة طيلة قرن وثلث بالحديد والنار وفي أي المناطق؟ وأشهر جرائمهم ليعرفها الجيل الحالي..لا سيما أن بعض الجزائريين ما يزالون يذكرون مدنا وقرى وأحياء وشوارع بأسماء المجرمين رغم تغييرها. ***** السفاح موريس لم يُحاكَم على ما فعله بالمتظاهرين الجزائريين أ. عبد الجليل بوقاسة موريس بابون من مواليد 3 سبتمبر 1910 م صاحب الشهادات العليا في الحقوق والقانون العام والاقتصاد السياسي تقلد مناصب مختلفة وعاصر حكومات مختلفة من بينها حكومة فيشي إبان الاحتلال الألماني لفرنسا. شغل عدة مناصب سياسية وإدارية حيث تولى في 1949 م منصب وال على قسنطينة ثم في 1958 م مفتشا عاما لمنطقة الشرق الجزائري. استعان الجنرال ديغول بالسفاح بموريس بابون في منصب محافظ شرطة باريس لمواجهة تنظيمات اتحادية جبهة التحرير بفرنسا التي كان نشاطها متمحورا حول هدفين: الأول يتمثل في تعبئة الطبقة العاملة الجزائريةبفرنسا لدعم الثورة التحريرية ماديا. أما الهدف الثاني فيتمثل في نقل العمليات العسكرية إلى داخل العاصمة الفرنسية للضغط على حكومتها. بفضل خبرته حشد كل الوسائل لأداء المهمة التي استدعي من أجلها فقام بتكوين شرطة خاصة موازية أفرادها من الحَرْكَى جِيء بهم خصيصا من الجزائر وتم زرعهم في الأحياء التي يوجد بها الجزائريون بدءا بالحي الثالث عشر والثامن عشر في LaGoutted OretBarbes. باشر هؤلاء المجندون من الحَرْكَى عمليات إجرامية ضد الجزائريين وتصاعدت العمليات تدريجيا ليتم لاحقا فرض حظر التجوال على الجزائريين دون غيرهم فقرر هؤلاء بدعوة من جبهة التحرير الوطني كسر هذا الحظر من خلال تنظيم مظاهرة ليلية تجوب كبرى شوارع باريس لكن موريس بابون واجه ذلك بالقمع الشديد حيث تم قتل عشرات الجزائريين ورمي بالمئات في نهر السين وتشير التقديرات لسقوط 300 جزائري في حين لم تورد تقارير الشرطة سوى سقوط ضحيتين. بعد هذه الحريمة بقلب باريس التي أودت بأروح جزائريين عزل نال ثقة الجنرال ديغول فعينه في منصب وال على عمالة قسنطينة مستفيدا من خدمات الحَرْكَى ومساعدتهم للجيش الفرنسي بجمع المعلومات عن الثوار المجاهدين. وبعد ولاية الرئيس فرانسوا ميتيران رئاسة فرنسا لم يجد السفاح بابون مكانا في موائد الاشتراكيين بل أبعد من ذلك فقد فجرت مجلة LeCanardenchainé ملف حول تعاونه مع حكومة فيشي Vichy العميلة للنازية خلال الحرب العالمية الثانية في إرسال آلاف اليهود الفرنسيين إلى معسكرات الاعتقال في دارسني وأوشفيتز ببولونيا. ليتهم السفاح بابون بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتم إصدار حكم ب10 سنوات ضده وهو في التسعينيات من عمره لما فعله باليهود خلال الحرب العالمية الثانية غير أنّه لم يحاكم على ما فعله بحق المتظاهرين الجزائريين في 17 أكتوبر 1961 م. ***** جرائم جنرالات فرنسا في الجزائر منذ 1830 إلى 1962 ب. حمزة سعادي استخدم الاستدمار الفرنسي في الجزائر خلال ثورة التحرير الكبرى مختلف أساليب القهر والتعذيب ضد أبناء الشعب الجزائري وخاصة في السجون والمعتقلات ومراكز التعذيب التي كانت موجودة في كل مناطق الوطن وذلك بهدف خنق روح الثورة والقضاء على كل صوت يقف في وجه الاستدمار وهذا من طرف العديد من جنرالاتها الذين تفننوا في استخدام مختلف وسائل التعذيب ومن هؤلاء الجنرالات نذكر: - الجنرال صافاري دوق دي روفيغو: تولى أمور الجزائر ما بين 31 ديسمبر 1831 م ومارس 1833 م تميزت شخصيته بالقسوة والظلم وعرفت الجزائر خلال عهده مرحلة تميزت بسفك دماء الأبرياء والقتل الجماعي وقد ارتبط اسمه كسفاح بمذبحة العوفية الرهيبة أو ما يسمى بفاجعة الحراش التي أبادها عن آخرها في 5 أفريل 1832م.. توفي روفيغو يوم 2 جوان 1833م. - الجنرال أرمان جاك لروا سانت آرنو: عسكري فرنسي ولد يوم20 أوت 1803 م بباريس قام بالعديد من الجرائم ضد الشعب الجزائري ومن أكثر الجرائم فظاعة تلك التي قام بها يوم 9أوت 1845 م بمنطقة أولاد رياح بمستغانم أين قام بإبادة قبيلة بني رياح التي رفضت الاستسلام وأحرقها عن بكرة أبيها حيث يقول: .. أحكمت كل المنافذ وجعلت من ذلك المكان مقبرة لخمسمئة لص ومتطرف لن يذبحوا الفرنسيين بعدها... لم ينزل أحد لتلك الكهوف ولا أحد غيري يعلم ذلك.. ..توفي الجنرال سانت آرنو في 29 سبتمبر 1854 م. - الجنرال بول أوساريس: هو عسكري فرنسي برتبة جنرال وقائد للقوات الخاصة في الجزائر ولد في نوفمبر 1918 في بلدة صغيرة قرب مدينة بوردو ارتبط اسم أوساريس ارتباطا وثيقا بالثورة الجزائرية حيث عرف عنه استخدامه كل أساليب التعذيب والقتل وهو الذي قام بتعذيب الشهيدين البطل العربي بن مهيدي وعلي بومنجل.. توفي بول أوساريس يوم 3 ديسمبر 2013 م تاركا وراءه جرائم لا تغتفر في حق الجزائريين. - الجنرال جاك ماسو:ولد الجنرال ماسو في الخامس من ماي 1908 م في شالون-سور-مارن وتخرج من كلية سان سير والتحق بالجنرال شارل ديغول في جوان 1940 م شارك في تعذيب العديد من أعضاء جبهة التحرير الوطني في الجزائر وقد اعترف الجنرال ماسو: .. إن التعذيب في الجزائركان أمرا مُشاعا وكان يُمارس على نطاق واسع.. .. توفي يوم 26 أكتوبر 2002 م. - الجنرال توماس روبير بيجو: أشهر سفّاحي فرنسا لمن لا يعرفه من الذين يحنّون إلى العهد الإستدماري ولد في 17 اكتوبر 1784م ارتكب أبشع الجرائم في حق الجزائريين رقي إلى رتبة مارشال فرنسا في 31 جويلية 1843 م حارب قبل مجيئه إلى الجزائر واشتهر هناك بالعنف تولّى الحكم في الجزائر في 29 ديسمبر 1840 م إلى 29 جوان 1847 م وسلك خلال سنوات حكمه سياسة القهر والعنف والإبادة والتدمير والتهجير والنفي في إطار الحرب الشاملة التي مارسها تجاه الجزائريين. - الجنرال روبرت لاكوست: نقابي ورجل سياسي عسكري فرنسي ولد في 5 جويلية 1898 م وتوفي يوم 8 مارس 1989 م معروف خاصة بكونه الحاكم العام للجزائر في حكومات غي مولي موريس بورجيسمونوريوفيلكسغايارا من فيفري 1956 م حتى ماي 1958 م. استخلف لاكوست في مكان الجنرال كارتو في فيفري 1956 م وأصبح الوزير المقيم والحاكم العام للجزائر وحافظ على منصبه كرئيس لوزارة الجزائر حتى أزمة ماي 1958 م وهو من المؤيدين لفكرة الجزائر الفرنسية وبقاء الجزائر في الجمهورية الفرنسية وكان أحد أعمدة القمع الفرنسية أثناء ثورة التحرير الجزائرية ولم يتردد في الدفاع عن استخدام التعذيب من قبل الجيش الفرنسي والشرطة وقد كان مسؤولا عن إعدام الشهيد أحمد زبانة وقد صرح قائلا: .. إنهم مسؤولون على عودة الإرهاب الذي تسبب في هذه الأيام الأخيرة بمقتل عشرين وجرح خمسين في الجزائر العاصمة الذين يتباهون بتحكيم القلب والذكاء ويقومون بحملة ضد استخدام التعذيب أتعهدهم بأننا سنمقتهم هذا المجرم والسفاح كان الراعي الرسمي لقمع الثورة الجزائرية ارتكاب المجازر في القرى التعذيب الإبادات الجماعية... . وبالرغم من كل تلك الجرائم التي اقترفها جنرالات فرنسا في الجزائر إلا أنها ترفض الاعتراف بتلك الجرائم التي يشهد على دناءتها كل العالم كما تجب الإشارة لضرورة العمل على تغيير بعض الأماكن والشوارع التي ما تزال تأخذ تسمية جنرالات التعذيب وتحويلها إلى شوارع تحمل شخصيات تاريخية من مجاهدين وشهداء قدموا الغالي والنفيس لأجل تحرير البلاد والعباد من ويلات جنرلات الدم الفرنسيين. ***** جريمة العقيد ماكسيميليان جوزيف شوينبيرغ في حق قبيلة العوفية أ. نور الهدى ديب كانت قبيلة العوفية تشكل خطرا على الاحتلال الفرنسي للجزائر بحكم وجودها غير بعيد عن مدينة الجزائر وتشكل همزة وصل ما بين المقاومين في قصبة الجزائر والمقاومين الآخرين في سهل متيجة والأطلس البليديوالتيطري ومنطقة القبائل الزواوية. وبالتالي فإن معركة الحراش التي جرت ما بين 17 و18 جويلية 1831م قد جعلت سلطة الاحتلال الفرنسي تحضر نفسها لإبادة قبيلة العوفية وتنتظر أول فرصة للقيام بذلك. ذلك أن التوسع الاستيطاني للفرنسيين في سهل متيجة كان يقتضي الاستحواذ على أراضي القبائل الساكنة حول مدينة الجزائر ومن بينها قبيلة العوفية . وكانت المزرعة النموذجية التي تم إنشاؤها في منطقة بابا علي والواقعة على ضفة وادي الحراش تقتضي توسعا مضطردا للمساحات المزروعة للزيادة الإنتاجية الفلاحية واستقبال مستوطنين أوروبيين جدد. قام العقيد ماكسيميليان جوزيف شوينبيرغ بعد أقل من شهر بعد استقدامه إلى الجزائر بالتصدي في يوم 6 أفريل 1832م لقبيلة العوفية في الجنوب الشرقي من مدينة الجزائر قرب الحراش (Maison-carrée) وذلك تحت سلطة القائد العام للجزائر آنذاك وهو الجنرال صافاري (دوق روفيغو). وكانت مجزرة قبيلة العوفية قد أقدم على تنفيذها فوج الفرسان مدعوما بسريتين من الفيلق الأجنبي الفرنسي تحت إشراف وقيادة العقيد ماكسيميليان جوزيف شوينبيرغ الذي قام بإخضاع قبيلتي العوفية و الخرازة قرب مدينة الجزائر وكذلك وادي الحراش. فقد كانت قبيلة العوفية تقطن في الجنوب الشرقي من مدينة الجزائر في الإقليم الذي صار بعد ذلك بلدية من الضاحية هي بلدية الحراش(MaisonCarrée خلال مرحلة الاحتلال) وكانت مكلفة خلال مرحلة إيالة الجزائر بحراسة البرج المحصن الذي أقامه الأتراك بجوار هذه أراضي هذه القبيلة.. ذلك أن إبادة قبيلة العوفية تمت خلال ليلة 6 أفريل 1832م إلى 7 أفريل 1832م حيث تم القضاء على حوالي مئة جزائري من هذه القبيلة من طرف جنود فوج الفرسان والفيلق الأجنبي [6] ولم ينجُ من هذه الإبادة إلا أربعة رجال. فقد تمت مفاجأة هذه القبيلة قبيل فجر 7 أفريل 1832م من أجل معاقبتها بهمجية حيث تم اعتقال شيخها واقتياده إلى مدينة الجزائر لتتم محاكمته وإدانته ثم يُطَبَّقَ عليه حكم الإعدام ولقد هلك الكثير من الأهالي الجزائريين الأصليين خلال هذه الحادثة. للتذكير فإن دوق روفيغو أعطى الأمر لقواته في ليلة 5 أفريل 1832م بسحق قبيلة العوفية وإبادة أفرادها بالحراش حيث هاجمتهم قوات العقيد ماكسيميليان جوزيف شوينبيرغ لكونها اشتبهت فيهم بأنهم قاموا بسلب مبعوثي العميل فرحات بن سعيد أحد المتذبذبين بين الولاء للأمير عبد القادر الجزائريوفرنسا بمنطقة الزيبان. وقد تبين بعد التحقيق بأنه ليس لأفراد القبيلة أي مسؤولية في ذلك إلا أن شيخ القبيلة تمت محاكمته محاكمة صورية وأُعْدِمَ رغم أن التهمة لم تثبت عليه ولا على القبيلة وتم قطع رأسه وحمله هدية إلى دوق روفيغو الذي تبرع برأس الشيخ ربيع بن سيدي غانم ورأس أحد أفراد قبيلته إلى طبيب يدعى بونافون ليجري على الرأسين التجارب العلمية. وكانت قبيلة العوفية الهادئة تعيش ليلتها في حالة من الغفلة حتى فوجئت بهجوم قوات العقيد ماكسيميليان جوزيف شوينبيرغ فكانت عملية إبادة لجميع سكانها لأنهم كانوا حلفاء المجاهدين في متيجة منطقة القبائل الزواوية وقتلوا شيخ القبيلة أمام الملأ وباعوا أشياءهم للسفير الدنماركي. وانتهت إبادة وتدمير قبيلة العوفية كلية خلال يوم 10 أفريل 1832م.