عرض متحف المجاهد بولاية سطيف، مؤخرا، شريطا وثائقيا حول جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر، منها مجزرة العوفية بالقرب من الحراش في 07 أفريل 1832، إضافة إلى مداخلات ترصد هذا التاريخ الأسود، الذي كان بداية لسلسلة من المجازر التي تستمر حتى فجر الاستقلال. أحيا المتحف الذكرى 190 لمجزرة قبيلة العوفية، بالقرب من الحراش، في 07 أفريل 1832، للتعريف ببشاعة الاستعمار وجرائمه اللاإنسانية التي ستبقى وصمة عار في جبين فرنسا الاستعمارية، إبان فترة احتلالها للجزائر. وخصص العدد 32 من حصة "من أمجاد الأمة"، التي يقدمها الدكتور نزيم مسعودي، رئيس نادي المقاومة الشعبية للمتحف الولائي للمجاهد بسطيف، لاحياء الذكرى 187 لمجزرة قبيلة العوفية، من أجل التعريف بها، وستبقى وصمة عار في جبين فرنسا الاستعمارية. جاء في بعض المصادر، أن "قبيلة العوفية" كانت تشكل خطرا على الاحتلال الفرنسي للجزائر، بحكم تواجدها غير بعيد عن مدينة الجزائر، وتشكل همزة وصل ما بين المقاومين في قصبة الجزائر، والمقاومين الآخرين في سهل متيجة والأطلس البليدي والتيطري ومنطقة القبائل. بالتالي فإن "معركة الحراش" التي جرت ما بين 17 و18 جويلية 1831م، جعلت سلطة الاحتلال الفرنسي تحضر نفسها لإبادة "قبيلة العوفية"، وتنتظر أول فرصة للقيام بذلك. فالتوسع الاستيطاني للفرنسيين في سهل متيجة، كان يقتضي الاستحواذ على أراضي القبائل الساكنة حول مدينة الجزائر، ومن بينها "قبيلة العوفية"، وأعطى دوق روفيغو الأمر لقواته في ليلة 5 أفريل 1832م، بسحق "قبيلة العوفية" وإبادة أفرادها بالحراش، حيث هاجمتهم قوات العقيد ماكسيميليان جوزيف شوينبيرغ، كونها اشتبهت فيهم بأنهم قاموا بسلب مبعوثي "العميل فرحات بن سعيد"، أحد المتذبذبين بين الولاء للأمير عبد القادر الجزائريوفرنسا بمنطقة الزيبان. جرى إبادة "قبيلة العوفية" خلال ليلة 6 أفريل 1832م إلى 7 أفريل 1832م، وقد فوجئت هذه القبيلة قبيل فجر 7 أفريل 1832م من أجل معاقبتها بهمجية، حيث اعتقل شيخها واقتيد إلى مدينة الجزائر، لتتم محاكمته وإدانته، ثم يُطَبَقَ عليه حكم الإعدام، وقد هلك الكثير من الأهالي خلال هذه المجزرة. كانت "قبيلة العوفية" الهادئة تعيش ليلتها في حالة من الغفلة، حتى فوجئت بهجوم قوات العقيد ماكسيميليان جوزيف شوينبيرغ، فكانت عملية إبادة لجميع سكانها، لأنهم كانوا حلفاء المجاهدين في متيجة ومنطقة القبائل، وتم القضاء على حوالي مائة جزائري من هذه القبيلة من طرف جنود فوج الفرسان والفيلق الأجنبي، ولم ينج من هذه الإبادة إلا أربعة رجال، وانتهت إبادة وتدمير "قبيلة العوفية" كلية يوم 10 أفريل 1832م. عند عودة هذه الحملة الإجرامية المخزية ضد المدنيين العزل، والنائمين الذين قُتلوا جميعا وقطعت رؤوسهم، حمل فرسان فوج شاونينبيرج عند مدخل مدينة الجزائر، رؤوس الجزائريين من "قبيلة العوفية" المقطوعة على رؤوس رماحهم. تبين بعد التحقيق، بأنه ليس لأفراد القبيلة أي مسؤولية في ذلك، إلا أن "شيخ القبيلة" حوكم محاكمة صورية وأُعْدم، رغم أن التهمة لم تثبت عليه ولا على القبيلة، وقطع رأسه وحمل هدية إلى دوق روفيغو الذي تبرع برأس "الشيخ ربيع بن سيدي غانم"، ورأس أحد أفراد قبيلته، إلى طبيب يدعى "بونافون" ليجري على الرأسين التجارب العلمية.