من حقّ رئيس اتحاد العاصمة علي حدّاد الاستثمار في المجال الكروي بانتهاج سياسة المال التي لم يسبق للكرة الجزائرية وأن عرفتها منذ الاستقلال برفع القيمة المالية لأجرة اللاّعبين إلى مبالغ خيالية، والغرض من ذلك تكوين فريق يضمّ أفضل اللاّعبين الذين يزعمون أنهم الأفضل على المستوى المحلّي. لكن بالمقابل يتوجّب على علي حدّاد التفكير في مستقبل الكرة الجزائرية لأن رفع أجر اللاّعبين لا يعني أنهم (حاجة كبيرة) فوق أرضية الميدان، بالعكس اللاّعب الجزائري عندما يرى نفسه (حاجة كبيرة) بالمال مستواه سينحطّ أكثر والخاسر في هذه الحالة هو المنتخب الوطني الذي أضحى في أمس الحاجة إلى لاعبين جدد مؤهّلين لفرض أنفسهم ضمن التشكيلة الأساسية وليس اللاّعبين الذين يتقاضون أموالا طائلة ومستواهم لا يسمح لهم بفرض أنفسهم حتى ضمن قائمة ال 18· والأكيد أن السياسة المنتهجة من طرف الرؤساء الذين يريدون فرض أنفسهم بالأموال على الساحة الكروية سيكون لها الأثر السلبي على مستقبل الكرة الجزائرية لأن إهمال التكوين القاعدي من طرف هؤلاء الرؤساء وتسخيرهم أموالا طائلة لانتداب لاعبين هم على مشارف نهاية مشوارهم الرياضي هو دليل قاطع على أن مشكلة الكرة الجزائرية تكمن بالدرجة الأولى في تواجد أناس فعّالين في المحيط الكروي ليست لهم أيّ علاقة (بالجلد المنفوخ) وكلّ ما يهمّهم هو كسب مودّة أصحاب القرار للاستفادة من مشاريع من الوزن الثقيل تعود عليهم بالفائدة من النّاحية المالية لأن كلّ الرؤساء المحسوبين على زمرة رجال الأعمال لا يخسرون أيّ سنتيم كما يعتقد البعض، بالعكس يرفعون من حجم الاستثمار في المجال الذي ينشطون فيه.. وصح فطوركم·