أرسى قواعد الدولة الجزائرية الحديثة.. المبايعة الثانية للأمير عبد القادر.. حدث تاريخي تعد المبايعة الثانية للأمير عبد القادر يوم 4 فيفري 1833 حدثا تاريخيا هاما أرسى قواعد ديمقراطية في الدولة الجزائرية الحديثة كما أجمع عليه أساتذة مختصون في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر من جامعة مصطفى اسطمبولي لمعسكر.
ي. تيشات ذكر الدكتور حمايدي بشير ربأن المبايعة الثانية للأمير عبد القادر التي تمت بمسجد سيدي حسان بمدينة معسكر يعتبر بمثابة حدث هام أرسى قواعد الديمقراطية بالدولة الجزائرية الحديثة من خلال منح للأمير شرعية شعبية عن طريق بيعة من طرف سكان مناطق عدة من الوطن وأضاف ذات الباحث أن هذه المبايعة هي بمثابة استفتاء شعبي لاختيار الرجل المناسب لقيادة الجهاد ضد الجيش الاستعماري الفرنسي وكذا ملء الفراغ السياسي الذي ترتب عن سقوط الجزائر العاصمة في يد الاحتلال ما نجم عنه انهيار مؤسسات الدولة التي كانت قائمة قبل قيام دولة الأمير مؤكدا بأن هذه المحطة التاريخية كرست لديمقراطية محضة وأسست لدولة جزائرية موحدة بجميع قبائلها متكتلة لمقاومة الاحتلال الفرنسي مضيفا أنه من أهم انجازات المبايعة الثانية للأمير عبد القادر إنشاء تسع ولايات على رأسها خلفاء فضلا عن تشييد مصنع للأسلحة بمليانة بولاية عين الدفلى. من جهته أبرز الدكتور بونقاب مختار بأن المبايعة الثانية للأمير عبد القادر هو حدث تاريخي هام مكن جزائريين من اختيار من يمثلهم ويقود جهادا ضد القوات الفرنسية الاستعمارية بصفة ديمقراطية فضلا عن كونه النواة الأولى للدولة الجزائرية الحديثة التي أسسها الأمير بعد الفراغ السياسي التي عرفته الجزائر منذ 5 جويلية 1830 إلى غاية 4 فيفري 833 كما ذكر أن الأمير عبد القادر كان قد أصر على إقامة البيعة الثانية بعد البيعة الأولى بتاريخ 27 نوفمبر 1832 تحت شجرة الدردارة بمنطقة غريس وذلك كي يكتسب شرعية لقيادة الجهاد ضد الجيش الاستعماري الفرنسي وكذا تولي قيادة البلاد خلفا للسلطة العثمانية التي كانت قائمة بالجزائر في الفترة من 1518 إلى 1830 وأكد ذات الباحث بأن المبايعة الثانية أثبتت حنكة وعبقرية مؤسس الدولة الجزائرية المعاصرة من خلال استطاعته توحيد قبائل البلاد تحت إمرته وقيادة الجهاد وتحقيق انجازات سياسية وعسكرية واقتصادية وديبلوماسية منها ربط علاقات مع قناصل عديد دول العالم.
ديمقراطية دولة الأمير واستفتاء الشعب لقيادة البلاد بشرعية من جانبه أشار الدكتور لحسن جاكر بأن المبايعة الثانية للأمير عبد القادر هي تأكيد على ديمقراطية دولة الأمير وإصراره على مبدأ الشورى واستفتاء الشعب لقيادة البلاد بشرعية ومقاومة جيش الاحتلال الفرنسي مؤكدا بأن هذا الحدث التاريخي مكن الأمير من زعامة وطنية وعسكرية ودينية في البلاد مضيفا بأن المبايعة الثانية تمت في شهر رمضان المعظم بما يعكس تأسي الأمير عبد القادر بالدين الإسلامي الحنيف داعيا في معرض حديثه الباحثين عن تاريخ الأمير عبد القادر إلى ضرورة تكثيف البحوث العلمية التاريخية التي تعنى بالمبايعة الثانية لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة باعتباره محطة تاريخية هامة. لإحياء الذكرى ال 190 للمبايعة الثانية للأمير عبد القادر فقد سطرت مديرية الثقافة والفنون برنامجا فكريا وثقافيا يتضمن إقامة معارض للكتب تسلط الضوء على تاريخ مقاومة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ضد الاحتلال الفرنسي وتنشيط محاضرات وندوات حول هذا الحدث التاريخي فضلا عن برمجة زيارات بيداغوجية إلى المواقع الأثرية والتاريخية الشاهدة لدولة ومقاومة الأمير استهدفت تلاميذ المؤسسات التربوية وطلبة جامعيين ومنخرطين بجمعيات ذات طابع ثقافي.