أصبح لا يخفى على عاقل متشبّث بوطنيته وعروبته واستقلاليته أن قناتي (الجزيرة) و(العربية) على الخصوص باتتا في حكم المؤكّد أنهما تشكّلان خطرا على الأمن الوطني والقومي على حدّ سواء جرّاء ما تبثّه من تحريض وتشويش ومن حملات إعلامية، مركّزة هدفها على الإطاحة بأنظمة عربية معيّنة وفق أجندة غربية مرسومة ومعدّة مسبقا، وهذا يلاحظه كلّ مشاهد محايد، ناهيك عن أولئك الذين ينشطون في الميدان ويقفون في وجه هذه الحملات المغرضة التي تنمّ عن حقد دفين يكنّه ملاّك القناتين وأنظمتهما السياسية لكلّ من ليبيا وسوريا على الخصوص نظرا للدور الريادي العربي الذي تقومان به ونظرا لمواقفهما القومية ومناصرة الحركات المناهضة لقوى الاستعمار والحركة الصهيونية. ومعروف أن القناتين تمارسان التضليل الإعلامي باستحقاق وجدارة وتتيحان فرصة التواجد الإعلامي بشكل كبير لم يسبق له نظير لما يسمّى المعارضة المسلّحة المستقواة بالأجنبي مستعمر الأمس، في حين لا تتيحان نفس الفرصة لنظام الحكم لطرح وجهة نظره وتوضيح أهداف هؤلاء الخونة الذين جلبوا العار لبلدانهم ولأمّتهم وسلّموا وطنهم على طبق من ذهب لفرنسا وبريطانيا وأمريكا، كما هو حاصل الآن مع الشعب اللّيبي الشقيق الذي ساقته شرذمة أهل بنغازي إلى الهاوية دون أن يدركوا فداحة عملهم الدنيء. ولم يكتف هؤلاء الخونة بتآمرهم على بلدهم وتدميره وقتل شعبه بإيعاز من الغرب وبمساعدة حلفه العسكري (النّاتو)، بل ذهبوا إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث وعن طريق القناتين البائستين شنّ ثوّار (النّاتو) حملة شرسة من الشتائم وإلصاق التّهم بالجزائر شعبا وحكومة ونظاما سياسيا، وهو ما كان ليحصل لو لم يكن من أهدافهما حاجة في نفس يعقوب تريدان قضاءها على حساب أبناء الوطن من الأبرياء. إنه بات من الضروري قيام أهل الفكر والقانون وحقوق الإنسان وكلّ المنظّمات المدنية برفع دعاوى قضائية لدى المحاكم الدولية والإقليمية تحمل تواقيع الملايين، يشكون فيها قناتي (العربية) و(الجزيرة) وبما فعلته من تخريب وتهديم في كلّ البلدان التي شهدت ما يسمّى بالثورات العربية.