بعد استراحة لم تدم غير شهر واحد فقط , صفدت فيه شياطين الجن حسب نص الحديث البنوي الصحيح وأدت فيه شياطين الانس دورها في رمضان, احتفل البجاويون باولى ايام العيد, وختم ستين حزبا في نافلة التراويح, إذ توزعت اهتمامات جمهور الصائمين حسب قناعاتهم ورؤيتهم للعيد, فمراسيم توديع الشهر الغالي تتم عند ثلة العابدين المجتهدين بالدموع الحارة الصادقة, بينما يتمنى التجار المضاربون ان يكون كل العام رمضانا, وهي رغبة يتقاسمها كل المستفيدين من هذا الشهر الفضيل. غير أن اللافت للانتباه قبل ايام معدودة من العيد وان مساجد ولاية بجاية بدأت تسجل يوميا نكوص المصلين الموسميين على أعقابهم, الذين كرروا هذا العام ككل عام بدعة الصلاة في شهر واحد من السنة, والتزموا رغم جهل اغلبهم بابسط نواقص الوضوء, بالصلوات الخمس في بيوت الله, مبرهنين مرة اخرى ان العبادة حسب مفهومهم الخاطئ لا تكون الا في رمضان, وفي رمضان وحده. لقد تراجع الاكتظاظ في مساجد الولاية بشكل محسوس وواضح, ولم تعد تضيق بعد العيد اغلب المساجد بالمصلين, كما اختفت مشاهد تزاحم الصفوف, وهي مشاهد لا تكرر الا في الجمعات والاعياد, وكبرى المناسبات, اذ غالبا ما يختفي كل ذلك بمجرد انقضاء رمضان, ثم تعود ريمة الى عادتها القديمة. بعض ائمة بجاية هاجموا بصراحة تامة تحويل العبادة الى عادات موسمية, واصفين ذلك انه نفاق بيِّن ظاهر مهين لا يمتُّ الى المعنى الشرعي الإسلامي الواضح للعبادة باية صلة, مما اثر على بعض البجاويين, خاصة منهم الشبان والمراهقين, فعاهدوا الله على الاستمرار في الصلاة الى ان يبلغهم اليقين. وليس المصلون الموسميون وحدهم من أفرغ رمضان من محتواه الروحاني التعبيدي.