وأحسن منك لم تلد النساءُ في مولد الحبيب.. ميلاد أمة أشرق النور وبزغ الفجر وولد خير البشر رسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة والنعمة المسداة يقول الله جل في علاه ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَال مُبِين ﴾ .آل عمران: 164. إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زكى الله به نفوس المؤمنين وطهَّر به قلوب المسلمين وجعله رحمة للعالمين وحجة على الخلائق أجمعين صلوات الله وسلامه عليه دائما أبدًا إلى يوم الدين. لقد كانت ولادته فتحًا وبعثته فجرًا هدى الله به من الضلالة وعلم به من الجهالة وأرشد به من الغواية وفتح الله به أعينًا عميًا وآذانًا صمًّا وقلوبًا غُلفًا وكثَّر به بعد القلة وأعزَّ به بعد الذِّلة. إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خليل الرحمن وصفوة الأنام لا طاعة لله إلا بطاعته ﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80] ولا يتم الإيمان إلا بتحقيق محبته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين . كان صلى الله عليه وسلم أعلى الخلق أخلاقًا وأعظمهم أمانةً وأصدقهم حديثًا وأجودهم نفسًا وأسخاهم يدًا وأشدهم صبرًا وأعظمهم عفوًا. إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شرح الله صدره ورفع ذكره ووضع وزره وأتم أمره وأكمل دينه وأبر يمينه ما ودعه ربه وما قلاه بل وجده ضالًا فهداه وفقيرًا فأغناه ويتيمًا فآواه وخيَّره بين الخلد في الدنيا وبين أن يختار ما عند الله فاختار لقاء الله. إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من وطئ الثرى وأول من تُفتح له الفردوس الأعلى يقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مُشفع . فصيح اللسان واضح البيان موجز العبارة موضح الإشارة آتاه الله جوامع الكلم وأعطاه بدائع الحِكَم يقول أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه: (ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه) ويقول شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه في مدح النبي صلى الله عليه وسلم: وأفضلُ منك لن ترَ قط عيني وأحسن منك لم تلد النساءُ خُلِقت مُبرَّأً من كل عيب كأنك قد خُلِقت كما تشاء إنه الحبيب المصطفى والرسول المجتبى الذي بعثه الله جل علا ليخرج الأمة من الوثنية والظلام إلى التوحيد والإسلام وينقذ الناس من التناحر والتفرق والآثام إلى العدل والمحبة والوئام. بلغ العلى بكماله كشف الدجى بجماله حسنت جميع خصاله صلوا عليه وآله. لقد كان العرب قبل بعثته صلى الله عليه وسلم يعيشون في جاهلية جهلاء يعيثون في الأرض كالأنعام يعبدون الأصنام ويستقسمون بالأزلام يأكلون الميتات ويئدون البنات ويسطو القوي منهم على الضعيف. ثم أذِن الله لليل أن ينجلي وللصبح أن ينبلج وللظلمة أن تنقشع وللنور أن يشعشع فأرسل الله رسوله الأمين الرؤوف الرحيم بالمؤمنين أفضل البرية وأشرف البشرية ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ التوبة: 128. فاختاره الله للنبوة واجتباه وأحبه للرسالة واصطفاه صلى الله عليه وسلم ما هطلت الأمطار وأورقت الأشجار وتعاقب الليل والنهار.