قطاعات التربية والبلديات والنقل على صفيح ساخن تهدد مختلف القطاعات العمومية الحساسة كالتربية، النقل والبلديات بدخول اجتماعي ساخن واللجوء إلى الإضرابات والاحتجاجات، تنديدا منهم على استمرار تردي الأوضاع وتفاقم الاختلالات بتلك القطاعات المذكورة خاصة في شقها المتعلق بالمشاكل السوسيومهنية التي لا تزال عالقة بالرغم من الإضطرابات والتهديدات المتتالية لكل قطاع أدت في كثير من الأحيان إلى إحداث شللا في بعض الإدارات كالبلديات على سبيل المثال التي تعد من أهم القطاعات العمومية التي من شأنها إحداث اختلالا هذه الأيام التي لا تفصلنا عن الدخول المدرسي سوى أقل من أسبوع وهو ما سينذر بتفاقم المشاكل· تشير أغلب النقابات الوطنية الناشطة على مستوى العديد من القطاعات العمومية، أن مختلف القطاعات وأهمها ستشهد عشية الدخول الاجتماعي، اضطرابات عديدة نتيجة سياسة الهروب التي تنتهجها الجهات المعنية لحل العديد من المشاكل المهنية والاجتماعية العالقة التي لا تزال تطبع كل من قطاع التربية، البلديات والنقل، ناهيك عن مشاكل أخرى كالسكن وانقطاع كل من المياه والكهرباء التي لا تزال منذ بداية الصيف تخرج العديد من المواطنين إلى الشارع وغلقه في كثير من بلديات الوطن حيث تضاعف الإشكال مع قدوم رمضان غير أنه امتد إلى غاية هذه الأيام ليتزامن مع الدخول الاجتماعي الذي سيواجه العديد من العقبات حسب كافة الآراء التي اتفقت على أنه آن الوقت لمراجعة كل القوانين الأساسية لكافة القطاعات الحساسة حسب ما تقتضيه التطورات والمستجدات الحاصلة على الساحة الوطنية خاصة وأن كل قطاع مثل البلديات، الفلاحة، الحماية المدنية، والنقل وغيرهم كانوا قد قرروا العودة إلى آليات الاحتجاجات قبل نهاية شهر سبتمبر الجاري· عمال البلديات من جهتهم اختاروا فترة ما بعد العيد للإضراب الذي يروه الحل الأخير في ظل استمرار تماطل الوزارة الوصية من أجل تحقيق المطالب التي رفعتها النقابة منذ عدة أشهر والتي تتعلق بالقانون الأساسي ورفع نسبة المنح والتعويضات إلى جانب تثبيت الآلاف من المتعاقدين الذين لا يزالون ينتظرون المبادرة منذ سنوات· وهو القرار الذي من شأنه عرقلة مصالح المواطنين في حالة تطبيقه مما سيفرض إحداث حالة من الشلل عبر كافة بلديات الوطن التي تستقبل في هذه الفترة المتزامنة الدخول الاجتماعي بما فيه المدرسي وإجراء مختلف المسابقات التي تطالبهم بجملة من الوثائق المستخرجة من مصالح البلدية التي ستكون مشلولة في تلك الفترة وبالتالي تعرض مصالحهم إلى التعطيل مرة أخرى ورهنها بمدى تحرك الجهات الوصية لفك القضية التي طال أمدها وأسالت حبر العديد من وسائل الإعلام· قطاع النقل هو الآخر يعرف العديد من المشاكل التي جعلت من أصحابه يهددون مرارا لأجل شله إلى غاية استجابة الوصاية لمطالبهم، كما أن لتهديد المساعدين التربويين للاحتجاج مجددا في أول أيام الدخول المدرسي من شأنه زعزعة القطاع الذي يشهد بين الفنية والأخرى احتجاجات متفرقة لمختلف العاملين بهذا القطاع الذي شهد الموسم الماضي استقرارا منذ بدايته، ولعل الاجتماع الاستثنائي للنقابة الوطنية لعمال التربية المنعقد مؤخرا لدليل على الغليان الذي لا يزال يميز القطاع نتيجة عدم تطبيق كافة الاتفاقات المبرمة ما بين الوزارة الوصية بخصوص الملفات العالقة مع تردي الأوضاع وتفاقم الاختلالات التي تطالب بشأنها النقابة ضرورة تحرك وزارة التربية مع بداية الدخول الاجتماعي من أجل إيجاد حلول للقضايا العالقة منها القانون الخاص لعمال القطاع في شقه المتعلق بالإشكال الخاص مع مديرية الوظيف العمومي في إطار تعديل القانون الخاص بالملفات، كالترقية والتصنيف وغيرها، إلى جانب النظام التعويضي، وجانب الخدمات الاجتماعية الذي تطالب بضرورة ضمان قراره الجديد المطروح من طرف الوزير الأول، جانب طب العمل لأجل وضع آليات داخلية للتكفل بالحالات المرضية، منح المناطق والامتياز، التقاعد وملف السكن الذي تطالب بموجبه النقابة، وزارة التربية الوفاء بوعودها المتعلقة لتوزيع 4200 وحدة سكنية بالجنوب في القريب العاجل. كلها قطاعات وأخرى تضاف إليها مشاكل انقطاع المياه الصالحة للشرب والكهرباء وتراكم الأوساخ في عز الصيف، إلى قائمة الأجواء المشحونة التي تطغى على المشهد الوطني عشية الدخول الاجتماعي الذي يبدو أنه سيكون ساخنا على المهنيين وأصحاب القرار·