مراصد إعداد: جمال بوزيان بعد مرور 3 أسابيع على طوفان الأقصى تأجيل الهجوم البري الصهيوني... بين الخطة والاستراتيجيا تَرصُدُ أخبار اليوم مَقالات فِي مختلف المَجالاتِ وتَنشُرها تَكريمًا لِأصحابِها وبِهدفِ مُتابَعةِ النُّقَّادِ لها وقراءتِها بِأدواتِهم ولاطِّلاعِ القرَّاءِ الكِرامِ علَى ما تَجودُ به العقولُ مِن فِكر ذِي مُتعة ومَنفعة ... وما يُنْشَرُ علَى مَسؤوليَّةِ الأساتذةِ والنُّقَّادِ والكُتَّابِ وضُيوفِ أيِّ حِوار واستكتاب وذَوِي المَقالاتِ والإبداعاتِ الأدبيَّةِ مِن حيثُ المِلكيَّةِ والرَّأيِ. طوفان الأقصى... والاجتياح البري لغزة أ. م. رابح لكحل تجرأت المقاومة ونفذت طوفانها فأذاقتنا حلاوة النصر الذي لا نعرف له طعما لتعودنا على تجرع علقم الهزيمة التي ارتبطت بنا وبتاريخنا الحديث فهرم منا الكثير معتقدا أن الأصل فينا أن ننهزم وأتم الدور من وصفهم عمر بن الخطاب بقوله: لا تُمت علينا ديننا أماتك الله.. . وهم مجموعة الدراويش والمشعوذين الذين تصدروا المشهد وبذلوا جهدهم في تخدير طاقات الأمة بالتفسير المضلل لمعنى الورع والابتلاء فمشكلتنا إذن قديمة وهي نتاج انهزام نفسي فكري وحضاري عضده عمل منظم مارسته قوى الاستدمار لقتل أمل الثورة والتحرر لدى مجتمعاتنا وزاده البؤس السياسي ومنظومة الحكم المفلسة التي ترزخ على رقابنا سوءََا فوق سوء.. وجاء الطوفان وهشّم الصورة النمطية للصهيوني المتفوق لأنه سليل الغرب الراقي في أصله وهذا ما يفسر إلى حد كبير رد الفعل العنيف والتطرف الكبير الذي ظهر في التعاطي الأمريكي والغربي عموما مع هجوم المقاومة ومبالغتهم في دعم الاحتلال ودفعه إلى خيارات مكلفة كالاجتياح البري لغزة على أساس أنه الخيار الوحيد الذي يحقق الانتقام الشافي من المقاومة وحاضنتها الشعبية ويرد الاعتبار لقوة الردع الإسرائيلية على الرغم من علمهم أنه بالمعطيات الحالية يصاحب هذا الخيار مخاطر عالية وليس من اليسير إقراره وتنفيذه..! وفي مقابل وحدة الصف والفعل لدى معسكر العدو نجد الناس عندنا تزيلوا إلى فريقين غالبيتهم المطلقة لا تتمنى وقوعه خشية على غزة وأهلها وخوفا من الضرر المحتمل أن يلحق المقاومة ورجالها بينما رهط لحسن الحظ قلة يعيش بيننا لكنه متغرب تائه يتمنى أن يتم الاجتياح ويأمل أن يُبيد العدو المقاومة وأهلها...؟!. 1-إمكانية تنفيذ الهجوم البري: لو نحاول فهم منطق الاحتلال في حربه المدمرة على غزة وأهلها بعد ال7 من أكتوبر نجد أن لا أهداف استراتيجية من سياسة الأرض المحروقة التي يمارسها إلا الانتقام أو ربما محاولة اليائس لاسترجاع قوة الردع وإذا كانت حروبه الخمسة السابقة تكتيكية وتصب في إطار استراتيجية الاحتواء فحربه هذه المرة ردفعل أعمى لا تحكمه استراتيجية واضحة.. وقد يقول متابع أن عمليات القصف الهمجي ودون انقطاع هو مرحلة أولى ممهدة لاكتساح بري مؤكد نقول نعم دون أدنى شك وعلى رأس أهدافهم ربح الوقت لاستكمال جاهزية قواتهم واستكمال الحضور العسكري الغربي مع محاولة إنهاك الحاضنة الشعبية للمقاومة والعمل على خلق تململ داخلها والأهم محاولة إنهاك المقاومة واستنفاد أكبر قدر من ذخائرها وإمكانياتها.. لكن التردد والارتباك واضحان على العدو ويظهر ذلك جليا في التأجيل المتكرر للهجوم بذرائع مختلفة مرة بسبب عدم اكتمال الحشد وأخرى استجابة لطلب أمريكي وأخرى لسوء الأحوال الجوية وآخرها وأظنه الأهم وهو انتظار وصول القوات الأمريكية. ومن التفاسير القريبة لجالتهم هاته اعتياد الاحتلال المبادرة في علاقته بغزة خاصة وبالتالي خططه حاضرة وبكل الاحتمالات لكن هذه المرة تحركه جاء كرد فعل وتحت تأثير الصدمة لهذا تراه يرفع السقف عاليا ويعلن أهدافا غير قابلة للتحقيق كإبادة المقاومة وإفراغ القطاع من أهله.. فمن جهة عوامل عديدة تعمل لصالح الهجوم البري مثل: -الرغبة في استعادة قوة الردع وثقة الإسرائيليين في جيشهم.. -محدودية الهجوم الجوي على وحشيته فهو لا يحقق أي هدف معلن على الأرض.. -ضغط التأييد الداخلي الشعبي والسياسي الكبير للهجوم البري.. -الدفع الغربي الضاغط على الاحتلال بتوفير الغطاء السياسي الدعم العسكري وحتى المشاركة المباشرة التي ثبثت ميدانيا على الأقل من قبل القوات الخاصة الأمريكية... ومن جهة ثانية نجد عوامل أخرى تعمل ضده مثل: -تأكدهم من جهوزية المقاومة وإستعدادها الجيد للمواجهة البرية. -ضعف الثقة وخشية إخفاق عسكري جديد أمام المقاومة لا يمكن تحمل آثاره المرعبة بعد ذلك. -ضيق الوقت مع تصاعد الزخم الشعبي العربي . -خشية تراجع الغطاء الغربي مع تنامي رفض الرأي العام الدولي لسياسة الأرض المحروقة والعقاب الجماعي التي يمارسهما الاحتلال. -مجموعة شروط الإدارة الأمريكية لأي هجوم بري لاقتناعها أن تحرك الاحتلال يرافقه عمى استراتيجي لا يخدم بتاتا المصالح الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. -خشية أمريكا من اتساع المواجهة وتحولها إلى حرب إقليمية يمكن أن تستنزف جهودها التي تفضل توفيرها لما تعتبره أهم وهما ملفي أوكرانيا وتايوان. - ملف الأسرى الضاغط (نوعهم وعددهم) وهو من الأوراق القوية بيد المقاومة.. أمام مجموع هذه العوامل التي يظهر أنها متناقضة يمكن أن ننتصر للرأي القائل باضطرار الاحتلال لتنفيذ هجوم بري رغم ذلك لكن ما حجمه وما حدوده؟. 2-حجم وحدود الهجوم البري: إذا افترضنا أن الاحتلال بالدعم الغربي اللاأخلاقي قد حسم قراره بتنفيذ هجوم بري فالإجابة عن المعضلة الثانية في مسعاه أصعب وهي ما الذي يريد تحقيقه من هذه المغامرة المصنفة عالية المخاطر ..؟!.فليس سرا أن يجزم أي متابع بأن هدف التحالف الغربي-الإسرائيلي الشرير هو القضاء على المقاومة التي تقف حجر عثرة أمام تصفية القضية الفلسطينية لكن الحقيقة التاريخية تؤكد أن مقاومة الشعوب للمحتل لا يمكن القضاء عليها ولدينا في الاحتلال الفرنسي الاستيطاني للجزائر الذي شوه التاريخ وغير الجغرافيا على مدى 132 سنة مثال واضح على ذلك ولو عدنا إلى الواقع على الأرض نجد أن خيارات تحالف الشر تتراوح بين السيئ والأسوإ والتي يمكن تشريحها في ما يأتي: 1-الخيار الأول: الاجتياح بهدف السيطرة على غزة وإعادة قطاع غزة تحت إدارتها ويمثل الحد الأقصى المتوقع.. ويظهر أن هذا الاحتمال بعيد المنال فالاحتلال لا يرغب في تحمل عبء القطاع والتكفل باحتياجاته والأهم تعريض قواته للاستنزاف والقتل وحتى أمريكا تعارض هذا المسعى علانية حفظا لماء وجه حلفائها من الأنظمة الخائنة للقضية باسم التطبيع ومنحهم شيئا يتحدثون به. 2-الخيار الثاني: الاجتياح بهدف تحويل القطاع إلى ضفة ثانية فيقضي على المقاومة ويُحمل سلطة أوسلو مغارم وتكاليف إدارته المشكلة أنها لن تستطيع (حتى أمريكا..) ضمان استمرار أي سلطة فسلطة عباس على القطاع فقدت مقومات وجودها في غزة منذ 2007 هذا من جهة ومن جهة ثانية فلن يكون بإمكان سلطة مكونة من العبابسة أو الدحالنة الوقوف أمام ضربات المقاومة التي ستتحول إلى تكتيكات حرب العصابات حينئذ.. 3-الخيار الثالث: الحد الأدنى المتوقع تحقيق الشكل باقتحام محدود مع احتلال مؤقت لبعض الأجزاء إرضاء للرغبة الشعبية للداخل الإسرائيلي والرغبة الرسمية الغربية يقابل هذا الخيار تلقي ضربات المقاومة مع محدودية الرد في بيئة معادية وعدم إمكانية إستعمال الطيران والمدفعية وخسائرهم ستكون كبيرة وقتئذ. فكما يظهر كل الخيارات صعبة وخطِرة على الاحتلال واستمراره وأمريكا تعي ذلك جيدا ولهذا تكفلت بالقيادة والتخطيط المباشر. 3-وعليه نقول: 1-الطوفان خلط أوراق المنطقة بعد أن ظن الغرب أنه أتم ترتيبها للتذكير فبايدن في حملته الانتخابية كان يؤكد أن ملف الشرق الأوسط لم يعد أولوية لدى أمريكا وهو يعني أنه حُسم خاصة مع مسارعة محور الشر من أنظمة الاستبداد المفلسة للتطبيع مع العدو وتجاوز المعطى الفلسطيني هذا استراتيجيا .. تكتيكيا من الصعب نجاح أي عملية عسكرية برية في القطاع فضلا عن إقامة وضع جديد مُوال للاحتلال كما هو الحال في الضفة كهدف استراتيجي يسمح بتصفية القضية.. 2-الجيد في الموضوع أن حال الاحتلال الآن كحالنا في حروبنا السابقة معه في الحرص على الصدى الإعلامي والخطاب العاطفي الذي يقتضي رفع سقف الأهداف والتوقعات فرسمه لهدف إنهاء المقاومة شبيه لهدف من قال: سنرمي إسرائيل في البحر .. دون تقدير سليم لإمكانياته وقدراته ولا لمحيطه فالجانب التكتيكي على أهميته يكسب زخمه من الخطة الاستراتيجية التي تمثل الهدف النهائي لأي حرب وبما أن الاحتلال يتحرك بمنطق الانتقام وهو منطق أعمى لا تحكمه استراتيجية فإعلاناته تشبه إلى حد بعيد معاني المثل العربي أوسَعتُهُم سَبا وَأوْدَوا بالإبل . وإذا توالى هذا النوع من التحرك ستتوالى معه الإخفاقات الاستراتيجية وهذا ما يضمن سير الاحتلال في طريق الهزيمة والانهيار ولو حقق بعض الإنجازات التكتيكية. 3-واقع ما بعد الطوفان قائم وتداعياته لن تمحى بأي مآل أو نتيجية تنتهي إليها حرب الغرب-الإسرائيلي على غزة ومنذ السابع من أكتوبر لا يمكن لأي قوة تجاوز الطرف الفلسطيني ولا محاولة إلغاء المقاومة وأول ضحايا الطوفان ستكون الحكومة الإسرائيلية المتطرفة وسياساتها العدمية ومعها سلطة أوسلو التي أقدر أنها ستنهار. === جيش إسرائيل وسلوك الضباع الطيب بن إبراهيم عقب عملية طوفان الأقصى الباسلة التي قام بها شباب فلسطينيون صدقوا ما عاهدوا الله عليه ضد جيش إسرائيل الذي لا يقهر فأنزلوهم من صياصيهم وأخرجوهم من داخل دباباتهم كالجرذان ولم تحمهم ترسانتهم العسكرية ولا كاميرات مراقبتهم ولا سياجهم ولا حتى عملاؤهم باغتهم شباب وطنيون لا يملكون من السلاح إلا أبسطه أو ما افتكوه من عدوهم فقتلوا عشرات الجنود وأسروا العشرات من كبار ضباط جيش إسرائيل بما فيهم الجنرالات واستولوا على كل الملفات والبيانات والمعلومات التي تفضح أسرارهم وأسرار من معهم ورغم قلة عددهم وبساطة عدتهم وبتفوق إرادتهم ألحقوا بالجيش الذي لا يقهر الإهانة والمذلة أمام العالم. وأمام حدث طوفان الأقصى البطولي والتاريخي خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يوآفغالانت ليتحدث لوسائل الإعلام عن الحدث ويصف الفلسطينيين بأنهم مجرد حيوانات بشرية تجب إبادتهم. وأمام ما نرى اليوم منذأن بدأت الإبادة في غزة على مدار الساعة خلال ثلاثة أسابيع نتساءل من أولى بالوصف بالحيوانات بل بأوحش الحيوانات هل جيش إسرائيل الذي عبر تاريخه يغتال الأطفال (محمد الدرة) ويغتال المعاقين الكبار (الشيخ احمد ياسين) ويغتال الإعلاميين وصولا إلى مذابح غزة هذه الأيام.فمن أولى بأن يوصف بالحيوان؟ وأي نوع من الحيوان تحديدا؟ يقال أن أبشع ما في حيوان الضبع أنه عكس بقية الحيوانات المفترسة لا يلتزم بقواعد القتل الغريزية المتعارف عليها لدى غيره من الحيوانات المفترسة فهو الوحيد عندما يهاجم فريسته لا يقوم بخنقها وانتظار موتها لأكلها كما يفعل غيره بل يبدأ في نهشها وتمزيق جسمها وأكلها وهي تجري ولا ينتظر موتها يبدأ في أكل فريسته وهي حية تنظر لحالها وتشاهد أكل لحمها وتمزيق جسمها وتناثر أحشائها قبل موتها.والضبع هو الحيوان الوحيد الذيلا يكتف بأكل لحم فريسته فقط فهو يتميز بفكين قويين يسحق بهما حتى العظام ويلتهمها وهو الوحيد الذي يأكل بقايا الجيف الميتة مهما كان تلفها وهو الحيوان الوحيد الذي له رائحة نتنة. إنه حيوان الضبع وليس الأسد أو النمر أو الفهد الضبع الذي يتصف بأسوأ وأبشع ما يتصف به حيوان مفترس. هذا الفرق في قتل الفرائس موجود بين حيوان الضبع وبقية وحوش الحيوانات المفترسة الأخرى في كيفية التعامل مع فرائسها منها من يلتزم بال قواعد الغريزية في كيفية قتل الفريسة خطوة بخطوة خطوة القتل أولا ثم خطوة السلخ ثانية إنها القاعدةالتي تلتزم بها كل الحيوانات المفترسة بداية من ملك الغابة الأسد ونهاية عند الذئب باستثناء الضبع فهل هذا الاستثناء موجود في قواعد السلوك الحربي عند بني الإنسان؟ وهل هناك من الجيوش العسكرية من يتمثل السلوك الضَّبْعي في عقيدتهالقتاليةمع بني جنسه الإنسان؟ يبدو أن أقرب جيش في العالم يشترك مع الضبع في السلوك هو الجيش الإسرائيلي هذا القول ليس عاطفيا ولا عنصريا ولكنه حقيقة ميدانية تراها شعوب العالم اليوم في غزة وترفضها فماذا فَعل ويفْعل جيش إسرائيل مع غزة هذه الأيام يجعلنا نصف تصرفه بوصف السلوك الضَّبْعي ؟ الجندي المقاتل الشريف لا يتخلى عن إنسانيته حتى وهو في الحرب فتصرف جيش نظامي مع جيش نظامي يختلف عن تصرف الجيش أثناء دخوله للمدن والقرى التي سقطت في قبضته واحتلها فسكانها مدنيون غير عسكريين وحتى أثناء الحرب عند مواجهة الجيشين المتقاتلين فهناك قواعد يلتزم بها كل طرف مع الجندي المستسلم ومع الجندي الأسير ومع الجندي الجريح فالمقاتل الشريف لا يُجهز بسلاحه على من هو في قبضته أسيرا كان أو جريحا أو مريضا. وحتى في الحروب الكبرى العالمية التي يخرج التحكم فيها عن السيطرة يُلتزم فيها بقواعد أخلاقية وإنسانية فالعفو يكون عند المقدرة والجندي المنتصر ينقل الجندي المنهزم الجريح إلى المستشفى للعلاج ينقل للعلاج حتى في مستشفى العدو وأحيانا يلتقي الجريح في نفس المستشفى وفي نفس القاعة مع خصمه الجريح إنها قواعد أخلاق الحرب عند المقاتلين الشرفاء. إذا كان هذا حال جيش في مواجهة جيش آخر بغض النظر عن عدد وعدة كل منهما فما بالك من يقاتل مدنيين عزل مدنين مقاومين لجيش الاحتلال حتى ولو كان بعضهم مسلحا وهل سلاح أفراد من المقاومة يعادل سلاح الجيش الذي لا يقهر؟ إن استعمال الجندي الإسرائيلي للأسلحة الفتاكة التي لا تمتلكها حتى جيوش الدول المحيطة به وقتله الوحشي لمئات الأطفال والرضع والشيوخ والمرضى في المستشفيات واللاجئين في الملاجئ والهاربين لأماكن آمنة إن كانت هناك أماكن آمنة ولا يفرق بين بيت ومقهى ومتجر وسوق ومسجد وكنيسة ومستشفى ومؤسسة خيرية أو إدارية كل سواء ولا فرق بين سيارة خاصة أو عامة أو سيارة إسعاف حيث أصبحت غزة كلها ميدان حرب وربما حتى المقابر أصاب سكانها ما أصاب جيرانهم الأحياء!!. خلال ثلاثة أسابيع وقوات الجيش الإسرائيلية البحرية والجوية والأرضية تقصف وتقتل وتدمر وتشرد بلا رحمة والعالم يشاهد الأشلاء والأعضاء الآدمية متطايرة والجثث متراكمة والدفن الجماعي متواصل والشوارع مزدحمة بالمعطوبين والمصابين والجرحى والثكالى والكبار والصغار جميعا تحت الأنقاض زيادة على ذلك يمنع وصول الماء والدواء والغذاء.. هذا ليس سلوك جيش نظامي محترم وهذه ليست شجاعة مقاتل شريف إنه سلوك جبناء يقصفون بالطائرات عن بعد كل من فيه الحياة من السكان حيثما تحركوا انتقاما لإذلال وإهانة الجيش الذي لا يقهر! لكن ليس انتقاما من الفاعلين المقاومين الذين لازالوا صامدين ويطلقون الصواريخ على المدن الإسرائيلية بل ينتقمون من كل سكان غزة بدون تمييز. فأين كانت شجاعة هؤلاء الجبناء عندما هاجمهم الشباب نصرة للأقصى المستباح ونصرة لحقوقهم المسلوبة ونصرة لمحاصرتهم المتواصلة. وأخيرا إذا كان وزير الدفاع الصهيوني العنصري وصف ضحاياه ب الحيوانات فجيشه أولى بان يوصف سلوكه بسلوك الضباع بكل ما تحمله الضباع من خصائص بشعة!!