اجتياح اسرائيلي بري لغزة والشروع في تدمير الأنفاق صعد الاحتلال الإسرائيلي من حربه على غزة في اليوم الحادي عشر بالبدء في الاجتياح البري لغزة، فقد دخلت المدفعية اسرائيلية تدعمها قوات جوية قطاع غزة و شرعت في تدمير الأنفاق التي تستخدمها المقاومة الفلسطينية في توجيه قذائفها نحو المدن الاسرائيلية، و في نقل أسلحتها، و بدأ جيش الاحتلال في قصف مكثف لمدن القطاع بحرا و جوا بالموازاة مع قصف مدفعي ثقيل و قد استدعت تل أبيب 18 ألف جندي احتياط إضافي لتعزيز قواتها في العملية. و قد استشهد منذ بدء الهجوم البري مساء يوم الخميس 24 فلسطينيا، و أصيب مئتان بجروح و قال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أن ثلاث أطفال قتلوا في سقوط قذيفة دبابة استهدفت أحد الأبراج السكنية شمال القطاع. بينما اقر الجيش الإسرائيلي بسقوط أول قتلاه في الهجوم البري فجر أمس الجمعة مشيرا أنه دمر عشرين منصة لإطلاق الصواريخ، و شن تسع غارات على أنفاق و استهدف 103 موقعا. و قد أعلنت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس أنها اشتبكت مع قوة اسرائيلية خاصة في منطقة شمال بيت لاهيا مما أسفر عن "قنص جندي اسرائيلي" بحسب تعبير البيان، الذي ذكر أنه تم أيضا قصف مفاعل ديمونا النووي جنوب اسرائيل وبصاروخي أم75. و قرر مجلس الأمن الدولي بناء على طلب من الأردن و تركيا عقد اجتماع طارىء لبحث تداعيات الهجوم البري على غزة، هو الثاني منذ بداية الحرب الحالية في القطاع، و كان مجلس الأمن قد دعا بعد يومين من اجتماعه الأول الذي أخفق في التوصل من خلاله في اقتراح مبادرة لإنهاء الصراع إلى وقف لإطلاق النار في تصريح بالاجماع، و تأسف الأمين العام الأممي أمس الأول لقيام إسرائيل بهجوم بري و طلب من إسرائيل الحرص على التقليص من عدد الضحايا المدنيين، بينما اعتبر الرئيس الفلسطيني أن الهجوم سيؤدي إلى مزيد من سفك الدماء، و سيعقد الجهود التي تبذل من أجل وضع حد للنزاع، و قد تلقى عباس مكالمة من البابا الذي تحادث مباشرة معه بخصوص ما يجري في غزة، وكان الحبر الأعظم قد دعا أيضا الرئيس شيمون بيريز في مكالمة هاتفية أمس إلى بذل جهود من أجل وقف الحرب في غزة. و قال رئيس الحكومة الاسرائيلية في اجتماع للحكومة أنه أعطى تعليمات بالتأهب لكي يتوسع نطاق العمليات العسكرية بطريقة ملحوظة و قال أنه لم يكن ممكنا تسوية مشكلة الأنفاق من خلال سلاح الجو فقط، و قال أن الأنفاق التي تسعى اسرائيل لتدميرها تستخدم للقيام بهجومات كبيرة على المدنيين في اسرائيل، و اعترف نتنياهو أنه لا توجد ضمانات بنجاح الحملة البرية بنسبة مئة بالمئة بينما الجيش الاسرائيلي يقوم بحربه الرابعة على قطاع غزة. و قد قتل أكثر من 1400 فلسطيني منذ بدء الحرب لكن ذلك لم يوقف المقاومة الفلسطينية عن توجيه قذائف تجاه اسرائيل. من ناحيتها أكدت حركة حماس على لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل أمس أن الهجوم البري الذي قام به جيش الاحتلال مآله الفشل. و قال "أن ما عجزت اسرائيل عن القيام به من خلال القصف الجوي و البحري و هدم البيوت على رؤوس أصحابها و استهداف المدنيين و خاصة الأطفال و ارتكاب جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية و ضد القانون الدولي لن ينجح في تحقيقه عبر الاجتياح البري و المزيد من العدوان، و أضاف مشعل أن المطلب الواضح للشعب الفلسطيني و قوى المقاومة هو وقف العدوان و العقوبات الجماعية على الفلسطينيين في قطاع غزة و الضفة الغربية و إنهاء الحصار بصورة نهائية".و كانت حماس قد اعتبرت الهجوم البري "خطوة خطيرة و غير محسوبة العواقب، و سيدفع الاحتلال ثمنها غاليا و أنها جاهزة للمواجهة". الدعوات الدولية لوقف اطلاق النار التي لم تتوقف منذ بداية اسرائيل حملتها على قطاع غزة، تواصلت مع بداية الاجتياح البري و طالب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين و الإيراني حسن روحاني أمس بوقف فوري للصراع في غزة و قال بيان للكرملين أن الرئيسان أجريا محادثة تيليفونية أكدا خلالها على "ضرورة الوقف الفوري للصراع في قطاع غزة، و اعادة بعث الحوار الإسرائيلي الفلسطيني" حسب ما جاء في بيان الكرملين.