بقلم: رأفت مرّة* فجر السابع من أكتوبر الماضي نفذت كتائب القسام عملية عسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي وجيشه ومستوطنيه في غلاف غزة اطلقت عليها كتائب القسام اسم (طوفان الأقصى) فحققت نتائج عسكرية وأمنية وسياسية مذهلة ورد الكيان الصهيوني بتنفيذ عدوان ارهابي ضد قطاع غزة مستهدفا المدنيين في قصف تدميري ممنهج اسفر عن استشهاد وجرح أكثر من 35 ألفا من اهالي القطاع وتدمير المنازل والمدارس وممارسة عقاب جماعي. ثم بدأ العدو الصهيوني قبل أيام قليلة عملية توغل بري عبر عدة نقاط في غرب وشرق قطاع غزة لما ادعى انه (استئصال حماس). نظرا لأهمية المعركة في غزة وتداعياتها على المنطقة والعالم يراقب العالم باهتمام نتائج العدوان الإسرائيلي البري وقدرات واداء كتائب القسام ومآلات المعركة بعدما وضعت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها كل ثقلهم في هذا العدوان إلى جانب الاحتلال.. سنحاول هنا ان نسلط الضوء على السيناريوهات المتوقعة لانهاء او توقف العدوان.. السيناريو الأول: يحقق الاحتلال أهدافه في القضاء على حماس. يقوم هذا السيناريو على افتراضية ان العدو الصهيوني الذي تعرض لزلزال (طوفان الأقصى) يخوض معركة هائلة بكل الاسلحة مدعوما من حلفائه الغربيين بدعم سياسي وعسكري وامني واعلامي ومالي تهدف إلى: سحق حماس والقضاء على المقاومة في غزة وتغيير خارطة الشرق الاوسط للأبد وتثبيت إدارة جديدة للقطاع. عوامل نجاح هذا السيناريو: معركة حياة او موت للاحتلال دعم غربي هائل صمت وتواطؤ عربي حشد عسكري ضخم تجاوز 350 الف جندي والاف الآليات اصرار الاحتلال على استعادة هيبته وصورته ظروف دولية غير مواتية لحماس يفتح الباب لنجاة نتنياهو والفريق الحاكم وهو فرصة لاستغلال التدمير الممنهج للقطاع للقضاء على حماس. عوامل فشل هذا السيناريو: ضعف اسرائيلي داخلي وصراعات كامنة ومعلنة انعدام ثقة داخل المؤسستين السياسية والعسكرية ضعف جهوزية جيش الاحتلال وتراجع روحيته القتالية وهو خارج من هزيمة مدوية في 7 أكتوبر شعور المجتمع الصهيوني بأن الحكومة تغامر من اجل انقاذ نفسها التفاف شعبي فلسطيني حول المقاومة رغم التضحيات مع رفض شعبي للنيل من حماس او لأي إدارة للقطاع بعيدة عن المقاومة قدرة المقاومة على افشال العدوان وضربه وانزال خسائر بشرية ومادية واسعة في قواته (اعترف العدو بأقل من 20 قتيلا في اليوم الاول) مع تفوق في الحرب النفسية والتجييش الاعلامي واقرار جهات عسكرية كثيرة بتفوق حماس الميداني في المواجهة البرية وقدرات رجالها يترافق مع وجود أكثر من 200 أسير لدى المقاومة واهم نقطة ان تتمكن حماس من إنزال خسائر بشرية كبيرة بالاحتلال ما يؤدي لازمة داخلية صهيونية جديدة. السيناريو الثاني: تحقق حماس نجاحا في القضاء على الاحتلال يقوم هذا السيناريو على فرضية بروز تحول استراتيجي لدى حماس يجعلها قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية واسعة ضد الاحتلال الإسرائيلي تكمل اهداف (طوفان الأقصى) مع احتمالية توسع دائرة المواجهة مع الاحتلال لساحات أخرى او إدخال عناصر جديدة في المواجهة. عوامل نجاح هذا السيناريو هي قدرة حماس على المناورة واستخدام اساليب جديدة تنقل المعركة للداخل الإسرائيلي وتحدث كوارث جديدة للاحتلال على شكل 7 أكتوبر. عوامل ضعف هذا السيناريو: وجود توازن عسكري لصالح الاحتلال بعدما تيقظ واستنفر وحشد ضعف أداء ساحات عمل مقاوم كان يؤمل منها التماهي أكثر مع عملية (طوفان الأقصى) تعقيد الوضع السياسي في المنطقة قطع الطريق على اي مبادرة للحلول اي لوقف العدوان الإسرائيلي استنزاف أكثر لجهود المقاومة والوضع الإنساني في قطاع غزة وتحييد احتمالية تقديم إغاثة عاجلة للقطاع. السيناريو الثالث: الاقرار بالواقعية والاكتفاء بما تم والعمل للخروج بحلول مقبولة يقوم هذا السيناريو على قاعدة اقرار اطراف المواجهة بما حققته حركة حماس من ضربة مزلزلة للاحتلال الإسرائيلي والرد الصهيوني الاجرامي على المدنيين والمجتمع في قطاع غزة وشكل ومستوى التوغل البري الصهيوني والتعقيدات الكامنة خلف احتمال إطالة الازمة. عوامل نجاح هذا السيناريو: اقتناع الإدارة الأمريكية بحجم ما قدمته من دعم سياسي وعسكري للاحتلال مقابل محدودية قدرته على تحقيق نصر عسكري ساحق كما يأمل ضد حماس تطويق اي احتمال لتمدد المواجهة إلى ساحات أخرى الاخذ بالاعتبار مخاطر استمرار الازمة والعنف الإسرائيلي على العالم الذي ينتفض وترفع المنظمات الدولية صوتها ضد الارهاب الإسرائيلي الحرج الذي تشعر به دول اقليمية مؤثرة من استمرار او اتساع المعركة الاخذ بعين الاعتبار وجود اسرى لدى حماس اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية القلق الامريكي من المزيد من الاستثمار الصيني الروسي بروز عوامل قلق داخلي في الكثير من المجتمعات والدول الحليفة لواشنطن خوف واشنطن من استهداف مصالحها في المنطقة بعد هذا الدعم اللامتناهي لنتنياهو وهذه المجازر ضد المدنيين. عوامل ضعف هذا السيناريو: تطرف إدارة بايدن في دعمها للاحتلال ما عقد الازمة وصعب الحلول عدم قدرة الاحتلال على تحقيق نتائج حاسمة بارزة مصير نتنياهو وفريقه الحاكم وقيادته العسكرية والامنية وهو مصير يرعب هؤلاء ضعف الضغط العربي. في الترجيح ومع صعوبة الوضع نميل إلى السيناريو الثالث الذي هو أقرب إلى التحقق مع عدم إلغاء اي خيار طبعا. لقد حققت عملية طوفان الأقصى ضربة موجعة للاحتلال واضطرت واشنطن لتوفير حماية عاجلة له ومنحته وقتا كبيرا للرد وحسم المعركة. لكن حماس تمكنت من امتصاص العدوان البري واوجعت الاحتلال..بالتالي فإن المراهنة على انتصار الاحتلال يتراجع ويتهاوى. سيكون هناك فئة تدفع الثمن وليس هناك افضل من نتنياهو وفريقه رغم حساسية ذلك. سيتم العمل على تدفيع حماس ثمنا وهذا قد يكون من خلال الضغط الإنساني والاجتماعي الذي سببه ارهاب الاحتلال. من الممكن اللجوء لخطوات لتمرير الحلول عبر مبادرات كالتالي: 1..هدنة انسانية مؤقته يتم تمديدها من فترة لأخرى. 2..عملية تبادل لاطلاق الأسرى والمعتقلين تمنح الاحتلال نوعا من المكاسب المعلنة. 3..مبادرة سياسية انسانية واسعة على شكل مؤتمر سلام إقليمي او دولي يناقش القضية الفلسطينية وموقع قطاع غزة بما فيها شكل إدارة القطاع. ايا يكن شكل الحلول فإن حركة حماس حققت انجازا استراتيجيا كبيرا وان الكيان الصهيوني تعرض لهزيمة مدوية وعلى العالم أن يعترف بذلك.. نحن أمام عهد جديد تحصنه قيادة واعية ومقتدرة للمقاومة وتكتيت مقاوم متميز وتضحيات شعبنا وعطاء اهلنا في قطاع غزة صناع المجد..ومعهم كل شعبنا.