مراصد إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي شعراء الضاد يمجّدون بطولات وثبات الشعب الفلسطيني ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء وتنشرها تكربما لأصحابها وتوثيقا لإبداعاتهم وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليتعلم المبتدئون منهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود به قرائحهم... وليُنتقَى مِنها في مناهج التعليم وليَختار طلبة الجامعات دواوين وقصائد شعراء لأطروحاتهم. ***** الفضيحة! الشاعر عامر الرقيبة - العراق من أيِّ جُرحَيك ِ هذا النزف َ أبتدئُ؟! يا أمّة ً من عماها الناسُ قد هَزؤوا من جُرح ِ بغداد َ والديدانُ تنخرُه ُ أم جُرح ِ غزّة َ حيث اللحم ُ يهترئ ُ؟! يا أمّة ً ذنْبُها في كلّ مَقْتَلَة أنْ ليس تعرفُ ما يُجدي وما الخطأ ُ! أصواتُ أعناقِها للشَّجْب ِ عالية ٌ لكنّ أعناقَها في الرمل تختبئُ تستمرئُ السُّخْط َلكنْ محضَ جعجعة من غير طِحْن به الرّاحاتُ تمتلئُ أسيادُها ميكيافيليّون أفضلُهم مَنْ يستقيمُ على طغيانِه المَلأ ! كالنّار ِ تحسَبُهم إنْ صرّحوا وإذا نارُ الوغى لَفَحَتْ أفواهَهم هَدأوا! يا للفضيحةِ ! أنهارُ الكلام غدتْ مِنْ ذلِّنا يشتكي من نَتْنِها الحَمَأ ! والموتُ في أعين الأطفال منغرز ٌ في غزّة ليت عينَ الموتِ تنفقئ ُ ما جئتُ أبكي هنا بل جئتُ معترفاً أنّا على حائط الأحزان نَتَّكِئُ سبعونَ عاماً وهذا الداءُ يعصرُنا حتّى ترشّحَ من أجسادنا الصّدأ ُ سبعونَ لا هدهدٌ يأتي فيُصْدِقَنا قولاً ولا آمنتْ من بعدها سَبَأُ ! إنّي بدأتُ أشكّ الآن َ في لغتي فالحرفُ للصدق في أزمانِنا ظَمِئ ُ نبكي ضحىً في المقاهي حالَنا وإذا جاء المساءُ إلى الإفساد ِ ننكفئ ُ نهجو الذئابَ وننسى أنّنا بَددٌ في كلّ صوب خروفٌ ثَمَّ أو رَشَأُ ُ هلْ ثَمَّ أرضٌ وراء الكون نسكنُها غير التي فوقَها أقدامُنا تَطأُ ؟! فلْيُنبتِ الجرحُ في أوطانِنا حُلماً في ظلّه من صقيع الظلم ِ ندّفِئُ ولنصبرنّ فآلامُ الشعوب إذا صارتْ جبالاً سيأتي بعدها النبأ ُ!. *** معراج الوصول الشاعر الدكتور عمر خلوف - سوريا لِغَزَّةَ خُذْني... تاقَتِ النفْسُ للأغْلَى فَغَزَّةُ بابُ الوَصْلِ لِلمَلأِ الأعْلَى وغَزَّةُ معراجُ الوصولِ ودَرْبُهُ وغَزَّةُ عنوانُ الجِهادِ وما أَبْلَى وغَزَّةُ ظِئْرُ الِعزِّ والمجْدِ والعُلا فلا عقِمَتْ رِحْماً ولا عَدِمَتْ بَذْلا مآذِنُها مَدَّتْ إلى اللهِ إصْبَعاً عزيزاً... فلا رَدَّ العزيزُ لها سُؤْلا خذوني إليها.. أُشْعِلُ الحرفَ جَذْوَةً وأجمعُهُ مَعنًى مُضيئاً وإنْ قَلّا وأرسُمُ فيه الجُرْحَ ثغْراً ووردةً وأرسمُ لونَ الجرْحِ في نزفِهِ فُلّا تَجاوزْ بِيَ الأسْوارَ.. بالذُّلِّ شُيِّدَتْ وجُزْ بي إلى حيثُ المكارمُ تُسْتَجْلَى إلى حيثُ صَلّى الرُّسْلُ خلفَ إمامِهمْ لأَكْحُلَ بالآياتِ عَيناً بها تُجْلَى وأسجُدَ في محرابِ غَزَّةَ سَجْدةً أبوءُ لَها بالشكْرِ والنّعمةِ المُثْلَى هنا (هاشمٌ) جَدُّ العروبَةِ راقدٌ ونَجْمٌ زَهَا (بالشافعيِّ) وما أَمْلَى هنا الشيخُ (ياسينٌ) رَمَى العَجْزَ جانباً وسابَقَ كلَّ الراحلين إلى الجُلَّى وعَرِّجْ على (القَسّامِ).. عال جَبينُهُ أُقَبِّلُ منهُ الوَجْهَ واليَدَ والرِّجْلا وأفدي بها أمَّ الشهيدِ مَجيدةً بما عَلَّمَتْنا الصَّبْرَ وامتلأَتْ نُبْلا وأفدي شهيداً قَبَّلَ التُّرْبُ ثَغْرَهُ دَعَا باسمِهِ اللهَ العظيمَ فما ضَلّا هُنا غزَّةٌ.. أهلي ورَبْعي ومَحْتِدي ومَوئِلُ أجدادي وإرْثي الذي غُلّا وَشائِجُها بالشامِ مَدَّتْ جُذورَها إباءً... وجُرْحاً نازِفاً جَمَعَ الشَّمْلا أتيتُ لَها مِنْ قلعةِ الشامِ فارِساً وسَيفٌ بكَفّي مِنْ (أميّةَ) ما كَلّا خيولي على أبوابِها الصُّمِّ حَمْحَمَتْ وسَيفي على أسوارِها الشُّمِّ قد سُلّا خذوني لَها.. ضاقَتْ بصمت وخِسّة لأَنْهَلَ من تسنيمِ عِزَّتِها المُثْلى خُذوني لها.. تصلَى المآسِيَ وحْدَها وقد سامَها الخذلانَ مَنْ ذَخَرَتْ أهْلا كفرتُ ادّعاءَ القومِ نَخْوةَ يَعْرُب ويَعرُبُ منهمْ قد تَبَرَّأَ واستعْلَى أجادوا لِسانَ العُرْبِ.. لَغْواً مُنَمَّقاً ورَبَّبَهُمْ (صهْيونُ) في مَهْدِهمْ طِفْلا أقاموا على قَصْف ولَهْو .. وأغْمَضوا عيوناً.. خَزاها الله كمْ عَدِمَتْ فَضْلا كفرتُ بسلطان تولّى بركنِهِ وقد كان مِنْ قَبْلُ المُمانِعَ والفَحْلا يرَى كلَّ يوم ما يُفتِّتُ أكْبُداً تَبَلَّدَ منه الحِسُّ فاستعذَبَ الذُّلّا كفرتُ بكذّابِ الرّوافضِ ما ادّعَى صُموداً.. وقد أوهَى بأطفالنا قتْلا كفرْتُ بشيخ كفَّرَ اليومَ غازياً فقد ساءَنا قولاً وقد ساءَنا فِعْلا سأتركُ خلفي إرْثَ خَوف وذلّة تخلّفَتِ السِّتُّون عن حَمْلِها ثقْلا وأُبْدي اعتذاري.. إنْ بدَوْتُ مُقَصِّراً فما لي سوى شعري المُجاهِدِ أنْ يُتْلَى. *** يا كاتب الشعر.. الشاعر أحمد جنيدو - سوريا يا كاتبَ الشِّعرِ خذْ أسماءَنا شددا في كلِّ حرف غدتْ أسماؤنا بلدا واحفرْ على أسطرِ المعنى حكايتَنا في معولِ الحرفِ معنانا روى أبدا إيَّاكَ أنْ تُكثرَ الأحلامَ في ألم إيَّاكَ أنْ تُقنعَ الإحساسَ منفردا فالحرفُ صومعةٌ كمْ آمنتْ كتبٌ وكمْ يشوِّهُ بالأشعارِ منْ بُردا! كنْ والداً كنْ وجوداً آخراً نضحاً كنْ أمَّةً كنْ عطاءً كنْ لنا ولدا كنْ حارقاً كنْ ملاكاً حالماً دمثاً كنْ عالماً كنْ سلاماً كنْ بنا عضدا واربطْ إزارَكَ حولَ البطنِ جائعةً جوعُ الحروفِ تمطَّى صبرَنا أمدا للشِّعرِ خاصرةٌ قدْ تنثني وجعاً وقدْ تكونُ دروعاً أو تكونُ يدا للشِّعرِ ملحمةٌ صاغتْ حضارتَنا أصيغُها في صراع جائراً غَرِدا يا كاتبَ الشِّعرِ قفْ فوقَ الضَّريحِ غداً ما أبشعَ الشِّعرَ إنْ لمْ يستعدْكَ غدا أضعتَ نفسَكَ في الإغواءِ توهمُها فالشِّعرُ لا ينجبُ الأرماسَ إنْ ولدا فجملةُ الثِّقةِ العمياءِ فارغةٌ بُخسُ الكلامِ منَ التَّأويلِ لنْ يلدا ولو تظنَّ سطورَ الحبِّ عابرةً فاعلمْ بأنَّ حروف الحبِّ لنْ تقدا إنَّ الحقيقةَ عندَ الظُّلمِ قاتلةٌ و صوتُها قدْ يهزُّ الظُّلمَ ما ارتعدا في الشِّعرِ أنتَ أنا ربطُ الأنا بأنا وحالةٌ مَنْ على الفوضى بها انفردا في الشِّعرِ بعضُ جنون كلُّهُ خبلٌ في الشِّعرِ تاريخُنا حيثُ الرواةُ صدى يا كاتبَ الشِّعرِ غيَّرْ نزعةً ملكتْ أحلامَنا و ثنايا الرُّوحِ و الخُلُدا غيَّرْ بدايتَنا أو دورةً خدعتْ عقولَنا شكلَنا أفكارَنا و مدى وارفعْ حِرابَكَ للباغينَ توقفَهُمْ لا شعرَ يبقى إذا الباغي بهِ وجدا اكتبْ مشاعرَنا أطوارَنا رُسلاً اكتبْ رسائلَنا فالصَّوتُ لن يردا في عالمِ الجهلِ ينمو الجَورُ مبتكراً فاصرخْ بحقِّكَ كنْ للغاصبينَ ردى أحرِّرُ الحرفَ منْ قيد يكبِّلُهُ ما أعظمَ البوحَ إنْ في الذَّرياتِ بدا سَيفاً يصولُ بساحاتِ الوغى أملاً ويُعجزُ الخوفَ في أعماقِنا أبدا سطِّرْ جوارحَنا ثكلى الوجوهِ بدتْ منْ متنِكَ الحرُّ نحو المجدِ قد صعدا يا سيِّدي الشِّعرِ إنِّي شاعرٌ نزقٌ شعري رسولٌ إلى الغاوينَ ما وردا بلْ صاحَ في ساحةِ الأحرارِ يلهمُهُمْ في نزفِهِ جَرَحَ التَّاريخَ والبلدا في جُرحِهِ شُعلةُ الإيمانِ طارحةٌ ولمْ أكنْ فارغاً حتَّى الفراغُ هُدى أنا الحروفُ أنا الأسماءُ كلُّهُمُ منْ مثلِنا في سجونِ الحرفِ قدْ وجدا؟. *** أَينَ ضَمِيرُكُمْ؟! الشاعر يوسف الحمله - جُمهورية مصر العربية صَرَخَ الضَّمِيرُ وَحُطَّ مِنْ عَلْيَائِهِ مُتَنَازِلاً عَنْ عَرْشِهِ وَسَمَائِهِ فَقَدَ الوِفَاقَ مَعَ القُلُوبِ بِإِفْكِهَا وَجَدَ النِّفَاقَ يَزِيدُ مِنْ أٌعْبَائِهِ إِنْ ثَارَ ثَارُوا حَولَهُ فِي زَهْوَة يَتَنَافَسُونَ عَلَى انْحِنَاءِ لِوَائِهِ مَرَّ الضَّمِيرُ بِخِطَّة مَحْبُوكَة وَقُلُوبُنَا لَعِبَتْ عَلَى إِقْصَائِهِ نُصِبَتْ لَهُ الأَغْلَالُ تَحْتَ مَظَلَّة العَدْلُ فِيهَا مُبْتَلَى بِقَضَائِهِ العَدْلُ ذَاقَ مَعَ الضَّمِيرِ فِرَاقَهُ وَالعَينُ تَبْكِي لِانْطِفَاءِ ضِيَائِهِ وَالمُبْتَلَى بِالإِفْكِ ضَلَّ بِسَعْيِهِ حَتَّى غَدَا وَالنَّارُ فِي أَحَشَائِهِ يَا أُمَّةَ الإِسْلَامِ أَينَ ضَمِيرُكُمْ؟ هَلْ بِالخَنَا مَمْنُوعُ مِنْ إِسْرَائِهِ؟ مَا غَرَّكُمْ فِي سَيرِكُمْ فَوقَ الثَّرَى فَجَمَاجِمُ المَاضِينَ فِي أَجْزَائِهِ مَنْ مَاتَ فِيهِ ضَمِيرُهُ فَلْيَنْتَظِرْ غَضَبٌ مِنَ الرَّحْمَنِ قَبلَ لِقَائِهِ. *** صرخةُ التَّاريخِ الشاعر خيرات حمزة إبراهيم - سوريا يا صرخةَ التَّاريخِ والأزمانِ يا ذلَّ منْ أمسى بغيرِ كيانِ ياخجلةَ الأجيالِ قد أخلى بها حلمٌ تبدَّدَ بعد طولِ عنانِ سرقَ الغرابُ فضيلةً كانت تُرَى في كلِّ ركن شاهق متفاني وتزيَّنَ الوهمُ اللدود كإنَّهُ بابُ الحقيقةِ موصدٌ بدخانِ بالأمسِ كنَّا نعتلي آفاقنا بتنا نُجزُّ بلعنةِ الأوطانِ والمجدُ مُذ باعَ الكريمُ خصالهُ أُلقى بهِ في حسرةِ الأحزانِ داسَ المهانُ على فصولِ حكايتي فتصدَّعتْ في مهدها أشجاني فالوكْبُ لا يؤتى بنوحِ صبيَّة والظلمُ لايُرثى بسحرِ بيانِ عتبي على قومي حنينَ مواجع والسَّخطُ يأكلُ من مدى حسباني واللومُ يبكي من أنينِ مغبَّتي الوهنُ حلَّ بخطوتي ولساني بالقولِ لانرجو سموَّ مكانة القيدُ ضاقَ بقسوةِ السَّجَّانِ يُثنى الحديدُ بجمرة ملتاعة والسَّدُّ شُقَّ بثورةِ الطُّوفانِ. *** أين الغيارى!؟ الشاعر أسامة قائد القطاونة - الأردن تين الخلائف قولها وفعالها؟! أين الأئمة دينها وجلالُها؟! أين العروبة عزها ورجالها؟! وخيولها للفتح لجّ صيالها؟! أين الصوارم فريها ونكالها؟! أين الردينيات أين ظلالها؟! أين العقاب أما له من رافع ؟! أين الخلافة أين غاب هلالها؟! أين الكماة إذا المنايا أسفرتْ ركبوا وما هالتهمُ أهوالُها؟! أين الجيوش ولو زحفن لبلدة لتزلزلت من زحفهن جبالها؟! إن قيل يا لله يا خيل اركبي لبى النداء خفافها وثقالها أين الزمان زمان عز فائتٌ أيام تحمي المسلمينَ نصالها؟! بل ألف أين لا جواب لسائل لكنْ تُعاد وما يُملُّ سؤالها لهفي على أشراف أمة أحمد إذ سادها بعد الإبا أرذالها لهفي عليها ضاع مجد تالد وأضاع هدي المصطفى ضُلالها يا ابن الوليد ألا تكر لنجدة إن الحرائر تُستباحُ حِجالها! استنفري خيل الإبا يا أمةً ما ذل إلا للجليل رجالها إن ضاقت الفلوات عن إحضارها فضلوعنا يوم النداء مجالها ذي أرض غزة صمنا تعوالها والكف تقصر والعيون تطالها ما كان من جوع ولا برد العرا لكن على أعراضها تهمالها هلّا استعضنا بالسلاح عن البكا قد آن أن ترد العلا أبطالها؟! إن هاجت الريح العقيم فإننا بالدمّ نثقلها وذا إحبالها أعراض نسوتنا تهتك ليتنا متنا وعز على النسيم نوالُها أين الغيارى إنهن ذعرننا لكن يَصمُّ عن الندا خُذّالها؟! وجيوشنا ما إن تزال بنومها شُدت عليها لحفها وجِلالها هل هانت الأعراض أمة أحمد ما عاد يذعرُ مسلما إذلالها؟! إني برئت إلى العظيم أقولها لو كان ينفع قاعدا تقوالُها سالت عيونٌ ما ترف لفاجع لكن لعجز حل لي تهطالها سحت عيون كان عندي هينًا دون الدموع عَوراها وسِمالها.