قتل عشوائي وتجويع وتشريد.. بنو صهيون يتوحّشون في غزّة تستمر معاناة أهل القطاع مع استمرار انعدام دخول المساعدات حيث أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن آخر مرة تمكنت فيها من إيصال المساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزّة كانت قبل شهر سياسيا قال مصدر قيادي في حركة حماس إن أجواء التفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة التبادل لا تعبر عن الحقيقة مؤكدا أن قتل الشعب الفلسطيني جوعا شمال قطاع غزّة جريمة إبادة تهدد مسار المفاوضات برمته من جهته أكد بنيامين النتن ياهو عزمه تأجيل عملية رفح إذا تم التوصل لصفقة تبادل الأسرى في حين أكدت واشنطن أن الوسطاء توصلوا إلى تفاهم بشأن الملامح الأساسية لهذه الصفقة. ق.د/وكالات قدّم جيش الاحتلال خطّة لإجلاء المدنيّين من مناطق القتال في غزّة حسب ما أعلن عنه أمس الاثنين مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فيما كان الاحتلال قد توعّد الأحد بشنّ هجوم برّي على مدينة رفح المكتظّة في جنوب القطاع رغم المفاوضات الجارية للتوصّل إلى هدنة جديدة في الحرب ضدّ حماس. وقال مكتب نتنياهو في بيان مقتضب إنّ الجيش قدّم لمجلس الحرب خطّة لإجلاء السكّان من مناطق القتال في قطاع غزّة فضلا عن خطّة العمليّات المقبلة من دون أن يخوض في تفاصيل. يأتي ذلك في وقت قال نتنياهو الأحد لقناة سي بي إس الأمريكيّة إنّ التوصّل إلى اتّفاق هدنة لن يؤدّي إلّا إلى تأخير الهجوم على مدينة رفح التي يتجمّع فيها ما يقرب من مليون ونصف مليون مدني على الحدود المغلقة مع مصر وفق أرقام الأممالمتحدة. وصرّح نتنياهو إذا توصّلنا إلى اتّفاق فستتأخّر (العمليّة) إلى حدّ ما لكنّها ستتمّ مضيفا إذا لم يحصل اتّفاق فسنقوم بها على أيّ حال. يجب أن تتمّ لأنّ النصر الكامل هو هدفنا والنصر الكامل في متناول اليد – ليس بعد أشهر بل بعد أسابيع بمجرّد أن نبدأ العمليّة . وبينما تستمرّ المحادثات في قطر يحتدم القتال بين جيش الاحتلال وحماس خصوصا في مدينة خان يونس المدمّرة على بُعد بضعة كيلومترات شمالي رفح. وأحصت وزارة الصحّة التابعة لحماس الأحد سقوط 86 شهيدا خلال 24 ساعة في أنحاء القطاع الفلسطيني. يستمر الوضع الإنساني في التدهور في القطاع حيث بات حوالي 2 2 مليون شخص هم الغالبيّة العظمى من سكّانه مهدّدين بخطر مجاعة جماعيّة وفق الأممالمتحدة. ويخضع إدخال المساعدات إلى غزّة لموافقة الاحتلال ويصل الدعم الإنساني الشحيح إلى القطاع بشكل أساسي عبر معبر رفح مع مصر لكنّ نقله إلى الشمال صعب بسبب الدمار والقتال. نتيجة ذلك دفع نقص الغذاء مئات الأشخاص إلى مغادرة شمال القطاع حيث يوجد 300 ألف شخص باتّجاه الوسط وفق ما أفاد مراسل لوكالة فرانس برس الأحد. وقال المفوّض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إنّه لا يزال ممكنا تجنّب المجاعة في غزّة إذا سمح الاحتلال للوكالات الإنسانيّة بإدخال مزيد من المساعدات. وأضاف لازاريني عبر منصّة إكس إنّها كارثة من صنع الإنسان وقد التزم العالم بعدم السماح بالمجاعة مجددا . *سياسة التجويع بين من غادروا شمال القطاع سمير عبد ربّه (27 عاما) الذي وصل من جباليا إلى النصيرات صباح الأحد نازحا بسبب الجوع مع زوجته وطفلته التي تبلغ عاما ونصف عام. وقال لوكالة جئت مشيا من شمال غزّة من عزبة عبد ربه... لا أستطيع أن أصف كمية المجاعة هناك... عندي بنت صغيرة عمرها عام ونصف لا يوجد حليب. أحاول أن أطعمها الخبز الذي أصنعه من بقايا العلف والذرة لا تهضمه لا مغيث أملنا كبير فقط بربّنا . من جهته قال مصدر قيادي في حماس قتل شعبنا بالتجويع في غزّة وشمالي القطاع جريمة إبادة جماعيّة تهدّد مسار المفاوضات برمّته . اندلعت الحرب في 7 أكتوبر بعدما نفّذت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب الاحتلال أسفر عن مقتل 1160 شخصا وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسميّة. كما احتُجز خلال الهجوم نحو 250 أسيرا يقول الاحتلال إنّ 130 منهم ما زالوا في غزّة ويُعتقد أنّ 31 منهم لقوا حتفهم. وأكّد جيش الاحتلال مقتل الجندي عوز دانيال (19 عاما) الذي ما زالت جثّته محتجزة لدى حماس وفقا لمنتدى الرهائن والعائلات المفقودة الذي ذكر أنّ عوز قتل خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر. وردا على الهجوم تعهّد الاحتلال القضاء على حماس التي تحكم غزّة منذ 2007 والتي يصنّفها الاحتلال والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظّمة إرهابية . ويردّ الاحتلال على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزّة وبعمليّات برّية منذ 27 ما تسبّب باستشهاد 29692 فلسطينيا غالبيتهم العظمى مدنيّون وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة. وتعلن الوزارة عن سقوط نحو مئة شهيد يوميا في القطاع نتيجة القصف. *الاحتلال ارتكب 19 نوعاً من جرائم الحرب في غزّة الى ذلك أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أن جيش الاحتلال ارتكب 19 نوعاً من جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية المخالفة للقانون الدولي ضد المدنيين الفلسطينيين شاملة القتل والتجويع والاعتقال والترحيل القسري وتدمير القرى والبلدات والبنايات السكنية مستخدمًا في ذلك أسلحة محظورة دولية. والنوع الأول من الجرائم هو القتل العمد حيث قتل الاحتلال 30 000 مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء الثاني التعذيب والمعاملة اللاإنسانية حيث تم توثيق اعتقال 2 600 مواطن. أما النوع الثالث وفق المكتب فهو الترحيل أو النقل القسري إذ أجبر الاحتلال مليوني فلسطيني على النزوح القسري والإجباري من منازلهم ومناطق سكناهم. وتحدث المكتب عن أخذ رهائن والهجوم على المدنيين أو الأهداف المدنية والاعتداء على كرامة الأشخاص والتجويع كأسلوب من أساليب الحرب وإلقاء70 000 طن من المتفجرات على البيوت الآمنة والإخفاء القسري والتدمير العشوائي ونهب الممتلكات العامة أو الخاصة واستهداف وتدمير الممتلكات الثقافية والمعالم التاريخية واستهداف المستشفيات والوحدات الطبية. وتحدث التقرير كذلك عن جريمتين ضد العدالة وأشار إلى الاعتقال التعسفي والتجسس والغدر واستخدام الأسلحة المحظورة. في حين وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قتل قوات الاحتلال مدنيين فلسطينيين عند حاجز وادي غزّة وسط غزّة بعد إجبارهم على النزوح من مدينة غزّة إلى منطقة المواصي. وتحدث في تقرير عن مقتل وإصابة 30 فلسطينياً بعد استهدافهم خلال تجمعهم في انتظار شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزّة. كما وثق شهادات مروعة عن إطلاق الدبابات قذائف مدفعية وأعيرة نارية باتجاه أكثر من 300 مدني كان معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ يوم الخميس الماضي.