في سابقة لم تحدث من قبل، أعلنت سيّدة فرنسية من أصل مغربي ترشّحها للانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا التي ستُجرى العام المقبل 2012 لمنافسة الرئيس الحالي اليهودي نيكولا ساركوزي على كرسي الرئاسة· المفاجأة المدوّية لم تكن في كونها سيّدة فهذا الأمر ليس بالغريب في دولة أوروبية مثل فرنسا تعلن احترامها لحقوق الأنسان والمساواة بين الرجل والمرأة على كافّة الأصعدة، لكن المفاجأة الكبرى في كون السيّدة مسلمة ترتدي النّقاب في فرنسا التي شنّت حربا بلا هوادة فيها على المنتقبات واعتبارها النّقاب رمزا لإذلال المرأة· وذكرت وسائل إعلام فرنسية بينها (لو بوان) و(لو فيغارو) أن (كينزا دريدر) البالغة من العمر 32 عاما، والتي تضع النّقاب منذ 13 عاما وتعتبر من المدافعات عنه في فرنسا على الرغم من قرار حظر النّقاب في فرنسا، أنها أعلنت ترشّحها لانتخابات الرئاسة الفرنسية لعام 2012 المقبلة من مدينة مو، مقرّ أمين عام حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية جان فرنسوا كوبيه الذي شارك في إعداد قانون حظر النقاب· وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في تصريحات سابقة له هاجم النّقاب بشكل أثار غضب جميع المسلمين بفرنسا، حيث قال: (النّقاب ليس رمزا دينيا لكنه رمز لإذلال المرأة)، مؤكّدا أن ارتداءه غير مرحّب به في فرنسا، قائلا: (لا يمكن أن نقبل في بلادنا نساء سجينات خلف سياج ومعزولات عن أيّ حياة اجتماعية ومحرومات من الكرامة)· ويدعّم دريدر رجل الأعمال رشيد نيكاز الذي كان قد تعهّد بدفع الغرامات التي تفرض على النّساء المنتقبات بموجب قانون الحظر، فقد دفع الأربعاء الماضي جميع الغرامات المتوجّبة على النّساء لارتدائهن النّقاب في فرنسا وبلجيكا· فمنذ تطبيق فرنسا وبلجيكا لقانون منع ارتداء النّقاب في الأماكن العامّة هذا العام، أعلن نكّاز استعداده لنجدة النّساء المنقّبات في إطار جمعية (لا تمسّ دستوري) التي أسّسها نكّاز، فقد أنشأ صندوقا يحمل اسم (الدفاع عن العلمانية والحرّية) خصّص له مبلغا بقيمة مليون أورو الهدف منه دفع الغرامات في حقّ النّساء لارتدائهن البرقع في الأماكن العامّة في أيّ مكان من العالم· وأوضح نكاز أنه يشجّع القوانين التي تمنع الرجال من فرض النّقاب قسرا على زوجاتهم، والذين يمنعون زوجاتهم من الخروج من المنزل، (لكنني أرفض القوانين التي تحرم النّساء من حرّية الاختيار)، مؤكّدا أنه يجب إعطاء المرأة كافّة الحرّية بالتجوّل، سواء كانت منتقبة أم لا·