بات التسول حرفة من لا حرفة له تدر عليه أرباحا طائلة، وبعد التموقع بجانب المساجد والمحلات والأسواق إلى غيرها من الأماكن راح البعض إلى حد المغامرة بالحياة بعد أن أصبح التسول ممارسا حتى في الطرق السريعة التي أضحت مرتعا خصبا للمتسولين بحيث باتوا يحومون بين السيارات وينتهزون الاكتظاظ الذي عادة ما تشهده الطرقات للانتقال من سيارة إلى أخرى. وهو السبيل الذي انتهجه العديد من المتسولين من الجنسين رجالا ونساء من مختلف الأعمار الأمر الذي أزعج السائقين الذين لم يكفهم همّ وغمّ زحمة الطرقات حتى يقابلهم هؤلاء المتسولون ويلحون عليهم بمدهم يد العون بغية جمع الصدقات ومن السائقين من يذهبون إلى التصدق عليهم ويمتنع عن ذلك الآخرون خاصة وأنهم على يقين من صفة الانتهازية التي تطبع اغلبهم بعد أن صار التسول حرفة يمتهنها البعض من اجل الكسب السهل والسريع دون بذل أدنى جهد. في هذا الصدد زرنا بعض الطرقات السريعة وانتهزنا الاكتظاظ من اجل الوقوف على تلك الظاهرة التي باتت تشهدها طرقاتنا السريعة التي ألمت بمختلف الظواهر المشينة والغريبة التي تصل في بعض الأحيان إلى حد المغامرة بالحياة فأبان الكل دهشتهم من انتشار تلك الآفات على مستوى الطرقات السريعة فبعد امتهان التجارة من طرف الأطفال الصغار وحتى الكبار على مستواها، راح المتسولون يقتحمونها في الآونة الأخيرة بعد أن جرت بينهم حرب المواقع لكي تختار فئات منهم الطرقات السريعة كونها صفقة مربحة في ظل العدد الهائل من السيارات سيما الفخمة منها والتي تزيد من حظوظهم في كسب الصدقات كونها تلوّح بالحالة المادية الميسورة لممتطيها. عن هذا قال السيد رضوان انه عادة ما يصطدم بذلك الموقف ويدهشه خاصة وان بعض المتسولين من الجنسين أضحوا يغامرون بحياتهم في سبيل جلب بعض الصدقات ولو كانوا يجنونها لهان الأمر فاغلب الناس تفطنوا لخداعهم واحتيالهم من اجل جمع المال واكل أموال الناس بالباطل وأضاف انه شخصيا لا يتصدق عليهم لاسيما وانه انعدمت ثقته بكل المتسولين إلا من رحم ربي. أما السيدة نوال فقالت أنها بالفعل عادة ما تتصادف بأحدهم أثناء قيادتها للسيارة وهو يطلب الصدقة وحالتهم المزرية وكذا مغامرتهم بحياتهم في ظل تلك الزحمة يجعلها تتصدق عليهم من حيث لا تدري أحيانا فهي تشفق لحالهم كثيرا وكان من الأولى عدم المغامرة بالحياة على مستوى تلك الطرقات السريعة التي باتت تملاها حوادث المرور فهؤلاء هم معرضون للخطر في أي دقيقة. والغريب في الأمر انه صارت طرقاتنا السريعة مكانا للعبور ومكانا لممارسة التجارة ولممارسة التسول أيضا في وقت اختلط فيه الحابل بالنابل وأصبح البعض يقدمون على بعض التصرفات والأفعال من دون أن يعوا الأخطار الكبيرة المتربصة بهم وبعد وقوع الفأس في الراس يندمون حيث لا ينفع الندم.