حملت الجولة الأخيرة من الإقصائيات المؤهّلة إلى أمم إفريقيا 2012 عدّة مفاجآت أبرزها خروج نيجيريا وجنوب إفريقيا وتأكيد خروج الجزائر والكاميرون ومصر، كما شهدت تأهّلا مستحقّا للمغاربة وعودة ليبيا إلى الساحة القارّية رفقة السودان· ونرصد أبرز النتائج العربية، والتي تراوحت بين خيبة الأمل والفرح بين المنتخبات الستّة المشاركة في التصفيات حيث تأهّل 4 وخرج اثنان· ** مصر: نهاية مرحلة حفظ المنتخب الأولمبي المصري ماء وجه كرة القدم المصرية حين دكّ شباك النّيجر في المرحلة الأخيرة بثلاثية ولعب بشرف ليمنح حامل الرّقم القياسي في الفوز باللّقب 7 مرّات وحامل لقب النّسخة الماضية فوزه الأول في التصفيات دون أن يمنعه من تذيل المجموعة السابعة· وخرجت مصر عمليا في الجولة الرابعة بعد التعادل مع جنوب إفريقيا بالقاهرة حيث تم فك الارتباط بالمدرب حسن شحاتة والذي قاد الفريق المصري ل 3 ألقاب متتالية وفشل في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010· ويشكّل الإقصاء فرصة للمدرّب الجديد الأمريكي برادلي لبناء منتخب جديد وجيل جديد يعوض الجيل الذهبي الذي قاده الحارس عصام الحضري ووائل جمعة وأحمد حسن وأبو تريكة، مع ضرورة الخروج من نفق القارية نحو العالمية عبر تأهيل المنتخب المصري لكأس العالم 2014· وتجدر الإشارة إلى أن المنتخب المصري شارك في نهائيات أمم إفريقيا 22 مرّة، وهو رقم قياسي كذلك، حيث لم يغب سوى في 5 مناسبات وهذه هي المرّة السادسة· ** المنتخب اللّيبي بعد غياب ستّ سنوات هزم المنتخب اللّيبي ظروف البلد غير المستقرة وبلغ نهائيات أمم إفريقيا للمرة الثالثة في تاريخه، حيث نظّم نسخة 1982 وبلغ نهائيات 2006 في مصر· وتمكّن المنتخب الليبي من العودة بنقطة التعادل من زامبيا ليحتل الصف الثاني في المجموعة الثالثة ب 11 نقطة، لكنه كسب 8 نقاط من صاحبي المركزين الأول والثالث ليحتل الصف الأول في قائمة أفضل الثواني ويتأهّل إلى (كان)· ورغم الوضع غير المستقرّ في البلد نتيجة الثورة التي أطاحت بنظام العقيد معمّر القدافي، فقد تمكّن المنتخب بقيادة البرازيلي باكيتا من الفوز على موزمبيق في القاهرة في الجولة الخامسة والتعادل مع زامبيا في الجولة السادسة رغم توقف النشاط الكروي الليبي وحتى محترفيه بالدوري التونسي لم يكونوا في أحسن الأحوال· ** عودة المغرب إلى العرس الإفريقي حصد المنتخب المغربي بطاقة العبور لأمم إفريقيا للمرة الرابعة عشر بعد تصدره المجموعة الرابعة برصيد 11 نقطة مسجلا 8 أهداف ودخل مرماه هدفين· ويعتبر المغرب البلد العربي الوحيد الذي تصدر مجموعة في الإقصائيات لكون تونس وليبيا والسودان احتلت كلها الصف الثاني وتأهلت· وبعد بداية متعثرة بتعادل سلبي مع إفريقيا الوسطى وسط مشاكل عدة بفعل تأخر البلجيكي غيريتس في الالتحاق بالأسود نتيجة عقده مع الهلال، تمكّن المنتخب من العودة بالفوز من تنزانيا في الجولة الثانية بهدف لمنير الحمداوي· ولم تكن بداية غيريتس مع المنتخب جيدة حيث تلقى الهزيمة بعنابة أمام الجزائر، لكنه تمكّن من إعادة الأمور إلى نصابها بعد رباعية مراكش أمام نفس المنافس قبل أن يتجنّب الأسوأ ببانغي ويعود بتعادل سلبي أمام إفريقيا الوسطى ويهزم تنزانيا في الجولة الختامية ويبلغ النهائيات· ويملك المدرّب البلجيكي حظّا كبيرا في التدريب، فهو مدرّب تتبعه الألقاب ويفكّر من الآن في الفوز بأمم إفريقيا المقبلة حسب تصريحه بعد نهاية آخر مقابلة، وسيكون اللّقب الثاني ل (أسود الأطلس) بعد لقب 1976· ** تونس تتأهّل بهدية من تشاد وجد المنتخب التونسي صعوبة بالغة في بلوغ نهائيات إفريقيا رغم كون المجموعة 11 كانت تضمّ 5 منتخبات وتؤهّل اثنين مباشرة· وتلقّى نسور قرطاج حامل لقب 2004 هزيمة في بداية التصفيات أمام بوتسوانا ثم تعادلوا بميدانهم أمام ملاوي لتستمر المعاناة بهزيمة ثانية من بوتسوانا وتعادل مع الملاوي· وفاز التونسيون على تشاد ذهابا وإيّابا وعلى الطوغو ذهابا وإيّابا، لكن تأهّلهم إلى (كان) كان بهدية ثمينة من منتخب تشاد الذي أجبر الملاوي على التعادل في الدقيقة الأخيرة (2-2) ليمنح بطاقة العبور للتونسيين للمرّة الخامسة عشر في تاريخهم· ويقود نسور قرطاج المحلّي سامي الطرابلسي الذي عوّض الفرنسي مارشال وتمكّن من إعادة الأمور إلى نصابها رغم توقّف الممارسة الرياضية في تونس نتيجة ثورة الياسمين ضد نظام زين الدين بن علي· ** الجزائر·· لعنة المونديال لم يكن التأهّل إلى المونديال الإفريقي فأل خير على المنتخب الجزائري، حيث اعتقد الجميع أنه بداية مرحلة جديدة لكرة القدم الجزائرية· وشكّلت رباعية نصف نهائي (الكان) بأنغولا أمام مصر أول جرس إنذار لم يتمّ التعامل معه بشكل جيّد وزاد الحضور الباهت في مونديال جنوب إفريقيا من المخاوف· وبدأت الجزائر الإقصائيات بتعادل (1-1) مع تنزانيا، وهي النتيجة التي أطاحت بالمخضرم رابح سعدان، لكن هزيمة بإفريقيا الوسطى ب (2 / صفر) عقدت الأمور في المشوار· وشكّل الفوز على المغرب (1-صفر) في عنابة بارقة أمل حاول الجزائريون التشبّث بها، لكن رباعية ملعب الحارثي بمدينة مراكش قضت على الأحلام بشكل كبير واضطرّ عبد الحقّ بن شيخة إلى المغادرة بعد قيادته ثعالب الصحراء في 3 لقاءات وعوّضه البوسني وحيد حليلوزيتش الذي بدأ الرحلة بتعادل (1-1) أمام تنزنيا وضع حظوظ التأهّل في كفّ المعجزات· وشكّل الفوز في الجولة الأخيرة على إفريقيا الوسطى (2-صفر) فرصة للمدرب البوسني لإرسال إشارات للجمهور الجزائري كون المنتخب قادر على العودة إلى الساحة، لكن عليه العمل بشكل كبير لضمان استمرارية التألّق· ** السودان·· آخر المتأهّلين بهدية من غينيا كان المنتخب السوداني آخر منتخب يعلن تأهّله إلى أمم إفريقيا كثاني أفضل الثواني في المجموعات العشر ليكمل لائحة 16 فريق في نهائيات الغابون وغينيا الاستوائية· وقدّم المنتخب السوداني مشوارا إقصائيا جيّدا في المجموعة التاسعة، حيث فاز بأربع مقابلات وتعادل مع غانا سلبيا في عقر دارها، لكنه كاد يقضي على آماله بيده حين تلقى هزيمة بميدانه أمام غانا في الجولة الأخيرة ب (2 / صفر)· وكان المنتخب السوداني يكفيه التعادل أمام غانا ليرافقها للنهائيات، لكنه كان يحلم بالفوز وتصدر المجموعة والابتعاد عن الحسابات، لكنه تناسى أنه يلعب أمام خصم يعتبر أبرز منتخب إفريقي حاليا· وبلغ المنتخب السوداني النّهائيات للمرّة الثامنة، علما أنه حامل لقب 1970، كما شارك في نسخة 2008 بغانا وخرج من الدور الأول· ** أيّ حظوظ لمنتخبات عرب إفريقيا في النّهائيات؟ سيطر العرب على النّسخ الأربع الأخيرة من أمم إفريقيا بعد فوز تونس بنسخة 2004 ومصر بنسخ 2006 و2008 و2010، وهو ما يطرح على المنتخبات المتأهلة للنهائيات مسؤولية الحفاظ على التفوق العربي· ويحمل المنتخبان المغربي والتونسي الآمال العربية في النّهائيات لكونهما مرشّحين للفوز باللّقب في ظلّ غياب الكبار مع أفضلية نسبية للمنتخب المغربي الذي يعتبر رفقة غانا وساحل العاج أبرز المنتخبات المتأهلة· ويبقى حلم المنتخب اللّيبي تسجيل نتائج جيّدة وبلوغ مراحل متقدّمة، وهو نفس الحلم الذي يراود المنتخب السوداني رغم كونه أحد المنتخبات التي سجّلت اسمها في خانة الفائزين باللّقب·