اِعتصم أمس العشرات من الشباب المستفيدين من عقود الإدماج المهني أمام مقرّ مديرية التشغيل بولاية بومرداس للاستفسار عن سبب تأخّر حصولهم على أجورهم لمدّة فاقت الأربعة أشهر· وقد تطوّرت الأحداث جرّاء عدم اقتناع البعض من الشباب بتبريرات مسؤولي مديرية التشغيل، حيث أكّدوا في حديثهم إلينا أنهم سئموا من تكرار نفس التبريرات في كلّ مرّة يلتقون فيها بالمدير، وهو ما جعلهم يطالبونه بمنحهم حلولاً ناجعة وحقيقية في ظلّ حاجاتهم الماسّة إلى الأموال، خاصّة وأن العديد منهم يضطرّون إلى طلب مصروفهم اليومي من أوليائهم، وهو ما يضعهم في موقف حرج. حيث وقعت اشتبكات بالأيدي بين المعتصمين وقوّات الأمن التي طوّقت المكان بغرض حفظ النّظام، وذلك بعد أن قامت باحتجاز أحد المحتجّين، ممّا تسبّب في إثارة حفيظة المحتجّين الذين طوّقوا سيّارة الشرطة وطالبوا بإطلاق سراح زميلهم وأعربوا عن تضامنهم المطلق معه، ليتعقّد الوضع أكثر. حيث توجّه المحتجّون إلى ديوان الوالي للمطالبة بمقابلة الوالي شخصيا لعرض مشاكلهم وانشغالاتهم عليه، إلاّ أن تدخّل قوّات الأمن الذين عملوا على تهدئتهم حال دون وصولهم إلى مقرّ الديوان فعادوا إلى أمام مقرّ مديرية التشغيل أين استقبل المدير ممثّلين عنهم وشرح لهم الصعوبات التي تعترض عملهم رغم المجهودات الكبيرة التي يبذلونها· في ذات السياق، ارتفعت بعض أصوات المحتجّين التي بدأت تطالب بالإدماج، حيث قال لنا بعضهم إن هذه المناصب عبارة عن حقنة لجأت إليها الحكومة في وقت ما لتهدئة الشارع، في حين انتهى مفعولها، وهو ما يتطلّب إدماجهم في مناصب قارّة تضمن لهم كرامة العيش، خاصّة بالنّظر إلى المجهودات الكبيرة التي يبذلونها في أداء مهامهم اليومية بمختلف الإدارات· ومن جهته، أكّد السيّد عبد الرشيد ابراهيمي مدير التشغيل أن مصالحه تبذل جهودا معتبرة لدفع مستحقّات ورواتب المستفيدين من مختلف أجهزة الإدماج، وأن معظم التأخّرات الحاصلة في دفع الأجور تكون خارجة عن نطاق المديرية، وهو ما يتوجّب على هؤلاء الشباب استيعابه·