تشهد عدة ثانويات بالعاصمة معركة كر وفر بين الإدارة وبعض التلاميذ الرافضين للتعليمة الوزارية، التي تقتضي بعدم السماح بدخول أي تلميذة أو تلميذ لا يحترم البنود التي جاءت بها التعليمة التي تنص على ضرورة الحضور بهيئة وهندام محترم يتوافق مع سبب مجيئهم للثانوية، وهو طلب العلم، غير أن بعض الطالبات لازلن يراوغن المسؤولين والأساتذة، ويدخلن متبرجات وكأنهن ذاهبات إلى حفلة ما وليس إلى ثانويتهن، إذ لم يردعهن شيء في سبيل ذلك، فلا يتأثرن إذا طردن وتسبب ذلك في إهمال دروسهن، وبالتالي تضييع مستقبلهن· ما زاد الطين بلة هو وقوف بعض الآباء الديوثين إلى جانب بناتهم، ورفضهم من جهتهم لهذه التعليمة التي بنظرهم، تعدّ (مساسا بالحرية الشخصية لبناتهم؟!) على حدّ تعبيرهم، بينما قالت إحدى الأمهات إنها ترحب بمثل هذه القرارات التي من شأنها التقليل من الانحلال الخلقي الذي نراه يوميا في شوارعنا بسبب إفراط الكثير من التلميذات في التبرج المثير الذي يعرضهن في كثير من الأحيان إلى معاكسات ومضايقات من طرف الشبان الذين يرمون في كل مرة المسؤولية على البنات بسبب تبرجهن الزائد والمبالغة في إظهار مفاتنهن· من جهتها أكدت إحدى الأمهات أنها سمحت لابنتها بفعل ما تريده ليقينها التام بأن ابنتها تحترم جل ما جاء في التعليمة، غير أن هذه الأخيرة تصر على وضع القليل من الزينة على وجهها، وهو الأمر الذي لم تستطع هي أو زوجها حرمانها منه· أما سيدة أخرى التقيناها بصحبة ابنتها أمام مقر ثانوية بجسر قسنطينة، التي تدرس بها ابنتها، والتي كان الغضب باديا على وجهها، بسبب طرد ابنتها من عند مدخل المدرسة، لا لسبب سوى ارتدائها (للبونتاكور)، غير أن هذه السيدة لم تأت في صف ابنتها، لعلمها بقرارات التعليمة الوزارية، وإنما بسبب عدم تطبيق هذه القوانين على كل من في المؤسسة، إذ لا تطبق هذه القوانين مثلا على أبناء الأساتذة أو أبناء الأشخاص المعروفين، وحسب رأيها يجب عدم استثناء أي أحد ما دامت هذه هي قوانين المدرسة التي يعرفها كل التلاميذ، فلماذا تطبق على البعض فقط؟! لتضيف: لماذا يتدخل الآخرون في نوعية لباسها أو فيما تضعه على وجهها إذا كانت هي سمحت لها بذلك؟ مؤكدة في نفس الوقت أن البنات في هذه الأيام لا يقمن بما يفرض عليهن، وحسبها، فإن هذه التعليمة جاءت بعد انتشار هذه الظاهرة بين أوساط التلميذات، واللواتي أصبحن بعد صدور هذه التعليمة أكثر تمسكا بما أسمينه (حريتهن الشخصية)· من جهة أخرى، ولمعرفة رأي هؤلاء التلميذات حول ما جاءت به التعليمة، تحدثنا مع بعضهن، فقالت الآنسة (س· ك) إن هذا الأمر يعتبر مساسا ب(حريتهن الشخصية)، التي من المفروض أن لا أحد مسموح له التدخل فيها، ومع أنها اعتبرت الأمر (تدخلا) غير أنها لم تنف وجود فتيات همهن الوحيد هو ظهورهن بهيئة جميلة ومتكاملة، لكنها لا تتماشى للأسف مع المكان الذي سيقصدنه وهو المؤسسة التربوية، طالبة أخرى قاطعت زميلتها لتقول بأن نشأة الفتاة، لاسيما الأجيال الجديدة، منذ صغرها على متابعة القنوات والمجلات الفاسدة، بالإضافة إلى الأنترنت والصحبة السيئة، كلها عوامل أدت إلى رفض وتجاوز التلميذات لمثل هذه القرارات التي من الممكن أن تخدمها في المستقبل القريب، مضيفة أن قلة الرقابة من طرف العائلة، وترك الأولياء الحرية لبناتهم في اختيار لباسهن زاد من حدة انتشار هذه الآفة في مجتمع معروف بمحافظته وتمسكه بالعادات والتقاليد، لتنهي كلامها بتقديم نصائح لزميلاتها بضرورة الالتزام بلباس محتشم، والتركيز أكثر على دروسهن خصوصا المقبلات على اجتياز امتحانات مصيرية، كامتحان البكالوريا·