ما نراه من مواقف على مستوى الشوارع يندى لها الجبين خاصة وان البعض تشبث بها على الرغم من أنها بعيدة عن التخلق، ما يجسده التهور وسرعة الغضب التي باتت تطبع بعض الشبان حتى أنستهم احترام الكبير والعطف على الصغير على مستوى الشوارع، والأمر ينطبق على الجنسين معا بدليل العراكات التي عادة ما يترأسها البعض بكل الأماكن على غرار حافلات النقل التي لا يقبل فيها أحدا أن يلامسه أحدا آخر حتى ولو كان الطرفين من نفس الجنس بحيث يرفع الحرج في ذلك الحين. واخطر الأمور التي بتنا نتصادف بها هي العراكات والملاسنات التي عادة ما تحدث مع شاب في مقتبل العمر وكهل أو شيخ، ذلك ما لم يكن يطبع تصرفاتنا في الوقت الماضي أين كان فيها الصغير يحترم الكبير على عكس الوقت الحالي، الذي طغى فيه الطيش والتهور وسرعة الغضب على بعض تصرفات شباننا . تقربنا من البعض للوقوف على آرائهم في النقطة المثارة والتي صار يدهش لها الكثيرون منهم السيدة فوزية التي قالت أنها بالفعل اصطدمت للموقف عدة مرات على مستوى الشوارع أين رأت فيه بعض الشبان وهم يرفعون أصواتهم على شيوخ في سن آبائهم بل وتجرءوا حتى على محاولة ضربهم والتعارك معهم، وأضافت انه في مرة على مستوى الحافلة شاهدت احد الشبان الذي لا يتجاوز العقد الثالث وهو يزايد الكلام مع كهل ويأمره بالابتعاد عنه وانه أزعجه نتيجة الالتصاق به في الحافلة، فما كان على الطرف الثاني إلا الالتزام بالسكوت الذي يدل على دهشته من انعدام تربية ذلك الشاب، فمهما رحنا أو عدنا فذلك هو بعيد عن أعراف مجتمعنا الذي يأمرنا باحترام الكبير والعطف عليه ومساندته في عجزه وما يحصل الآن هو حقا شيء مدهش للغاية على حد قولها. أما السيد فريد، 45 عاما، فقال انه بالفعل شاهد بعض المواقف المماثلة أين سولت للبعض نفوسهم على التعدي بالكلام على رجال في سن آبائهم وأجدادهم وتطور الأمر إلى حد محاولة الضرب ذلك ما لم نعهده من قبل، وأضاف أن من يُقبل على ذلك هو بالفعل غير أصيل ومن يحترم أبويه يحترم حتما المسنين والعجزة في الطريق، ومن المؤكد انه نفس المعاملة تطبعه داخل البيت مع والديه لان من يحترم والديه يحترم من هم في مرتبتهم من المسنين والعجزة. الآنسة سهام طالبة في العشرين من العمر كان لها رأي في الموضوع بحيث قالت أنها تستاء كثيرا لتلك المواقف التي تصدر من طرف بعض الشبان لتضيف أنها في كم من مرة تتقاطع مع بعض العجائز في مواقف، إلا أنها لا تجرؤ على معاملتهم بالخشونة ولا تستقبل قلقهم إلا بالإحسان والتريث فهم في الأول والأخير أناس كبار وجب احترامهم من أجيال اليوم والمسارعة إلى الأخذ بيدهم في جل المواقف كتمكينهم من المرور وترك الأماكن لهم بالحافلات بدل التشاحن معهم فهم فئات من الضروري احترامهم تقديرا لسنهم ولوقارهم مثلما عهدنا عليه. ولحسن الحظ أن القلة ممن ينتهكون حقوق الشيوخ وكبار السن ونجد أن الأغلبية تتسابق إلى الأخذ بيدهم لاكتساب دعوات الخير وتفادي دعوات الشر.