أعربت الجزائر عن (رغبتها الملحة) في أن توقّع السلطات السورية البروتوكول المتعلّق بإرسال ملاحظين عرب إلى سوريا من أجل الحفاظ على فرص إيجاد (حلول عربية-عربية) للأزمة في هذا البلد، وهو ما يعدّ بمثابة نصيحة جزائرية لنظام الأسد بتليين موقفه تفاديا لسيناريوهات مخيفة· وقال النّاطق باسم وزارة الشؤون الخارجية السيّد عمار بلاني في تصريح مكتوب أمس الأربعاء: (إن الجزائر تعرب عشية انعقاد اجتماع حاسم لمجلس وزراء الخارجية العرب عن رغبتها الملحّة في أن تعطي السلطات السورية موافقتها وتوقّع على البروتوكول المتعلّق بإرسال ملاحظين عرب إلى سوريا من أجل الحفاظ على فرص حل عربي - عربي في إطار العمل العربي المشترك ضمن الجامعة العربية، وبالتالي تفادي تدويل الأزمة)، وذكر أن (وزير الخارجية السيّد مراد مدلسي كان قد أعرب في هذا الاتجاه في براغ جمهورية التشيك عن أمله في أن تستجيب السلطات السورية بشكل إيجابي لاقتراحات الجامعة العربية، مشيرا إلى أن المبادرة العربية جيّدة بما أن تنفيذها السريع سيسمح بإنقاذ أرواح بشرية والتأكيد على مشروعية الخطّة العربية للخروج من الأزمة)· ويعقد وزراء الشؤون الخارجية العرب اليوم الخميس بالقاهرة اجتماعا استثنائيا يليه اجتماع للّجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية للنّظر في تطوّرات الأوضاع في هذا البلد في ظلّ دعوات دولية للنّظام السوري في الإسراع بقبول خطّة الجامعة الرّامية إلى إنهاء الأزمة· وكان مدلسي قد أعلن أن جامعة الدول العربية ستبدي رأيها نهائيا خلال هذا الاجتماع الوزاري في مستقبل مبادرتها حول تسوية الأزمة السورية على أساس التطوّرات التي ستسجّل إلى غاية الخميس ودعا السلطات السورية إلى الاستجابة لهذه المبادرة· وأوضح السيّد مدلسي أن المجلس سيفصل (خصوصا في مستقبل اقتراحه المتمثّل في إرسال لجنة تتشكّل من ممثّلين عن البلدان والمجتمع المدني العربيين إلى سوريا للإشراف على ما نراه هامّا، أي حماية المواطنين المدنيين)· وتعقد اللّجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية اجتماعا لها اليوم الخميس بدلا من أمس الأربعاء كما كان مقرّرا في السابق برئاسة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري وبمشاركة وزراء خارجية الجزائر ومصر وسلطنة عمان والسودان والأمين العام للجامعة لتقييم الموقف على الساحة السورية في ضوء القرارات الصادرة عن اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في العاصمة المغربية الرباط· وكان محمد زيدي مستشار الأمين العام ومدير إدارة مجلس الجامعة العربية أعلن في وقت سابق أن الأمانة العامّة للجامعة أعدّت تقريرا شاملا حول متابعة تنفيذ مقرّرات الرباط، خاصّة ما يتعلّق بوثيقة البروتوكول الخاص بالمركز القانوني لبعثة الجامعة العربية لسوريا يقدّمه نبيل العربي الأمين العام للجامعة إلى وزراء الخارجية العرب اليوم الخميس· ووفق مصادر دبلوماسية عربية فان وزراء الخارجية العرب سيتابعون أيضا ما يتعلّق بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على الجانب السوري وتحديد موعد لاجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى وزراء المالية والاقتصاد لوضع عدد من المقترحات تتضمّن شكل العقوبات الاقتصادية العربية تجاه النّظام السوري· ومن دمشق ذكرت صحيفة (الوطن) أمس أن سوريا استبقت الاجتماعين المرتقبين لوزراء الخارجية العرب بإشارات متنوّعة، أبرزها الإعلان شبه الرّسمي عن نية لجنة إعداد الدستور الجديد إلغاء المادة الثامنة التي تنصّ على أن حزب البعث هو الحزب القائد للمجتمع والدولة·