أطل علينا الاتحاد الدولي لكرة القدم مؤخرا بالتصنيف الذي يعده شهريا والذي احتل فيه المنتخب الوطني ولأول مرة في تاريخه صدارة المنتخبات العربية متفوقا عن المنتخب المصري الذي تراجع إلى المركز الثاني، إضافة إلى احتلاله المركز الثالث قاريا هذا الإنجاز الرائع حقيقة يحسب للمدرب الوطني وحيد حليلوزيتش وأشباله والذي جاء في مدة زمنية قصيرة وعجز عن تحقيقه مدربين آخرين، بفضل تعادل خارج الديار وفوزين متتاليين كان آخرهما الفوز على المنتخب التونسي بهدف لصفر من أصل ثلاث مباريات خاضهما التقني البوسني مع المنتخب الوطني منذ الاستعانة بخدماته، مما يعطي للمنتخب الوطني صورة حسنة ومحترمة بالنظر إلى هذا المركز المحترم بين عمالقة كرة القدم الإفريقية خاصة كمصر نيجيريا الكاميرون تونس والمغرب· وبهذا يمكن اعتبار هذه الحصيلة المحققة لحد الآن بالمرضية على جميع الأصعدة بالنظر إلى التغير البارز الذي ظهر على النخبة الوطنية ومستواها العام مع لمسة خاصة للبوسني حليلوزيتش، هذا التغير يتمثل أساسا في النتائج الإيجابية لثلاث خرجات متتالية بدون تعثر بعد عملية تغيير كبيرة في تعداد المنتخب الوطني باستدعاء مجموعة من اللاعبين سواء محليين كانوا أم محترفين مما يعزز فكرة إستراتيجية منح الفرصة لكل لاعب جزائري بإمكانه تقديم إضافة للمنتخب الوطني وهذا ما أعطى نفسا وروح جديدين للتشكيلة الوطنية، أما من الناحية التقنية فقد لاحظنا تغييرا على مستوى طريقة اللعب أيضا والذي كان في السابق يتمثل في خطط دفاعية محضة والتحفظ من اللعب بشكل هجومي وهذا ما كان يدخل الشك والريبة حقيقة في نفسية البعض وأتذكر مثالا هنا (مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره المغربي بملعب عنابة والتي اعتمد فيها المدرب السابق بن شيخة على مهاجم اولمبياكوس رفيق جبور وحيدا في مواجهة الدفاع المغربي والركون إلى الدفاع حتى بعد تقدم رفقاء حسان يبدا بهدف وحيد عن طريقة ضربة جزاء منذ الدقائق الأولى للمباراة) مع عقم هجومي تواصل لعدة أشهر رغم وجود بعض العناصر التي كان بإمكانها وأن استغلت بشكل جيد أن تفك عقدة هذا العقم على غرار جبور غزال بودبوز مطمور وقادير أيضا، لكن مع قدوم المدرب الجديد حليلوزيتش أصبح المنتخب الوطني يلعب بشكل جيد في الهجوم باعتماد طرق هجومية بحتة والضغط على الخصم في منطقته منذ الدقائق الأولى للمباريات وتكثيف العمل الهجومي مع وجود زيادة عددية باعتماد ثلاثة لاعبين في الهجوم مطمور أو بودبوز وقادير على الجناحين وجبور أو غزال كرأس حربة وهذا ما لاحظناه في مبارتي إفريقيا الوسطى (2- 0) وتونس (1- 0) مع وجود المهاجمين سوداني وغيلاس· وبهذا يمكن القول أن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش والذي ارتقى بالمنتخب الوطني بخمسة مراتب كاملة يستحق كل الثناء والتشجيع وضرورة توفير كل الظروف المساعدة على تحقيق هدفه الأول والأخير على حد تعبيره ألا وهو التأهل لنهائيات أمم إفريقيا 2013 ومونديال البرازيل 2014 بتوفير الهياكل والمرافق والمنشآت التي تليق أيضا بهذا المنتخب وبالمركز الذي يحتله بين خيرة المنتخبات الإفريقية كغانا كوت ديفوار وغيرها ولكن وكما يعلم الجميع فإن الجزائر كدولة تعاني من فقر وضعف شديدين من ناحية المنشآت الرياضية مقارنة بدول المنتخبات المذكورة ودول الجوار على سبيل المثال نذكر تونس والمغرب رغم توفر الوسائل المادية والبشرية الضرورية لذلك فلا مراكز تدريب ولا مركبات وملاعب كرة قدم محترمة بإمكانها توفير ظروف عمل تواكب هذه الوثبة الإيجابية لرفقاء عنتر يحيى الطامحين إلى إرجاع هيبتهم وبريقهم الضائعين· بقلم: اسماعيلوف الجزائر