أعلن نشطاء مقتل أكثر من أربعين شخصًا- معظمهم جنود- في معارك مع منشقّين عن الجيش السوري، كما دعوا إلى مظاهرات جديدة مع دخول الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد شهرها العاشر بأكثر من خمسة آلاف قتيل· وذكر ناشطون أن 15 شخصًا-بينهم أربعة مجنّدين في الجيش- قتلوا يوم الخميس بعد رفضهم أوامر لإطلاق النّار على متظاهرين في الحسكة ودرعا وإدلب وحمص وريف دمشق· كما أكّد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 27 من أفراد الجيش والأمن قتلوا في اشتباكات مع منشقّين عن الجيش في مناطق متفرقة بمحافظة درعا جنوبي سوريا فجر الخميس، وأفاد بأن الاشتباكات حصلت في مواقع متفرّقة (عند حاجز طريق السدّ وتجمّع أمني في حديقة الروضة بمدينة درعا وحاجز أمني عسكري مشترك عند تقاطع طرق بلدات المسيفرة والجيزة وبصرى الشام). أما في محافظة إدلب أعلن عدد من الجنود والضبّاط في جبل الزاوية انشقاقهم عن الجيش وتشكيل كتيبة شهداء جبل الزاوية، لتنضمّ إلى ما يعرف باسم الجيش السوري الحرّ· وهذا الانشقاق أحد أكبر الانشقاقات التي حصلت في صفوف الجيش السوري· من جهة أخرى، أعلن وزير بريطاني أن بلاده تدرس فرض عقوبات جديدة في مجالات المال والطاقة والنقل على سوريا بسبب حملة القمع التي تشنها قوات الرئيس بشار الأسد على الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النّظام السوري· وقال اليستير بيرت وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية: (سوف نواصل البحث عن سبل جديدة للعقوبات في مجال الطاقة والنقل، فضلاً عن القيود المالية لممارسة الضغط على النظام السوري)· وأضاف بيرت: (إنّ بريطانيا سوف تبحث فرض هذه العقوبات الجديدة من خلال الاتحاد الأوروبي وأيضًا إذا سنحت لنا الفرصة من خلال الأمم المتّحدة)، وتابع: (ومع ذلك فإنّ أحد المحفزات قد تكون روسيا· في اعتقادي روسيا تزداد عزلة في رفضها استخدام نفوذها ضد سوريا)· وفرضت دول الاتحاد الأوروبي وبينها بريطانيا عدّة جولات من العقوبات على حكومة الأسد منذ ماي بما في ذلك فرض حظر على النّفط السوري وحظر ضخ استثمارات جديدة في قطاع الطاقة· وفي سياق آخر، قدّمت روسيا مشروع قرارٍ يدين استخدام العنف من قِبَل (جميع الأطراف) في سوريا، وهو ما وصفته أمريكا وفرنسا ب (غير المتوازن) إلاّ أنه يعدّ أساسًا يمكن التفاوض عليه· ويدين مشروع القرار العنف المرتكب من قبل (جميع الأطراف) ومن ضمنها الاستخدام المفرط للقوة من قِبل السلطات السورية· من جهته، وصف السفير الفرنسي لدى الأمم المتّحدة جيرار أرنو النص ب (غير المتوازن) وأضاف في بيان نشر على موقع البعثة الفرنسية لدى الأممالمتحدة على الأنترنت (أن النصّ الذي قدّم إلينا يحتاج بالطبع إلى الكثير من التعديلات، إلا أنه نص سيكون أساسًا نتفاوض عليه)· وفي السياق نفسه، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الولايات المتّحدة مستعدّة للعمل مع روسيا حول مشروع القرار الذي قدمته الى مجلس الأمن والذي يدين أعمال العنف في سوريا· واعتبرت كلينتون أن مشروع القرار بنصّه الحالي (يتضمّن عناصر لا نستطيع دعمها)، مضيفة: (للأسف يبدو أن الحكومة والمتظاهرين السلميين وضعوا على ما يبدو على قدم المساواة) من حيث المسؤولية عن العنف في سوريا· وكان مجلس الأمن فشل حتى الآن في إصدار قرار يندّد بقمع النّظام السوري للمتظاهرين بسبب الموقفين الروسي والصيني الرافضين لذلك· وتترأس روسيا هذا الشهر الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، وكانت قد استخدمت مع الصّين الفيتو في الرّابع من أكتوبر لمنع تمرير قرار يدين سوريا·