فجأة، انقلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردوغان، إلى عدو شرس لفرنسا، بعد أن ظل لسنوات طويلة يتودد إليها ولكل دول القارة الأوروبية، على أمل الموافقة على ضم تركيا لمجموعة بلدان الاتحاد الأوروبي، وفجأة أصبحت الجزائر ورقة مهمة للغاية في الأزمة الدبلوماسية الساخنة التي بدأت فصولها بين تركيا وفرنسا إثر إقدام باريس على إقرار قانون يعاقب من ينكر إبادة الأرمن· ولم يجد أوردوغان غير جرائم الاستعمار الفرنسي البشعة بالجزائر ليكشف للعالم بأسره النفاق الفرنسي، فباريس التي ترفض إبادة الأرمن، وتجدها جريمة ضد البشرية تعتبر إبادة الشعب الجزائري أمرا عاديا، بل ومطلوبا مادام يخدم مصلحة الدولة الفرنسية· وإذا كان الجزائريون يقرّون أوردوغان في تصريحه بكون فرنسا ارتكبت إبادة جماعية بحق الجزائريين، فإنهم يرفضون في المقابل أن يُستغل تاريخ بلادهم، الذي كتبهم ملايين الشهداء بدمائهم وأرواحهم الطاهرة في حرب سياسية بين فرنسا وتركيا·