عقود ما قبل التشغيل هو حل لجأت إليه الدولة من أجل امتصاص أكبر عدد ممكن من البطالين من حاملي الشهادات الجامعية، وهي عبارة عن مناصب عمل مؤقتة غير قارة والتي تقبلها المتخرجون، إلا أن الشيء الذي يحز في أنفسهم هي المعاملات المهينة التي يتعرضون إليها على مستوى المؤسسات، خاصة وأن الكثيرين على مستواها لا يعملون إلا على تثبيط عزائمهم وتوقيف آمالهم، ناهيك عن النظرات التي تلاحقهم وتطالهم ممن هم أدنى منهم في المستوى والسبب في ذلك أن أجور هؤلاء تفوق أجورهم التي لا تتعدى خمسة عشر ألف دينار جزائري· م· ب لم تكف هؤلاء الوضعية المتذبذبة لكي يزيد رؤساء ومسيرو تلك المؤسسات العمومية من حالتهم المتأزمة خاصة وأن ذلك المنصب غير القار هناك الكثيرون ممن لم يقتنعوا به إلا أن الظروف المحيطة هي من دفعتهم إلى مزاولة تلك المهن المؤقتة لكسب الخبرة خاصة، على أمل ترسيمهم، ذلك الأمل الذي يسعى كل من يحوموا حولهم بالمؤسسات سواء كانت عمومية أو خاصة على دحره منذ أول وهلة على الرغم من مساعي الحكومة في ترسيم هؤلاء واستقرار وضعيتهم بكل ما أوتيت من إمكانيات إلا أن هناك من يسيرون على عكس الخط ويحاولون الضغط عليهم والعمل على دحر عزيمتهم وآمالهم· ذلك ما يعانيه عدد ليس بقليل من مستخدمي عقود ما قبل التشغيل على مستوى بعض المؤسسات خاصة العمومية وتلك هي الطامة الكبرى فلو كانوا على مستوى مؤسسات خاصة لهان الأمر وإنما هي مؤسسات عمومية تخضع للملكية العامة مما يؤكد حقوقهم على مستواها مثلهم مثل غيرهم لكن حقيقة الأمور هي غير ذلك· ما أكده البعض ممن اقتربنا منهم والذين أوشكوا على التفكير في الاستقالة من تلك الوظائف المؤقتة وإراحة ضمائرهم منهم إحدى الأوانس التي تعمل بمؤسسة عمومية قالت إنها منذ أن وطأت رجلاها تلك المؤسسة لم تسلم من الملاحظات والتعليقات وتدور كلها حول تقليل أمل الترسيم، والأدهى في الأمر أن تلك الملاحظات تلحق من مسؤولين بدل الأخذ بأيادي هؤلاء المبتدئين وإعانتهم في الترسيم، وأضافت أنها تنام وتصحو حول عبارة (غير شوفي آيور) أي لا تعتمدي على ذلك المنصب المؤقت وكأنهم كتبوا قدرها هم، وتساءلت في نفس الوقت ما هي الغاية من ذلك هل هي للمساهمة وحط معنويات الموظف المؤقت، وقالت إنها فكرت مليا في التوقف من تلك الوظيفة إلا أنها تراجعت لاسيما وأن المؤسسة هي ملك للدولة وليس ملكا لهؤلاء المسؤولين المتعنتين· نفس ما راحت إليه آنسة أخرى قالت رن نظرات النقص تلاحق أصحاب عقود ما قبل التشغيل من كل جانب بسبب الأجرة المتدنية التي تجعل من هم أقل منك في المستوى يعتلون عليك كون أن أجرتهم تفوق أجرتك، إلى جانب الملاحظات الموجهة من طرف المسؤولين والتي تعمل كلها على حط معنويات الموظفين المؤقتين بدل الإسهام في رفع معنوياتهم ولم لا مساعدتهم على الترسيم، لكن العكس هو الحاصل بحيث يتحين بعض المسؤولين خروج العامل المؤقت وانتهاء عقده اليوم قبل الغد على الرغم من المساعدة الواسعة التي يمنحها هؤلاء في فك أعباء العمل بالنظر إلى مستواهم العلمي الجيد وعملهم المتقن بشهادة الكل، إلا أن ذلك لم يشفع لهم في كسب الاحترام والتقدير بل يعمل الكل بما فيهم الموظفون أو المسؤولون على إحباط معنوياتهم دون أدنى ضمير· وما استنتجناه أنه على الرغم من الضغوطات والتمييز الذي يتعرض له هؤلاء إلا أن أملهم في الترسيم يبقى قائما خاصة وأن فخامة رئيس الجمهورية أعطى تعليمات في كم من مرة بترسيم هؤلاء الجامعيين واستفادة الوطن منهم على غرار السلك الطبي، وعلى أمل اتخاذ تلك القرارات يبقى هؤلاء الجامعيون صامدين في وجه كل المعاملات إلى أن يأتي الفرج بإذن المولى عز وجل ·