لا تزال مشكلة اختناق الطرقات بالعاصمة قائمة خاصة بالمسالك الداخلية على غرار بئر مراد رايس والأبيار وبن عكنون الأمر الذي يتطلب إعداد دراسة ومخطط يتلاءم مع الوضع الكارثي التي تسبب في العديد من المشاكل على غرار الحوادث المرورية وتعطيل مصالح المواطنين وحتى المريض الذي يتم نقله في حالة مستعجلة بات تحت رحمة ازدحام الحركة المروري، وحسب بعض المواطنين فإن العديد من المرضى لقوا مصرعهم قبل وصولهم إلى المستشفى بسبب التأخير في الطرقات المزدحمة حيث أن ظاهرة الاختناق تبدأ من الساعات الأولى من الصباح إلى غاية المساء· الظاهرة انعكست سلبا على السكان ناهيك عن ما يتعرض له المواطنون من حالات نفسية بسبب القلق والتذمر ويجب على الجهات الوصية والمسؤولة عن النقل بالتنسيق مع الجهات العليا في البلاد إيجاد حل للأزمة التي بلغت ذروتها والتي أضحت هاجسا للمواطنين خاصة المحرومون من خدمات الترامواي وقطارات السكة المكهربة· كما لا تزال بعض الجهات والأحياء بالعاصمة وما جاورها لم تنل نصيبها من المشاريع الحديثة التي من شأنها أن تخفف عنهم المتاعب اليومية التي يواجهونها في تنقلاتهم وتخرجهم من العزلة المفروضة عليهم بسبب النقص الفادح في وسائل النقل لاسيما المتعلقة بالنقاط السوداء بالنسبة للخطوط في اتجاه شرق العاصمة على غرار باب الزوار وبرج الكيفان والرغاية وبين الخروبة باتجاه المحمدية والحراش، حيث يواجه المسافرون متاعب وقلقا كبيرا بسبب البطء في حركة الحافلات نتيجة اهترائها وقدمها ما يتسبب في مشاكل كثيرة كالتعطل في منتصف الطريق، ما يشكل تعقيد وضعية المسافر ويثير أعصابه لا سيما المصابين بأمراض مزمنة، ولا تقتصر النقاط السوداء على هذه الخطوط فقط بل هناك خط الأبيار وشوفالي، وحيدرة، وغيرها من النقاط السوداء التي لا تزال تنتظر تجسيد المشاريع الحديثة المختلفة وبحاجة إلى دراسة ومخططات لوضع الأزمة الراهنة في ظاهرة اختناق الحركة المرورية لإيجاد الحلول المناسبة وتخفيف فوضى النقل بالعاصمة التي صارت الحركة بها شبه مستحيلة إن لم نقل مشلولة سواء بالنسبة للدخول إلى بعض الأحياء منها أو الخروج، حيث يتطلب برودة الأعصاب والصبر الكبير، وهذا نتيجة الكثافة السكانية المعتبرة التي عرفتها العاصمة خلال السنوات الأخيرة الماضية بسبب الظروف المذكورة سابقا وما ساهم أيضا في خلق أزمة النقل وضغط الطرقات هو التدفق الهائل لسيارات القروض التي تم تسهيلها من طرف الدولة في الآونة الأخيرة· وأمام ظروف الازدحام والاختناق الذي يميز العاصمة ينتظر المواطنون تدخل الهيئات المعنية بإيجاد حل للقضاء على النقاط السوداء وتخفيف الضغط والمتاعب اليومية التي يواجهونها·