شكلت الاختناقات المرورية أكبر هاجس يؤرق المواطنين وأهم قضية تشغل بالهم قبل خروجهم من المنزل، فيبدأون يومهم في التفكير كيف الوصول إلى مقصدهم بدون إهدار الوقت وتعب الأعصاب، بحثا عن أي طريق اقل اختناقا يمكن أن يسلكونه. وقد حلت هذه المشكلة بفضل المشاريع الكبرى التي أنجزها قطاع الأشغال العمومية ممثلة في بناء جسور ومد طرقات في المدن الكبرى وعلى رأسها العاصمة. كل المدن الكبرى كانت قبل سنوات تعاني من هذا المشكل نظرا لكونها تتميز بالكثافة السكانية العالية وكثرة تنقل الأشخاص الذين يحتاجون إلى استعمال الطرق سواء الرئيسية أو الفرعية، مما زاد من حدة الازدحام المروري الذي بلغ ذروته نتيجة ارتفاع حجم الحظيرة الوطنية للسيارات التي ساهمت في ظل نقص المنشآت القاعدية من طرق وجسور وغيرها بالإضافة إلى اهتراء الطرق المستعملة الذي أدى إلى ارتفاع عدد النقاط السوداء، إذ تحصي العاصمة لوحدها 100 نقطة سوداء. ولأن شبكة الطرقات هي أساس كل حركية تنموية أو اقتصادية، جعلت الدولة تضع في صدارة اهتمامها التكفل بإصلاح الطرقات وفك الاختناق المروري والتخفيف من حدته، وقد شدد رئيس الجمهورية خلال جلسة الاستماع المخصصة لقطاع الأشغال العمومية على الإسراع في تجسيد أشغال المشاريع لانجاز الجسور الرابطة بين بعض المدن الكبرى وكذا تهيئة الطرق لتسهيل حركة المرور. ساهمت مشاريع الأشغال العمومية المندرجة في إطار البرنامج الخماسي سواء التي أنجزت أو التي في طور الانجاز في تجسيد عمليات تهيئة لبعض الطرقات وفتح أخرى تربط بين البلديات فيما بينها وبين المدن الكبرى والولايات المجاورة لها في فك الاختناق المروري، وهذا ما لمسه المواطنون المستعملون للطرقات، الذين رأوا بأعينهم الطرقات تعبد وجسور تمد. وتعد العاصمة من اكبر المدن التي عرفت اختناقات مرورية، كون أن الزوار يقصدونها يوميا من كل جهة نظرا لتمركز كل الوزارات والدوائر الحكومية بها مما أدى إلى تنامي ظاهرة ازدحام المرور وتشكيل نقاط سوداء في اغلب الطرقات في مختلف الاتجاهات شرق، غرب ووسط، وهذا ما استدعى وضع مخططا محكما للتقليل من المعانات اليومية التي يعيشها المواطن. وقد تضمن مخطط فك الازدحام المروري بالعاصمة الذي أشرفت عليه وزارة الأشغال العمومية، إنشاء أنفاق وجسور ومحولات لاسيما في الجهة الغربية من العاصمة ناحية الشراڤة، سطاوالي وأولاد فايت ... ومن بين المشاريع المكتملة الجسر الكبير الرابط بين هضبة العناصر ورياض الفتح بالمدنية الذي تم تدشينه مؤخرا، والذي يندرج في إطار مشروع تهيئة مفترق الطرق الذي يضم انجاز جسرين ضخمين يتجاوز طولهما 300 متر. بالإضافة إلى فتح نفق باب الزوار الذي ساهم في فك الاختناق الذي كان يشهده مفترق الطرق الرابط بين أحياء رابية الطاهر والعالية وحي زرهوني مختار . انجاز المحولات وازدواجية الطرق ساهمت في التخفيف من الازدحام والحد من حوادث التي اتسعت رقعة ضحاياها خلال السنوات الماضية.