مازالت الثورة المضادّة تحاول إجهاض ثورة المصريين عن طريق الانفلات الأمني وإطلاق البلطجية واللصوص، ليس فقط على الشعب الأعزل لكن على المؤسسات بغرض تهييج الشعب وتأليبه والدخول بالبلاد في مرحلة فتنة أهلية تطيح بها وتمكّن القابعين في طرة من استكمال مخططهم بهدم الدولة من بعدهم كما هدّد المخلوع قبيل رحيله· وبالرغم من غياب الداخلية الذي مرّ عام عليه عاد المصريون للتصدّي بأنفسهم لعمليات النّهب والترويع للمنشآت الحكومية بقيادة الثوّار· فقد ألقى الأهالي القبض على 5 بلطجية قاموا بسرقة مستلزمات الكمبيوتر من داخل وزارة المالية بعد أن قاموا باقتحامها مع بعض المتظاهرين لإلقاء الحجارة على قوّات الأمن من أعلى سطح المبنى· وقام الأهالي بأخذ المسروقات من البلطجية ولقّنوهم علقة ساخنة وأطلقوا سراحهم، فيما استمرّت أعداد أخرى في إلقاء الحجارة من أعلى المبنى على قوّات الأمن، كما قامت أعداد أخرى من المتظاهرين بإغلاق باب المبنى من الأسفل بالأقفال والحديد· في سياق متّصل، توقّفت قوّات الأمن عن إطلاق القنابل المسيلة للدموع وبدأ المتظاهرون في تجميع أنفسهم مرّة أخرى والاقتراب من وزارة الداخلية، كما شهدت محافظة السويس قيام مواطنين بالتصدّي لمحاولة مسلّحين اقتحام أحد البنوك الأجنبية في شارع الجيش بالسويس، وجاء ذلك مع إعلان مستشفى السويس العام مقتل اثنين من المواطنين بطلقات نارية وارتفاع عدد الإصابات إلى 30· وأكّد شهود عيان في السويس استمرار سماع أصوات طلقات الأعيرة النّارية حول محيط مديرية أمن السويس حتى الساعة الرابعة فجر أمس الجمعة، وسط صرخات من السكان المجاورين لمديرية الأمن· وقد أكّد اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس أن مسجّلين خطرا هم من يقومون بإطلاق رصاص الخرطوش على المتظاهرين أمام مبنى المديرية، وأن قوّات الأمن لا تستخدم سوى الغاز المسيل للدموع· وشدّد مدير أمن السويس على (أن شعب السويس يعلم تماما مدى حبّي لشباب المدينة، وأنني لا أسمح إطلاقا باستخدام العنف في التعامل مع الشباب، سواء خلال الأحداث الحالية أو في أيّ وقت وتربطني علاقة طيّبة بجميع التيارات)، وأشار إلى قيام المواطنين بالتصدّي لمحاولة قام بها اللصوص للتعدّي علي أحد البنوك، وأضاف أن جميع البنوك داخل محافظة السويس مؤمّنة تماما حاليا·