بقلم: غنى حمود أعتذر يا رسول الله، لن أحتفل، والدمعة بعيني والغصة بقلبي لأنني متضامنة ومتألمة مع أهل سوريا وفلسطين واليمن و··· ومع من استشهد من المؤمنين في بلاد الله تعالى، وثانياً لأني أدّعي محبتك وإلى الآن لم أتخلّق بأخلاقك· وماذا سأقول لهم بالمولد؟ اتبعوه وأنا بعيدة عنك بعد النجم عن الأرض· أني لمثلنا أن نكون بمجلسك الهني، وأنى لمثلنا أن نقول حبك وحب الله تعالى منتهى أحلامنا· والكثير منا موطنه الأرض ولا نستطيع أن نقول موطنك السماء لأنك (في مقعد صدق عند مليك مقتدر)· تجاوزت السماء فته دلالاً· فأنت لذلك أهلٌ· وأنت مع من؟ أنت مع الذين أنعم الله عليهم ومع الذين لا يشقى جليسهم فأنى لمثلنا (من أقوالنا كثيرة ومن أعمالنا لله تعالى قليلة) أن نكون بزمرتكم وصحبتكم ومعيتكم، ولكننا على بابك فلا تنسانا من شفاعتك يا حبيب الله تعالى· لا بل يا أغلى حبيب على الله تعالى وأقل حبيب عند الكثير منا· ما أسهل الصلاة عليك وما أصعب أن نكون أتباع حقيقيين لدينك وأخلاقك· لا هدايا نقدمها لك إلا أن نعاهدك على التوبة والصلاة الخاشعة وعدم ظلم أنفسنا بإبعادها عن شرعك ونهجك، وأن نبدأ حياة جديدة بمحبتك واتباعك مع ميزان يزن أقوالنا وأعمالنا قبل أن توزن بميزان الله الملك الحق المبين· يقولون عجائب الدنيا سبعة ولكني أقول من أعجب عجائب الدنيا أن نعيش ونعرفك ولا نحبك والأعجب أن نحبك ولا نتبعك ولا نطيعك ولا نحلم أن نكون معك وحيثما كنت فثم الجنة والسعادة· نحبك من هذا المنبر ونحبك بأسماء أولادنا ونحبك لأنك المثال الأعلى للخلق أجمع ونحبك لأنك أهل لذلك· والحمد لله أن الله تعالى اختارنا وجعلنا من أمتك ونسأله حسن الختام وأن نحشر معك ونجاورك في حظيرة القدس حيث النور والسعادة الخالدة الحقيقية· فتبارك وتعالى من أرسلك لنا يا من أخذت بيدنا إلى خيري الدنيا والآخرة· نحب أن تبكي عيوننا شوقاً إليك ولكن الدنيا أعمتنا عن رؤية جمالك وحنانك· نحبك يا طاهر يا طيب يا من أتيت بشرع أخرج النساء من تحت التراب· نحبك يا من تذكرتنا عند آخر ثواني حياتك وقلت: (استوصوا بالنساء خيراً)· نحبك لطيبتك ولجهادك ولغيرتك على الإنسان كل الانسان فدللتهم وأنقذتهم من النيران· نحبك ونتمنى أن نراك ولو بالمنام· أحببنا اسمك فأنت أحمد الحامدين لله رب العالمين· وأشوق قلوبنا لأنوارك، وأشوق عقولنا لكلامك، وأشوق أحاسيسنا لحنانك، واشوقاه رسول الله، واشوقاه حبيب الله· ونقول لك كما قال سيدنا أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) عندما كنت مسجى على الفراش وقد فارقت الحياة: (أذكرني عند ربك ولنكن على بالك)· وعذراً يا رسول الله أني أمام عظمتك وعظمة أعمالك الإنسانية أجد نفسي هباء منثوراً لم يعمل شيئاً يستحق التقدير والثناء· ولو نظرنا من بعيد إلى عبادتك لأحببناك أكثر وتمنينا أن نمشي على خطاك، ولو نظرنا كيف عاملت أعداءك لأحببنا رحمتك ورأفتك، ولكن الكثير منا لا يعرف منك إلا اسمك· ووالله لو تعرفنا في هذا العصر على من يتشبه بك 50% لعشقناه فماذا عنك· مدحوك فرفعهم الله تعالى، ذكروك فذكرهم الله تعالى، سلموا عليك فسلم الله تعالى عليهم، صلوا عليك فصلى الله تعالى عليهم، جاهدوا معك فأدخلهم الجنة· اللهم ارزقني حب من يحبك واجعلنا ممن يحبك ونلقاك حيث وعدتنا عند الحوض تضحك إلينا ونضحك إليك إن شاء الله تعالى، ولكن نطلب من الله تعالى أن يهيئنا لنصبح جنداً في كتيبة المصطفى (ص)· ومضى عمرنا في محبة الأغيار ويا حبذا لو مرّ في محبتك يا مختار· والله تعالى اختارك حبيباً أفلا نختارك نحن (هذه الجملة تكفي العاقل)· يا كثير الخير يا دائم المعروف يا الله اكتبنا من أخيار هذا الزمان لنكون قرة عين لحبيبك (ص)· قالوا: (سأكتبها على جبين المجد عنواناً ·· من لم يعشق) رسول الله (ص) ليس إنساناً ·· فوالله لو انتقلت الأهرامات من مصر إلى الصين·· ولو عاد الرجل الكبير إلى بطن أمه جنين·· ولو انتقل القلب من اليسار إلى اليمين·· سأبقى (مسلماً موحداً عاشقاً لمحمد ((ص)) (من الصميم حتى مماتي ولو بعد حين)· لا إله إلا الله ··· محمد رسول الله·