تستمر للأسبوع الثاني على التوالي اضطرابات الأحوال الجوية بعودة موجة البرد والثلوج من جديد للتساقط على مختلف مناطق الوطن، الأمر الذي ضاعف من معاناة المواطنين الذين اعتقدوا أن الاضطرابات الجوية الأخيرة شارفت على الانتهاء ولن تستمر طويلا· ولم تكن مخاوف المواطنين بسبب الثلوج الكثيفة أو موجة البرد الشديدة بقدر ما كانت من انعكاسات هذه الأخيرة على مختلف جوانب الحياة اليومية للمواطنين الجزائريين، من حيث استمرار أزمة ندرة غاز البوتان، وانقطاع الطرقات، وكذا ندرة بعض المواد الاستهلاكية الأساسية، إضافة إلى ارتفاع أسعار بعضها الآخر، وأهمها الخضر والفواكه والبقول الجافة أو الحبوب، وما شابه ذلك· فالثلوج التي تستمر بالتساقط منذ نحو 15 يوما كاملة، ألهبت أسعار الخضر بمختلف المحلات والأسواق الشعبية، بعد أن عجز الفلاحون عن الدخول إلى حقولهم لجني المحاصيل، ونفاد المخزون تقريبا ببعض المخازن، حسبما كشف عنه بعض التجار في حديث إلى (أخبار اليوم)، حيث أن أسعار البطاطا لا تزال تترواح ما بين 70 و 80 دج، وأسعار الطماطم في حدود 110 دج، أما الكرنب والشفلور فبلغ سعرهما 100 دج، وذلك عبر أسواق باش جراح، الحراش، عين النعجة، السمار، ومس الارتفاع أيضا بعض الخضر الموسمية التي يكثر عليها الطلب في هذه الفترة بالذات من السنة، مثل القرنون الذي يعرض حاليا ما بين 90 و120 دج، أما الفول فهو بين 70 و 8 دج، في حين أن البازلاء بلغت سعر 150 دج، أما السلطة الخضراء و الباذنجان فوصل سعرهما إلى 100 دج، أما البسباس فعرض بدوره بسعر يتراوح ما بين 65 و 70 دج، وزادت نسبة ارتفاع أسعار الخضر سالفة الذكر ببعض الدنانير عما كانت عليه في الأسبوع الماضي، كما أن الارتفاع مس أيضا الفاكهة، حيث التفاح معروض ب160 دج، والموز ب140دج، أما البرتقال فهو في حدود 120 دج، وطبعا فإن اللحوم سواء البيضاء أو الحمراء لم تشذ عن القاعدة كذلك، ولازالت أسعارها تبعد عنها المواطنين الجزائريين البسطاء إلا في حالات قليلة· والملفت للانتباه أن الندرة والارتفاع مس أيضا حتى بعض الحشائش، مثل المعدنوس و(الحشيش مقطفة) والسلق والكراث المعروف أيضا باسم (البورو)، لا سيما في ساعات ما بعد الظهيرة أو المساء، وقد ارتفعت أسعار الربطة أو الحزمة من الحشائش سالفة الذكر عدا الكراث الذي يباع بالميزان من 10 دج إلى 15 دج ببعض الأسواق، وقال بعض من الباعة إن السبب يعود إلى الثلوج الكثيفة المتساقطة التي صعبت من مهام جني مختلف المحاصيل، فأثر ذلك على وفرة المنتوج في الأسواق، ودفع بعض التجار إلى رفع الأسعار لهذا المستوى الجنوني· المواطنون من جانبهم، وإن كانوا قد ألفوا ظاهرة ارتفاع الأسعار في مثل هذه الأيام أو الحالات الاستثنائية، أو خلال المناسبات المختلفة لجأ البعض منهم، لا سيما غير القادرين على تحمل نيران الأسعار الملتهبة إلى اقتناء الجزء اليسير جدا منها واستبدالها بالبقول الجافة والحبوب، أو اللجوء إلى حيلة أخرى أدهشت التجار أنفسهم، وهي الدخول إلى السوق في ساعات متأخرة جدا من المساء، أي في حدود الخامسة والنصف أو السادسة نظرا لأن معظم باعة الخضر يلجؤون إلى تخفيض الأسعار في مثل ذلك الوقت لأجل التخلص من كافة السلعة الموجودة لديهم·