لم تؤثر الثلوج المتساقطة على مناطق عدة من الوطن، وكذا البرودة الشديدة على أسعار الخضر أو الفواكه والمواد الاستهلاكية عموما، وإنما مست أيضا بعض قطع الملابس التي يكثر عليها الطلب في مثل هذه الأيام شديدة البرودة، وبصفة خاصة القفازات وأوشحة الصوف وقبعات الرأس الصوفية، وأيضا المطاريات، ولا يختلف الأمر بين المقتنيات الخاصة بالرجال أو النساء وحتى الأطفال، حيث استغل الكثير من الباعة الظروف الجوية القاسية التي تمر بها عدة مناطق من البلاد مؤخرا لا سيما مع الإقبال الكبير للمواطنين في الآونة الأخيرة على هذا النوع من السلع· وفي هذا الإطار، تقول إحدى السيدات من العاصمة، إنها اضطرت إلى اقتناء مطارية بعد أن تسببت الرياح والأمطار الغزيرة التي تساقطت مؤخرا في كسر مطاريتها، التي كانت بالأساس، صينية الصنع، وغير قوية لمواجهة الرياح، ولكنها تفاجأت برفع أسعار المطاريات الجيدة منها على وجه التحديد، إلى 850 دج، أما الأنواع العادية الأخرى التي كانت لا تتجاوز 250 دج، فقد تم رفعها إلى 450 دج في استغلال واضح من طرف بعض الباعة لحاجة المواطنين في هذه الأجواء الباردة· نفس الاستياء أبدته مواطنة أخرى، قالت إنها أرادت اقتناء زوج من القفازات بعد أن تجمدت يداها من البرد الشديد، وقد كانت القفازات معروضة بأسعار تتراوح ما بين 50 و100 دج قبل انطلاق موجة البرد الأخيرة، ولكنها عرضت حاليا ب250 دج للأنواع الصوفية، أو التي تكون مزينة ببعض الريش، أما الجلدية فوصل سعرها إلى 500 دج، سواء كانت موجهة للسيدات أو للرجال، وحتى للأطفال، حتى الجوارب تم رفعها إلى 100 دج للزوج، أما التي كانت تباع الثلاثة أزواج منها ب100 دج فلا وجود لها بمعظم طاولات البيع على مستوى الأسواق الشعبية أو الأرصفة· وبالنسبة للأوشحة، خاصة الصوفية التي كانت إلى وقت قريب جدا تعرض ب250 دج فقط، وصل سعرها إلى 350 دج، واستغرب كثير من المواطنين هذا الارتفاع الفاحش لهذه النوعية من السلع، واستغلال التجار حاجة الناس لأجل رفع الأسعار بهذا الشكل، في سبيل تحقيق أرباح سريعة بأي شكل كان، ووجد الكثيرون أنفسهم مجبرين على اقتنائها بالسعر الذي وجدوها عليه، لأنهم ضيعوا فرصة اقتنائها عندما كانت أسعارها مناسبة للغاية، ولم يكن الطلب عليها كبيرا، وإلا الاستسلام للبرودة الشديدة وتحمل الآلام الناتجة عن الصقيع، وعليه وجد المواطنون أنفسهم بين مطرقة الحاجة الماسة لهذه السلع، وبين سندان غلائها الفاحش، لا لشيء إلا لأن بعض التجار للأسف يتحينون الفرص لأجل رفع الأسعار لمستويات قياسية، ولا يكون للمواطن فيها أي خيار، فيستسلم لأهواء هؤلاء التجار، لأنه يكون في أمس الحاجة إلى تلك السلع المعروضة لديهم، ولا يمكنه بأي شكل كان الاستغناء عنها، مادامت تدخل في باب الضروريات·